فيديو لإسراء غريب قبل وفاتها تظهر فيه بروح مرحة وابتسامة تعلو وجهها

تداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للفتاة الفلسطينية الراحلة إسراء غريب، التي توفيت من جراء تعرُّضها لضرب عنيف من قِبل عائلتها، حيث ظهرت في مقابلة تلفزيونية سابقةٍ نشرها المخرج الفلسطيني مأمون الهريمي.

عربي بوست
تم النشر: 2019/09/22 الساعة 08:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/22 الساعة 08:02 بتوقيت غرينتش
الفتاة الفلسطينية الراحلة إسراء غريب - مواقع التواصل

تداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للفتاة الفلسطينية الراحلة إسراء غريب، التي توفيت من جراء تعرُّضها لضرب عنيف من قِبل عائلتها، حيث ظهرت في مقابلة تلفزيونية سابقةٍ نشرها المخرج الفلسطيني مأمون الهريمي. 

وتظهر إسراء في الفيديو حيث استوقفها الهريمي وسألها عن "كذبة نيسان"، قبل أن تخبره بأن اسمها إسراء غريب وأنها من قرية بيت ساحور، في بيت لحم. 

وبدت إسراء مبتسمة في الفيديو، وكانت قد أجابت بروح مرحة عندما سألها الهريمي: "هل تعرفين من أين جاءت كذبة نيسان"، لتجيب: "لا أعلم. كانت قد مرت المعلومة معي من قبل إلا أنني لا أذكر الإجابة".

وطلبت إسراء من الهريمي أن يخبرها عن "كذبة جميلة"، فقال لها: "بدك تغيضي صاحبتك احكيلها خطبت"، ثم ينتهي الفيديو بابتسامة إسراء. 

فيديو مقابله – لـ إسراء غريب قبل وفاتها.

منقول – مأمون الهريمي Ma'moun Al Herimi#كلنا_اسراء_غريب

Gepostet von ‎Isra'a Ghrayeb – إسراء غريب‎ am Freitag, 20. September 2019

وأدان المخرج الذي نشر الفيديو تعرض النساء للتعنيف، وقال إن هذه الانتهاكات ستظل مستمرة إذا لم يتم التحرك لوقفها، وطالب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس بتغيير قانون حماية الأسرة والعقوبات، داعياً إلى سن قوانين تزيد من حماية النساء. 

وفاة جراء الضرب

وكانت النيابة النيابة العامة الفلسطينية، قد كشفت الخميس 12 سبتمبر/أيلول 2019، عن أن التحقيقات والأدلة التي توصلت لها الأجهزة المعنية فيما يتعلق بوفاة إسراء أثبتت عدم صحة رواية أهلها. 

وقالت النيابة العامة في رام الله إن سبب الوفاة جاء نتيجة الضرب المفرط المؤدي إلى الوفاة، وهو الأمر الذي يدحض رواية أهلها. 

وقال النائب العام أكرم الخطيب إن سبب وفاة إسراء هو "قصور حاد بالجهاز التنفسي والأنسجة تحت الجلد وفي الصدر، نتيجة لمضاعفات الإصابات المُتعددة التي تعرضت لها الشابة".

وأضاف أن التحقيقات التي توصلت لها النيابة تفيد بأن "القتل لم يكن على خلفية الشرف إنما بسبب تعرض إسراء لسلسلة من العنف الجسدي والنفسي من عائلتها".

وما زاد من تدهور حالة إسراء بحسب النائب العام هو تعرضها لضغوطات تتعلق بالسحر والشعوذة من عائلتها، موضحاً أن النيابة توصلت إلى أن إسراء تعرضت للضرب حتى الموت ووجهت تهمة القتل غير العمد لعائلتها.

وكشف الخطيب أن النيابة وجهت تهمة القتل لثلاثة أشخاص في قضية إسراء غريب، وأكد أن المتهمين في التسبب بوفاة إسراء سيحاكمون وفقاً للقانون الفلسطيني.

ما قصة إسراء؟

واجتاحت قصة إسراء غريب مواقع التواصل الاجتماعي منذ شهر أغسطس الماضي، عندما أُعلن عن مفارقتها للحياة، لكن حادثة الوفاة سبقتها تفاصيل مأساوية شابها الغموض، أبرزها دخول إسراء المستشفى من جراء حدوث كسر في عمودها الفقري، وهنا تباينت الروايات حول ما حدث معها، فبينما تم اتهام الأهل بضربها بشكل شديد والتسبب بوفاتها، كانت للأسرة رواية أخرى. 

