تحت تهديد الاعتداءات ودعوات طالبان للمقاطعة.. الأفغان يدلون بأصواتهم لانتخاب رئيس لهم

عربي بوست
تم النشر: 2019/09/28 الساعة 06:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/28 الساعة 06:32 بتوقيت غرينتش
الانتخابات الرئاسية، أفغانستان/ رويترز

بدأ الأفغان الإدلاء بأصواتهم، السبت 28 سبتمبر/أيلول 2019، لاختيار رئيسهم في الدورة الأولى من انتخابات تجري تحت تهديد الاعتداءات وعمليات التزوير والمقاطعة، وشهدت اعتداء أوقع 15 جريحاً في جنوب البلاد.

ويخوض 18 مرشحاً هذه الانتخابات للفوز بولاية رئاسية من خمس سنوات، وتشتد المنافسة بصورة خاصة بين المرشحين الأوفر حظاً، الرئيس الحالي أشرف غني ورئيس الحكومة عبدالله عبدالله، بحسب موقع فرانس 24.

وتجري عملية الاقتراع في وقت وصلت فيه محادثات السلام بين الأمريكيين وحركة طالبان إلى طريق مسدود، مبددة الأمل في قيام حوار بين الحكومة الأفغانية والمتمردين يفضي إلى إحلال السلام في البلد.

طالبان تدعو للمقاطعه

وضاعفت طالبان التحذيرات للناخبين البالغ عددهم حوالى 9,6 مليون لردعهم عن المشاركة في الانتخابات، وتوعّدوا الخميس بأنهم يستهدفون "مكاتب ومراكز (الاقتراع) التي تستضيف هذه المهزلة".

وأدى اعتداء وقع قرب مركز اقتراع في قندهار جنوبي أفغانستان إلى وقوع 15 جريحاً، فيما أفاد مسؤولون محليون عن عدة هجمات بقنابل وقنابل يدوية لم تسفر عن ضحايا.

وأعلنت وزارة الداخلية نشر 72 ألف عنصر لحراسة حوالي خمسة آلاف مركز اقتراع في البلاد، فتحت أبوابها في الساعة 7,00 (2,30 ت غ)، على أن تغلق في الساعة 15,00 (10,30 ت غ).

كما حُظر منذ مساء الأربعاء دخول جميع الشاحنات والشاحنات الصغيرة إلى العاصمة، خشية استخدامها في اعتداءات بآليات مفخخة.

وقال المتحدث باسم اللجنة الانتخابية ذبيح الله سعدات في الصباح "إننا مسرورون لوقوف الناس منذ الآن في صفوف انتظار طويلة أمام مكاتب الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الصناديق".

وبدأت الحملة الانتخابية في أواخر سبتمبر/أيلول باعتداء أوقع عشرين قتيلاً. كما قتل بعد ذلك أكثر من مئة شخص آخرين في اعتداءات تبنتها حركة طالبان.

من جهة أخرى، ثمة مخاوف من وقوع هجمات ينفذها تنظيم الدولة الإسلامية بعدما أعلن مسؤوليته عن اعتداء أوقع 80 قتيلاً خلال حفل زفاف في أغسطس/آب.

وقال الناخب محيي الدين (55 عاماً) لوكالة فرانس برس في كابول "أنا هنا للتصويت. أعلم أنّ هناك تهديدات، لكنّ القنابل والهجمات جزءٌ من يوميّاتنا" مضيفاً "لست خائفاً. علينا التصويت إذا أردنا أن نكون قادرين على تغيير حياتنا".

 رابع انتخابات رئاسية

وأعرب سيد نور أحمد (31 عاماً)، الموظف في إحدى مدارس العاصمة عن "قلق كبير بشأن الأمن، لكن لا خيار أمامنا سوى التصويت واختيار زعيمنا".

وهي رابع انتخابات رئاسية في تاريخ أفغانستان، وجرت الأولى عام 2004.

وصرَّح الرئيس الأفغاني بعد الإدلاء بصوته أن "هذه الانتخابات ستُمهد الطريق حتى نسير في اتجاه السلام بشرعية حقيقية".

ويأمل غني في الفوز بولاية ثانية، ما سيفرضه في موقع محاور لا يمكن تجاوزه للتفاوض مع طالبان. غير أن المتمردين يعتبرونه "دمية"، وينكرون له أي صفة شرعية.

وسبق أن تواجه غني وعبدالله عام 2014، في انتخابات شهدت مخالفات خطيرة، إلى حدِّ أن الولايات المتحدة فرضت على كابول إنشاء منصب رئيس الحكومة لعبدالله.

وقالت سونافبار ميرزاي (23 عاماً)، الموظفة في شركة خاصة في كابول "إنني سعيدة جداً بالمشاركة في الانتخابات"، متمنية أن "تضمن اللجنة الانتخابية شفافية الاقتراع، لأن العديدين فقدوا الثقة في الانتخابات السابقة".

وأكدت السلطات الأفغانية أنها اتّخذت جميع التدابير لمنع وقوع عمليات تزوير، فنشرت مجموعة من الوسائل التقنية، بينها أجهزة بيومترية لكشف البيانات.

ويتوقع صدور النتائج الأولية في 19 أكتوبر/تشرين الأول، على أن تعلن النتائج النهائية في 7 نوفمبر/تشرين الثاني.

وستكون نسبة المقاطعة في هذه الانتخابات تحت المجهر؛ إذ يتوقع بمعزل عن الخوف من الاعتداءات أو من عمليات التزوير، أن يلزم العديد من الناخبين منازلهم، بعدما فقدوا الأمل في أن يعمل قادتهم على تحسين ظروفهم المعيشية.

وسيتولى الرئيس المقبل مقاليد السلطة في بلد يعاني حرباً، وكان 55% من سكانه يعيشون بأقل من دولارين في اليوم عام 2017، وبلغت فيه حصيلة النزاع مع طالبان في النصف الأول من 2019 أكثر من 1300 قتيل من المدنيين، بحسب أرقام الأمم المتحدة.

وإن كانت الانتخابات مقررة منذ وقت طويل، إلا أنها بدت مرتهنة بنتائج المحادثات الأخيرة بين الولايات المتحدة وطالبان، حول تسوية سلمية تشهد انسحاب القوات الأمريكية مقابل ضمانات أمنية من المتمردين.

غير أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن بشكل مفاجئ في مطلع سبتمبر/أيلول وقف المفاوضات، في وقت بدا فيه الاتفاق وشيكاً، وكان العديد من المراقبين يتوقعون تعليق الانتخابات من أجل تطبيق خطة الانسحاب.

وكان الاتفاق الذي تم التفاوض عليه مدون مشاركة حكومة غني، ينص على بدء حوار بين الأطراف الأفغان.

تحميل المزيد