حائزون سابقون على جائزة نوبل يتحدثون عن فرص فوز ترامب بها

تبقت أسابيع قليلة على إعلان لجنة جائزة نوبل عن هوية متسلمها لعام 2019، وذلك بعد أشهر من ظهور عديد من الأشخاص الذين رشحوا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنيل الجائزة الرفيعة.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/09/23 الساعة 21:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/24 الساعة 06:06 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب - رويترز

تبقت أسابيع قليلة على إعلان لجنة جائزة نوبل عن هوية متسلمها لعام 2019، وذلك بعد أشهر من ظهور عديد من الأشخاص الذين رشحوا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنيل الجائزة الرفيعة.

وعلّق فائزون سابقون بالجائرة العالمية عن فرص فوز ترامب بها، ومن بينهم خوان مانويل سانتوس، الرئيس السابق لكولومبيا، الفائز بالجائزة في عام 2016، بعد أن رتب اتفاقية السلام التاريخية مع مجموعة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (FARC) التي مارست العنف عقوداً في البلاد.

وقال سانتوس: "أعتقد أن هناك الكثير الذي يمكن وينبغي أن يحدث. وحتى الآن، أُرسلت رسائل سطحية إلى العالم، ولكننا لا نرى التقدم الحقيقي. نحن بحاجة إلى رؤية مزيد من التقدم الكامل".

ومع ذلك، أقر بأهمية "الخطوات الجريئة" التي اتخذها ترامب وسعيه لإقامة علاقات شخصية حتى مع الخصوم، مثل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وفقاً لما ذكره موقع Fox News الأمريكي، الإثنين 23 سبتمبر/أيلول 2019.

وأضاف بتهكم: "إنها خطوات مهمة للغاية. الزعماء بشر، وإذا كان لديهم تفاهم جيد ونوع من التعاطف، فإن ذلك يجعل المفاوضات أسهل بكثير".

فوز "مُحتمل" لترامب

لكن ديفيد تريمبل، الذي شغل منصب الوزير الأول في أيرلندا الشمالية من عام 1998 إلى عام 2002، وفاز بجائزة السلام في عام 1998 عن جهوده للتوصل إلى حل سلمي لإنهاء الصراع في أيرلندا الشمالية، لم يستبعد فوز ترامب.

وأوضح قائلاً: "سيفعل ترامب ما يريد القيام به وما يعتقد أنه الأفضل. وبالنسبة للجنة نوبل النرويجية، فهي تعمل على أساس الترشيحات التي تتلقاها. بعض الذين يستحقون الفوز بها لم ينالوها قط. ومن المهم أن نتذكر أنه (في حالة كوريا الشمالية) ليس مجرد طرف يقول أشياء لطيفة، ولكنه طرف يمارس الضغط. ومن الأفضل أن يتم ذلك بطريقة تؤدي إلى تقليل الأضرار قدر الإمكان".

وبحلول 31 يناير/كانون الثاني من هذا العام، كان عدد الترشيحات قد وصل إلى 301، منهم 223 شخصاً و78 منظمة.

وفي وقت سابق من هذا العام، أفادت التقارير بأن ليس فقط رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي هو من رشح ترامب، بل أيضاً اثنان على الأقل من المشرعين النرويجيين، وذلك لعمله على "التطورات الإيجابية في شبه الجزيرة الكورية" وتخفيف التوترات مع كيم.

وقال موقع Fox News الأمريكي إن لجنة نوبل النرويجية -التي تختار الفائزين بجائزة السلام كل عام- لم ترد على طلب الحصول على مزيد من التعليقات، لكن القاعدة العامة أن اللجنة لا تكشف عن أسماء المرشحين إلا بعد انقضاء 50 عاماً.

ترامب وكوريا الشمالية

أما هاري كازيانيس، مدير الدراسات الكورية في مركز ناشونال إنترست، فقال إنه "بالنظر إلى حقيقة أن الناس هنا في واشنطن العاصمة، كانوا قبل عامين فقط يحسبون احتمالات نشوب حرب نووية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، أود أن أقول إنه (ترامب) أُحرز تقدماً هائل".

وأضاف كازيانيس أن ما فعله ترامب هو أنه "أوقف كيم جونغ أون على نحو فعال، في نهاية عملية امتدت لعقود من الزمن، للحصول على سلاح نووي يمكن أن يضرب الوطن الأمريكي، وذلك من خلال حظر التجارب الذي فرضته كوريا الشمالية على نفسها".

ورأى أنه بينما يجادل البعض بأن هذا ليس إنجازاً، "يجب أن نتذكر أن الأمر كان يمثل تهديداً. كانت كوريا الشمالية قادرة على ضرب أمريكا برؤوس حربية نووية، وهو ما رفع حدة التوترات. لذلك، من أجل هذا وحده، يستحق ترامب الثناء الهائل".

وتابع قائلاً: "إذا تمكن باراك أوباما من الحصول على جائزة نوبل وهو لم يفعل شيئاً، فأنا أقول إءن الرئيس ترامب يستحق جائزتين لتحقيقه نتائج فعلية في قضية كوريا الشمالية. لا يوجد سبب لعدم ترشيح ترامب بالنظر إلى أنه كان قادراً على تجنب حرب نووية مع كوريا الشمالية، وهو الشيء الذي كان في عام 2017 احتمالاً حقيقياً للغاية".