وإسراء شابة فلسطينية من بلدة بيت ساحور الواقعة قرب بيت لحم، تعمل في صالون تجميل، ووفقاً للرواية الأكثر تداولاً على مواقع التواصل، والتي استندت إلى تسجيلات صوتية منسوبة إلى إسراء، فإن قصة الفتاة بدأت عندما تقدم شاب لخطبتها قبل عدة أشهر، ثم خرجت برفقته وشقيقتها بعلم والدتها، للتعرف عليه في مكان عام.

حالة من الجدل انتشرت حول وفاة إسراء

في البداية خرجت عدة روايات حول وفاة إسراء، إلا أن ما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي -التي لم يتسنَّ لـ "عربي بوست" التأكد منها- هو أن إسراء صوّرت مقطع فيديو قصيراً لها وللشاب ونشرته على حسابها في موقع "إنستغرام"، إلا أن "ابنة عمها التي شاهدت المقطع أبلغت والدها وأشقاءها وحرَّضت على الفتاة، بحجة خروجها مع شاب قبل عقد القران".

وانتشرت على مواقع التواصل تسجيلات صوتية قيل إنها لإسراء، تتحدث فيها عن الخروج مع الشاب، وكانت تقول في الرسالة إنها قابلت الشاب بعلم من أهلها، وفي إحدى الرسائل الصوتية الأخرى تقول إسراء إن والدتها "تعلم بموضوع مقابلتها للشاب"، وتسأل: "أليس كذلك يا أمي؟"، ويأتي الجواب من سيدة تقول: "نعم".

وانتشر مقطع فيديو من داخل المستشفى الذي كانت إسراء موجودة فيه، وكان يُسمع صراخها بشكل واضح، كما أن أحداً يتعرض للضرب والتعنيف. 

رواية العائلة 

وبعد تلقيها العلاج في المستشفى عادت إسراء إلى منزلها، ثم أُعلن بشكل مفاجئ عن وفاتها بجلطة، وبُعيد ذلك تحفظت النيابة العامة على جثمانها، وقررت تشريحها لمعرفة الأسباب الحقيقية للوفاة. 

وبينما نفت العائلة الاتهامات بأنها وراء وفاة إسراء، لم تنفِ صحة مقطع الفيديو المصور الذي يُسمع فيه صراخ الفتاة في المستشفى، لكنها قدمت رواية لسبب الصراخ. 

وقال محمد الصافي زوج شقيقة إسراء، والذي وضعته العائلة متحدثاً باسمها، إن "الفتاة توفيت نتيجة إصابتها بجلطة دماغية مجهولة السبب". 

وانتقد "صافي" نشر مقطع الفيديو من المستشفى، وقال إنه يحمّل وزارة الصحة الفلسطينية، المسؤولية، وأكد أن التسجيل المنشور سُجل في أول يوم لإسراء بالمستشفى، بحسب تصريحات أدلى بها لموقع "إرم نيوز". 

وأضاف صافي: "في مستشفى الحسين تُمنع مرافقة الرجال، حيث كانت والدتها برفقتها، وتم إعطاء إسراء إبرة مخدر، حتى تستطيع النوم عشر ساعات، وغادرنا إلى منازلنا بعد أن اطمأننا عليها".

وزعم أن سبب صراخ إسراء "أنها كانت تطالب بحضور الشرطة، لأنها كانت خائفة من الممرضات أمامها، فهذه الحالة مخيفة، حيث إن لديها حالة غير طبيعية، ومن ثم فإن المستشفى سمح بمرافقتها بعدد لا يقل عن أربعة أشخاص". 

ثم تحدث صافي زاعماً وجود أعراض "غير طبيعية" في تصرفات إسراء قبل وفاتها، أرجعها إلى أن "جنياً تلبس بها"، بحسب تعبيره.

وقال في هذا السياق إنه بحسب "دائرة الرقية الشرعية في بيت لحم، أصدرت كتاباً وجهته إلى النيابة العامة، يفيد بأن إسراء كانت تعاني لبس جان، وأنها استيقظت وشرعت في الصراخ، وكانت تقول إن هناك أشخاصاً يضربونها، وهذا من أعراض اللبس، ووالدتها أُغمي عليها في اللحظة التي صرخت فيها إسراء". 

وتحولت قصة إسراء إلى قضية رأي عام، وانتشر على مواقع التواصل بشكل كبير هاشتاغ "كلنا إسراء غريب"، وأعرب كثير من العرب والمشاهير عن غضبهم مما حلّ بالفتاة، وأبدوا تعاطفاً كبيراً معها، ودعوا إلى سن قوانين تحمي المرأة أكثر في المجتمع. 

تحميل المزيد