حملوا 3 ملايين دولار وتركوا وصاياهم لعائلاتهم.. صور سرية لأول كتيبة أمريكية في أفغانستان بعد هجمات سبتمبر

قدمت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" نظرة مفصلة حول الاستجابة السريعة ورد الفعل الضخم الذي أطلقته في أعقاب هجمات 11 سبتمبر.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/09/25 الساعة 15:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/25 الساعة 15:42 بتوقيت غرينتش
قوات أمريكية خاصة تابعة لوكالة الاستخبارات الأمريكية/ تويتر

قدمت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" نظرة مفصلة حول الاستجابة السريعة ورد الفعل الضخم الذي أطلقته في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول الإرهابية،، في سلسلة من الصور المذهلة والكاشفة نشرتها الوكالة على حسابها بموقع تويتر على مدار 15 يوماً بعد الذكرى السنوية الـ18 للكارثة.

وحسب صحيفة The Daily Mail البريطانية، تُظهر الصور عملاء في أفغانستان، بعد بضعة أيام من مقتل 2977 شخصاً عندما اختطف عناصر من القاعدة أربع طائرات وحلَّقوا بها إلى مركز التجارة العالمي والبنتاغون في مقاطعة أرلينغتون بولاية فرجينيا وإلى حقل بالقرب من بلدة شانكسفيل بولاية بنسلفانيا في 11 سبتمبر/أيلول 2001.

ففي إحدى الصور التي التُقطت بعد 8 أيام من الهجوم، شوهد ضباط وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية المدججين بالأسلحة، على متن طائرة هليكوبتر من طراز Mi-17 Hip، يحرسون مبلغ 3 ملايين دولار في ثلاثة صناديق كرتونية، وهو مبلغ كانت السلطات تأمل أن يساعد "قادة التحالف الشمالي في دفع رواتب قواتهم وإقناع القبائل الأخرى بالانضمام إلى التحالف الشمالي بدلاً من قتاله".

أول فريق أمريكي على الأرض الأفغانية لمواجهة القاعدة

وتتضمن التفاصيل الأخرى التي نشرتها الوكالة حقيقة أن ضباط الاستخبارات المركزية الأمريكية، الذين لم يكونوا يعرفون إلى متى أو ما إذا كانوا سيعودون من المهمة التي أُطلقت بعد أيام من الهجوم الإرهابي الأكثر دموية على الأراضي الأمريكية، "حدَّثوا تمويلاتهم الشخصية ووصاياهم لتهيئة أسرهم لمغادرتهم".

ويوضح مشروع الـ15 يوماً كيف كان فريق مكون من سبعة عملاء شبه عسكريين تابعين لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وطاقم طيران مكون من ثلاثة أفراد -أُطلق عليهم اسم "جوبريكر" (JAWBREAKER)- بمثابة أول فريق على الأرض يشن عمليات ضد تنظيم القاعدة الإرهابي ومؤيدي طالبان في أفغانستان.

وفي 26 سبتمبر/أيلول، أي بعد 15 يوماً فقط من الهجمات، كان فريق "جوبريكر" على الأرض وبدأ تنفيذ مهامه في أفغانستان.

وتُظهر الصور أيضاً السروج التي حصل عليها أحد ضباط وكالة الاستخبارات المركزية من حليف أفغاني ورقم التعريف الشخصي الذي مُنح لضباط خدمة الحماية الأمنية التابعين للوكالة والذين خدموا خلال وقت التوتر الشديد من 11 سبتمبر/أيلول 2001 إلى 24 مارس/آذار 2002.

وتظهر أيضاً قبعة ووشاح أحضرهما إلى أفغانستان ضابط الاتصالات في فريق "جوبريكر"، ليكون "تذكيراً بأهمية مهمة الفريق".

ونشرت وكالة الاستخبارات الصور على حسابها بموقع تويتر قائلة: "على مدار الأيام الخمسة عشر المقبلة، سنسرد بعض الجهود التي بذلتها وكالة الاستخبارات المركزية لتقديم رد فعل سريع على الهجمات ضد بلدنا. #15 يوم".

خطة الاستخبارات الأمريكية للإطاحة بـ "طالبان"

وبدأت الوكالة على حسابها بيوم 11 سبتمبر/أيلول 2001، عندما تحدث جورج تينيت مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية آنذاك، مع الرئيس جورج دبليو بوش وعديد من مستشاري الأمن القومي.

وخلال هذه المحادثة، التي أُجريت في نحو الساعة الـ3:30 مساءً بعد ساعات قليلة من ضربة الطائرة الأولى، أكد تينيت تخمين وكالة الاستخبارات المركزية بأن الهجوم ارتكبه أسامة بن لادن والقاعدة.