انتقاد لترامب

واستعرض فائزون آخرون أفكارهم الواضحة حول أسباب عدم فوز ترامب بالجائزة، فقد حذرت شيرين عبادي، وهي قاضية إيرانية سابقة وناشطة في مجال حقوق الإنسان وفائزة بالجائزة عام 2003، وهي تعيش منذ ذلك الحين بالمنفى في لندن، من أن إبرام "صفقات سلام" مع نظام طهران الحالي لن يكون سبباً للفوز بالجائزة المرموقة.

وقالت شيرين: "توصيتي إلى ترامب هي التحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وليس التركيز فقط على القضايا النووية. إذا كانت هناك ديمقراطية في إيران فبإمكان الناس وقتها أن يصلوا إلى السلطة، ومن ثم ستُحل هذه القضايا. هل يمكن أن توجد الديمقراطية في ظل النظام الحالي؟ كلا، على الإطلاق. فهل من الجيد توقيع اتفاق سلام مع طغاة؟".

وفي رأيها، سعت إيران -منذ ثورة 1979- إلى "قيادة العالم الإسلامي"، وهذا سبب تدخل النظام في شؤون دول أخرى خارج الشرق الأوسط. وشددت على أن أي صفقة افتراضية ستكون بمثابة تسليم الأموال إلى الدولة المارقة، لإنفاقها على ترسانتها العسكرية والأسلحة بدلاً من المدارس والمستشفيات والسكان الذين يعانون.

واستطردت شيرين: "تهتف الحكومة دائمًاً بـ (الموت لأمريكا) حتى في البرلمان، حتى إنهم أشعلوا النار في العلم الأمريكي. لكن كل هؤلاء الأشخاص لديهم أسرهم وأطفالهم يعيشون بأمريكا. في حين لا يسمحون بسفر الطلاب الذين يريدون الذهاب للدراسة هناك. في عهد أوباما، صدرت مئات البطاقات الخضراء لأشخاص في الحكومة الإيرانية. ما زلت أريد أن أعرف لماذا أرسل أوباما كل هذه الأموال إلى إيران في مقابل 4 رهائن. بالطبع، أنا سعيدة لأن الرهائن أطلق سراحهم، لأنهم كانوا أبرياء. لكن هذا يشبه الابتزاز من قبل الطغاة".

أوباما وكارتر فازا بالجائزة

وفي ذلك الوقت، كان الرئيس باراك أوباما آخر أمريكي ينال الجائزة المرغوبة. وحدث ذلك في عام 2009 نتيجة "جهوده غير العادية لتعزيز الدبلوماسية والتعاون الدوليين بين الناس".

ورغم أن عديداً من النقاد يقولون إن أوباما لم يقم بأي شيء يستحق مثل هذا التكريم، قال المسؤولون إن حضوره سيظل موضع ترحيب في القمة السنوية لحاملي نوبل للسلام.

لكنه لم يحضر بعدُ أياً من فعاليات هذه القمة الهادفة إلى المصالحة والوفاق في العالم.

وقد فاز الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر بهذا الشرف المرموق في عام 2002. وقبله، فاز الرئيسان السابقان وودرو ويلسون وثيودور روزفلت بالجائزة في عامي 1919 و1906 على التوالي، خلال وجود كل منهما في المنصب.

من جانبه، قال ليخ فاونسا، الفائز بالجائزة عام 1983 بسبب نشاطه المؤيد للديمقراطية، والذي أصبح أول رئيس منتخب ديمقراطياً لبولندا في عهد ما بعد الاتحاد السوفييتي من عام 1990 إلى 1995: "ترامب يشخّص الموقف بالطريقة الصحيحة. كل ما يقوله هو واقع، وضمن ذلك الجدار والعلاقات التجارية مع الصين. ومع ذلك، فإن تعاطيه مع هذه الأمور غير صحيح".

وتابع: "يجب أن يتوقف عن رؤية العالم على أنه دول وقارات؛ فالعولمة على الأبواب".

جائزة عالمية

وبدأت قمة نوبل للسلام قبل نحو 20 عاماً، للجمع بين "أكثر دعاة السلام الاجتماعي والسياسي والمجتمعي والدولي والشخصي الملهمين في العالم". هذا العام، عُقدت القمة في مدينة ميريدا المكسيكية، وحضرها نحو 30 ممن حازوا الجائزة المرموقة، بهدف مناقشة المشاكل والتحديات العالمية المستمرة ووضع حلول عملية.

وبطبيعة الحال، اختتمت القمة بحفل موسيقي لريكي مارتن بعنوان "يوكاتان من أجل السلام".

ووفقاً لرئيس جنوب إفريقيا السابق فريديريك ويليم دي كليرك، الفائز بجائزة نوبل للسلام في عام 1993 إلى جانب نيلسون مانديلا، لجهودهما الرامية إلى وضع حد لسياسة الفصل العنصري، فإن مثل هذه القمم ستثمر "أفكاراً جيدة" ولكن "التنفيذ صعب للغاية".

وقال: "إن قوة المؤتمرات تكمن في تغيير القلوب والعقول. هذا أمر من المهم وضعه في الحسبان".

وتتضمن عملية اختيار الفائز إنشاء قائمة مختصرة تخضع للتقييم من قبل لجنة نوبل المكونة من "مستشارين دائمين"، بالإضافة إلى خبراء دوليين من النرويج وخارجها. 

ويُتخذ القرار النهائي بالجلسة الأخيرة، التي تُعقد عادة في بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول. وهذا العام، سيُعلن عن الفائز بالجائزة يوم 11 أكتوبر/تشرين الثاني، في حين يكون حفل تسليم الجائزة في ديسمبر/كانون الأول.

تحميل المزيد