القاهرة مغلقة! الأمن يكبح معارضي السيسي ويمنعهم من الخروج للتظاهر ضده

أغلقت قوات الأمن المصرية مداخل ميدان التحرير بالقاهرة الجمعة 27 سبتمبر/أيلول 2019، ونشرت تعزيزات من الشرطة بعد دعوة إلى مظاهرات نادرة مناهضة للحكومة، للأسبوع الثاني.

عربي بوست
تم النشر: 2019/09/27 الساعة 21:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/27 الساعة 21:13 بتوقيت غرينتش
صورة لجنود من الشرطة في مصر/ رويترز

أغلقت قوات الأمن المصرية مداخل ميدان التحرير بالقاهرة الجمعة 27 سبتمبر/أيلول 2019، ونشرت تعزيزات من الشرطة بعد دعوة إلى مظاهرات نادرة مناهضة للحكومة، للأسبوع الثاني.

وأغلقت الداخلية الطرق المؤدية إلى ميدان التحرير بوسط القاهرة أمام حركة المرور، وهو مركز الاحتجاجات التي قادت للإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011. وانتشرت الشرطة بكثافة حول الميدان وفي بعض التقاطعات بوسط المدينة.

في حين نجحت الحشود الأمنية المنتشرة بالبلاد، وبالأخص في العاصمة المصرية القاهرة، في منع المواطنين من الخروج للتظاهر إلا بعض المئات بمناطق مختلفة على مستوى الجمهورية 

الداخلية تغلق القاهرة لمنع مظاهرات ضد السيسي 

حيث اندلعت احتجاجاتٌ في القاهرة ومدن أخرى، يوم الجمعة الماضي، بعد انتشار دعوات على الإنترنت للتظاهر، بسبب مزاعم بالفساد طالت الرئيس عبدالفتاح السيسي والجيش.

وعاد السيسي إلى القاهرة صباح اليوم الجمعة، بعد أن قضى الأسبوع الأخير في نيويورك، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. ونشرت صفحة السيسي الرسمية على "فيسبوك" صوراً له وهو يحيي عدداً من رجال الدين وحشداً من المؤيدين اصطفوا على جانب طريق.

ومنذ الاحتجاجات التي خرجت يوم الجمعة الماضي، شنت السلطات حملة اعتقالات، قالت منظمات معنيَّة بحقوق الإنسان إنها أسفرت عن اعتقال 1900 شخص على الأقل.

وقال النائب العام المصري، الخميس، إن النيابة العامة "استجوبت عدداً لا يتجاوز ألف متهم، من المشاركين في تلك التظاهرات".

والسيسي يوجه رسالة إلى الشعب المصري 

واختار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لمخاطبة الشعب المصري. وذلك تزامناً مع الاحتجاجات التي شهدتها مدن مصرية مؤيدة للسيسي وأخرى معارضة له.

وقال الرئيس المصري، الجمعة 27 سبتمبر/أيلول 2019: "سلامٌ على كل من روى بدمائه الزكية تراب هذا الوطن العظيم، اليوم نال الإرهاب الغاشم عدداً من أبنائنا الأبرار، الذين ضحّوا بأرواحهم الغالية فداءً لهذا الوطن".

وأضاف السيسي أن سرطان الإرهاب ما زال يحاول خطف هذا الوطن، "ولكننا صامدون، نحاربه بكل ما أوتينا من قوة وإيمان، وإنا لمنتصرون بإذن الله ثم بفضل جيش مصر القوي".

وأكد الرئيس المصري في رسالته عبر "فيسبوك"، قائلاً: "شعب مصر العظيم، أود أن أؤكد أن معركتنا مع الإرهاب لم ولن تنتهي من دون إرادة شعبية عازمة على القضاء عليه بشتى أنواعه، سواء كان إرهاب العقول أو الأنفس، ولذلك أودُّ أن تكون غاية أمتنا هي القضاء على هذا الإرهاب وإعلاء مصلحة الوطن".

وأعلن الجيش المصري، الجمعة، القضاء على 118 "مسلحاً"، ومقتل وإصابة ضابط و9 جنود، خلال فترة زمنية لم يعلنها.

وقد دفعت السلطات المصرية بحشود داعمة للسيسي إلى الشارع 

حيث شهدت عدة مدن مصرية، الجمعة، مظاهرات مؤيدة لرئيس البلاد عبدالفتاح السيسي، وفق مصادر مختلفة.

ووفق وكالة الأنباء المصرية الرسمية، "احتشد آلاف المواطنين أمام النصب التذكاري (شرقي القاهرة)؛ تأييداً للرئيس عبدالفتاح السيسي ودعماً لاستقرار الوطن"، مشيرة إلى توافد مشاركين من مختلف محافظات مصر.

كما أشارت إلى خروج مؤيدين للسيسي في محافظتي الإسكندرية (شمال)، وكفر الشيخ (دلتا النيل/ شمال).

