توجه فريق مختص في مكافحة الإرهاب، من القوة الجوية الخاصة البريطانية إلى البحرين، في عملية سرية للغاية، لتعزيز أمن العتاد البريطاني وسط مخاوف من وقوع هجوم إيراني بالوكالة في هذه الدولة الخليجية.
وقالت صحيفة The Daily Express البريطانية، اليوم السبت 22 سبتمبرأيلول 2019، إن الأمر صدر من بريطانيا، بعد أن حذرت تقارير استخباراتية من أن قوات متحالفة مع إيران أدرجت قاعدة قيادة البحرية الملكية في البحرين وسفارة المملكة المتحدة في قائمة أهدافهم.
وتحدثت الصحيفة عن وصول فريق القوة الجوية الخاصة البريطانية إلى العاصمة المنامة، الأسبوع الماضي، وقالت إنه سيتعاون مع قيادة قوة الأمن الخاصة البحرينية، وهي قوات بحرينية رفيعة المستوى، معنية بمكافحة الإرهاب، ودُرِّب ضباطها في المملكة المتحدة.
وانضم الفريق إلى 25 جندياً من الكتيبة الأولى من وحدة أميرة ويلز الملكية، التي أُرسلت إلى المملكة لتحل محل الوحدة الإنكليزية الملكية في مهام الحماية.
وستتمثل مهمتهم في حماية القاعدة البحرية الملكية البريطانية "HMS Jufair"، التي تضم 300 من أفراد البحرية، فضلاً عن وحدة كوماندوز بحرية عالية الاستعداد.
قوات أمريكية لمنطقة الخليج
ويأتي ذلك في أعقاب زيادة القوات الأمريكية في منطقة الخليج، رداً على هجوم الأسبوع الماضي، استهدف منشأتين لشركة أرامكو النفطية العملاقة في السعودية، والذي تسبب في توقف ما يقرب من نصف إمداداتها النفطية.
وسيتولى بضعة آلاف من القوات الأمريكية الإضافية "دوراً دفاعياً" في المملكة، بناء على رغبة كل من السعودية والإمارات.
ومن المقرر أن ترابط المدمرة الأمريكية USS Nitz، وهي من طراز "آرلي بورك"، قبالة سواحل السعودية، لسد الثغرة في الدفاعات الجوية للبلاد، التي مكّنت نحو 30 طائرة مُسيرة وصواريخ كروز من ضرب منشأة بقيق النفطية وحقل خريص للنفط.
ويُذكر أن الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن أعلنوا مسؤوليتهم عن هذه الهجمات، لكن الاستخبارات الأمريكية تشير إلى أن طهران وراء الهجمات. وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مسؤولين أمريكييين قولهم إن الهجوم على أرامكو انطلق من منطقة في جنوب غرب إيران.
وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، إن هجمات الأسبوع الماضي، إلى جانب الهجوم الإيراني على طائرة تجسس أمريكية مسيرة، في يونيو/حزيران الماضي، تمثل "تصعيداً خطيراً للعدوان الإيراني" .
أما وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، فوصف الهجمات على أرامكو بأنها "عمل حربي" .
مزيد من التصعيد بين أمريكا وإيران
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال زيارة لرئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون إلى البيت الأبيض، مطلع هذا الأسبوع، أنه سيكون من السهل التخلص من 15 هدفاً رئيسياً في إيران.
وقال متحدثاً من المكتب البيضاوي: "يمكنني فعلها من هنا، كل شيء جاهز، يمكنني فعلها من هنا وبعدها سيتوفر لديكم خبر مثير مميز لتتحدثوا عنه" .
وتابع قائلاً: "نأمل جميعاً، ويأمل سكوت أيضاً، وندعو جميعاً ألا نضطر أبداً إلى استخدام الأسلحة النووية"، لكنه أضاف: "الشيء الذي يُظهر قوة فعلية هو إظهار قدر من ضبط النفس" .
وردّ قائد الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، اللواء قاسم سليماني، بقوله إن أي "دولة تهاجم الجمهورية الإسلامية سترى أراضيها تتحول إلى ساحة المعركة الرئيسية" .
ورغم الخطابات الرنانة ومحاولات تشكيل "تحالف الراغبين" الدولي ضد إيران، يظل ترامب متردداً بشدة إزاء التورط عسكرياً مع إيران.
وكان ترامب قد أقال مستشار الأمن القومي العدواني جون بولتون، الذي سعى إلى تبني نهج أعنف ضد إيران، معلناً أنه ارتكب "بعض الأخطاء الفادحة" .
ويُذكر أن الرئيس ترامب قال في ذلك الوقت، إنه يتطلع إلى الاجتماع بالرئيس الإيراني حسن روحاني في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
عقوبات على إيران
وفي حين أن الهجوم على السعودية قد قضى على أي أمل في عقد ذلك الاجتماع، كان الهدف الرئيسي للولايات المتحدة تصعيد حملة "الضغط الأقصى" على إيران، عن طريق فرض مزيد من العقوبات على طهران.
إذ قال ترامب خلال الاجتماع نفسه مع موريسون: "لقد فرضنا عقوبات على البنك الوطني الإيراني لتوّنا"، مضيفاً أنه يفضل حلاً اقتصادياً على الحل عسكري.
ومن جانبه، قال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين في تصريح لصحفيين، إن البنك هو آخر مصدر لتمويل طهران، قائلاً: "لقد قطعنا الآن جميع الأموال عن إيران" .
وفي حين أن الولايات المتحدة تزعم أن هذا التكتيك ناجح، تساءل الخبراء مساء أمس عن السبب وراء استمرار نظام ضعيف اقتصادياً في الإتيان بتصرفات شديدة العدوانية.
وقال الخبير الإقليمي الدكتور ألبرت وولف، عميد كلية الدراسات الدولية في الجامعة الأمريكية في كردستان، إن إخفاق ترامب في دعم الخطاب العسكري بالتنفيذ أضر بمصداقيته.