وبعد يوم واحد، قالت الوكالة إنها: "أطلعت الرئيس على خطة إطاحة طالبان". وأضافت أن هذا البيان تضمن تعهداً بإرسال ضباط من الوكالة إلى قادة التحالف الشمالي في غضون أسبوعين".

وفي 13 سبتمبر/أيلول، كلَّف تينيت مركز مكافحة الإرهاب إعداد مهمة للتوجه إلى أفغانستان ومواجهة تنظيم القاعدة وحركة طالبان.

خلال الشهرين التاليين، تضاعفت قوة مركز مكافحة الإرهاب مرتين تقريباً، إذ طُلب من غاري شروين، وهو ضابط سابق بوكالة الاستخبارات المركزية، أن يأخذ فريقاً صغيراً إلى أفغانستان لإقناع التحالف الشمالي بالعمل مع "سي آي إيه" لمواجهة طالبان. وغردت "سي آي إيه" قائلة إن شروين قبِل المهمة "فوراً".

في 15 سبتمبر/أيلول، جمع شروين فريقاً ضم نائبه فيل رايلي، وضابط اتصالات يدعى بابي، وطبيباً ميدانياً.

وصرح شروين لصحيفة USA TODAY الأمريكية عام 2018، قائلاً: "كنا محظوظين لأننا كنا أول الأمريكيين الذين ذهبوا لقتال بن لادن".

وأشار إلى أنه ذكَّر فريقه قائلاً: "لسنا هنا للقتال. نحن هنا للتمهيد لدخول الجيش الأمريكي".

وأوضح رايلي، وهو أحد كبار العملاء شبه العسكريين: "لم يكن هناك ضابط بالوكالة في ذلك الوقت إلا ويتمنى أن يأخذ مكاني".

وأضاف: "كان الأمر مدمراً للأعصاب، ولكي أكون صادقاً، كان ذلك بسبب وجود كثير من المجهولين. كنا نذهب إلى منطقة مجهولة. كنا نذهب إلى منطقة كانت صديقة بالنسبة إلى التحالف الشمالي، ولكن في الواقع، كان علينا أن نحلّق فوق الأراضي التي تسيطر عليها طالبان".

مهمة سيقوم بها فريق "جوبريكر"

كان هذا الفريق هو الذي سافر إلى أفغانستان على متن طائرة هليكوبتر من طراز Mi-17 والذي اختار اسم "جربريكر" اسماً رمزياً للعملية.

وعلقت الوكالة على صورة نشرتها بموقع تويتر لطيار تابع لها يرتدي خوذة ونظارات للرؤية الليلية في أثناء خدمته بأفغانستان: "كان فريق جوبريكر هو الأول نزولاً على الأرض في أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول، ولكن أفراد أطقم مئات الطائرات من طراز Mi -17 حلّقوا في السنوات التالية لدعم إعملية الحرية الدائمة)".

وذكرت "سي آي إيه" أنه في 17 سبتمبر/أيلول -أي بعد 6 أيام من الهجوم الإرهابي الأكثر دموية على الأراضي الأمريكية- صدرت "أوامر باستخدام الأسلحة والآليات وغيرها من المعدات".

وأضافت الوكالة: "لم يكن ضباط الوكالة يعرفون متى أو ما إذا كانوا سيعودون من المهمة، وحدَّثوا تمويلاتهم الشخصية ووصاياهم لتهيئة أسرهم لمغادرتهم".

كان اليوم الثامن هو أول يوم حافل بالسفر لفريق "جوبريكر"، وفقاً للوكالة. وقالوا إن الوصول إلى أفغانستان استغرق من الفريق، الذي تضمن عملاء يجيدون اللغة الروسية والدَرية والفارسية، ستة أيام.

وتابعت الوكالة: "بمجرد وصولهم إلى هناك، لم يتمكنوا من الاعتماد على وسائل النقل الحديثة للتنقل بين تلال ووديان أفغانستان شديدة الانحدار".

وفي 23 سبتمبر/أيلول، وصل قائدا الطائرة الهليكوبتر لفريق "جوبريكر" للمساعدة في تجهيز الطائرة Mi-17 لتنفيذ المهمة في أفغانستان.

وأضافت الوكالة أن الطائرة Mi-17 خضعت لعمليات إعادة تكيف واسعة النطاق وتحديثات لأنظمة الطيران الإلكتروني. وتُعرض الساعة التي كانت موجودة في قمرة قيادة هذه الطائرة الآن في متحف "سي آي إيه".

وسيستمر مشروع وكالة الاستخبارات المركزية (#15 يوماً) الذي يعرض الصور السرية لقتال ما بعد 11 سبتمبر/أيلول، حتى يوم غدٍ الخميس 26 سبتمبر/أيلول.

تحميل المزيد