ووفق تغطيات سابقة لإعلام محلي، بينه صحيفة "أخبار اليوم" المملوكة للدولة، ردد المؤيدون هتافات "يعيش السيسي، وتحيا مصر"، رافعين صوراً للرئيس، ولافتات تحمل عبارات بينها "الشعب والجيش إيد واحدة".

وكانت تقارير إعلامية معارضة تحدثت قبل ساعات، عن حشد تجمعات من المحافظات لتأييد السيسي، حول النصب التذكاري الذي شهد فعاليات مؤيدة في الرابعة عصراً (14:00 ت.غ)، وفق ما أعلنه فنانون ورياضيون مؤيدون.

في حين حذرت الأمم المتحدة من تطورات الوضع بمصر

حيث قالت الأمم المتحدة، الجمعة، إنها تتابع من كثب تطورات الأوضاع في مصر، مشيرةً إلى أن أمينها العام أنطونيو غوتيريش يشارك المفوضية الأممية موقفها إزاء القلق من التوقيفات.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك، الجمعة، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك.

وهذا ثاني تعليق أممي على الوضع بمصر، ولم يتسنَّ الحصول على تعليق فوري بشأنه، غير أن القاهرة عادةً ما تقول إنها تلتزم القانون، وأشارت إلى احتجاز ألف شخص من جراء تظاهرات خارج إطار القانون في 5 مدن مؤخراً.

وقال دوغريك للصحفيين: "نتابع من كثبٍ تطورات الوضع في مصر، وقد أصدرت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان (ميشيل باشيليت)، بياناً بهذا الشأن، والأمين العام يشاركها تماماً الموقف ذاته".

وفي وقت سابق من الجمعة، أعربت المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت عن قلقها من "عدم مراعاة الإجراءات القانونية بعد الاعتقالات الواسعة المرتبطة بالاحتجاجات".

ولفتت باشيليت إلى أن من الضروري أن تغيّر السلطات المصرية "بشكل جذري، نهجها تجاه أي احتجاجات مقبلة، وبينها ما شهدته مصر اليوم".

وحسب البيان، هناك تقارير (لم يحدد مصدرها) تقول إن "المعتقلين حُرموا من التمثيل القانوني قبل العرض على النيابة العامة، كما أن هناك من اتُّهموا بجرائم خطيرة، مثل الانضمام إلى جماعة إرهابية، ونشر أخبار مغلوطة، وسوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي".

وعادةً ما تنفي مصر وجود "معتقلين سياسيين" لديها، وتقول إن المحتجزين أو السجناء على ذمة تهم متعلقة بالإرهاب.

بينما تظاهر مئات بالمحافظات رفضاً للسيسي 

في المقابل، نقلت فضائية "الشرق" المعارضة الموجودة خارج البلاد، لقطات فيديو، قالت إنها لاحتجاجات خرجت ظهر الجمعة، في مدينة قوص بمحافظة قنا (جنوب)، وكذلك في محافظات أسوان والأقصر (جنوب) والمنيا (وسط).

والفيديوهات القصيرة التي نقلتها الفضائية المناهضة -لم يتسنَّ التأكد من صحتها من مصدر مستقل- تُظهر عشرات المحتجين في كل مقطع، مرددين هتافات "ارحل يا سيسي"، و "الشعب يريد إسقاط النظام".

كذلك، نقلت فضائية "مكلمين" المعارضة للسيسي فيديوهات مماثلة لاحتجاجات في قنا والأقصر وأسوان، تطالب برحيل الرئيس المصري.

وعصر الجمعة، بثَّ الفنان والمقاول المصري محمد علي، الداعي إلى الاحتجاجات، مقطع فيديو، على صفحة مؤيدة له بـ "فيسبوك"، يجدد فيه طلبه الخروج في حشود، للمطالبة برحيل النظام.

ولم يتسنَّ الحصول على تعليق فوري من السلطات على ما تم بثه من لقطات، غير أن هيئة الاستعلامات المصرية التابعة للرئاسة، دعت قبل أيام إلى عدم الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي كمصادر للأخبار والتقارير؛ خشية "تزييف الحسابات، والفبركة"، وفق بيان.

ومشككاً، في وقت مبكر من صباح اليوم، في خروج احتجاجات، قال البرلماني المقرب من النظام مصطفى بكري، على حسابه بـ "تويتر"، إن قنوات المعارضة ستبثُّ لقطات مفبركة على أنها حدثت اليوم، وتتحدث عن خروج مظاهرات عارمة، مشيراً إلى انتشار قوات الأمن بكل مكان، لحماية الاستقرار.

وفي وقت سابق من اليوم، طمأن السيسي المصريين، في تصريحات متلفزة نقلتها صفحته الرسمية بـ "فيسبوك"، بعدم القلق من الاحتجاجات المرتقبة ضده.

ولم يستبعد السيسي عقب استقباله من قِبل مواطنين عقب عودته من الخارج، إمكانية دعوته لطلب تفويض بخروج الملايين كما حدث في يوليو/تموز 2013، عندما كان وزيراً للدفاع عقب إطاحته بالرئيس الراحل محمد مرسي.

علامات:
تحميل المزيد