قال عادل الجبير وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، إنه إذا كشف التحقيق أن الهجوم الذي استهدف منشأتي نفط تابعتين لـ "أرامكو" السعودية في الأسبوع الماضي، انطلق من أراضٍ إيرانية، فسوف تعتبر المملكة ذلك عملاً حربياً.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الجبير لشبكة CNN الأمريكية، مساء أمس السبت 21 سبتمبر/أيلول 2019.
وقال الجبير إن المملكة "تحمّل إيران المسؤولية، لأنها صنعت وسلمت الصواريخ والطائرات المسيَّرة التي استهدفت السعودية"، مستدركاً: "لكن شن هجوم من أراضيكم، إن كان ذلك ما حدث ينقلنا إلى وضع مختلف… فسيعتبر هذا عملاً حربياً" .
وحذر الجبير، متحدثاً عن طهران، من أن الأخيرة لو "واصلت هذا المسار فإنهم يخاطرون باحتمال القيام بعمل عسكري" .
وأضاف مستدركاً: "لكن لا أحد يريد الحرب. الجميع يريدون حل ذلك سلمياً، ويتعين أن يكون الهدف هو القضاء على سياسات إيران العدوانية" .
السعودية تنتظر نتائج التحقيقات
ووصفت السعودية الهجوم على منشأتي بقيق وخريص التابعتين لـ "أرامكو"، بأنه اختبار للإرادة الدولية في الحفاظ على النظام العالمي، وقالت إنها تتطلع إلى بناء جبهة موحدة بالجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
واعتبر الجبير أن "التساهل مع إيران لا يجدي، محاولة إنشاء نظام مالي موازٍ تساهُل، محاولة منحهم خطاً ائتمانياً تساهل. هذا يقوّي شوكتهم"، وقال إنه "يتعين على الإيرانيين أن يعلموا أنه ستكون هناك عواقب لأفعالهم" .
وفي وقت سابق، قال الجبير للصحفيين إن "الرياض تنتظر نتائج تحقيق، دعت محققين دوليين للمشاركة فيه"، بشأن الهجوم الذي وقع في 14 سبتمبر/أيلول الجاري،على منشأتين لـ "أرامكو"، وتسبب في بداية الأمر بانخفاض إنتاج المملكة النفطي إلى النصف.
واعتُبر هذا الهجوم هو الأكبر على الإطلاق الذي يستهدف منشآت نفطية، في أكبر بلد مصدّر للنفط على مستوى العالم.
قوات أمريكية للسعودية
ورفضت السعودية إعلان جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن مسؤوليتها عن الهجوم، واتهمت مع أمريكا إيران بالمسؤولية عن تنفيذ هجوم أرامكو، في حين نفت طهران أي دور لها في الأمر.
ورداً على هذه الهجمات، قرَّرت الولايات المتحدة، أول من أمس الجمعة، إرسال قوات أمريكية لتعزيز دفاعات السعودية الجوية والصاروخية، وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إن عملية نشر القوات ستتضمَّن عدداً متواضعاً من الجنود، لن يصل إلى آلاف، وإنها ستكون ذات طبيعة دفاعية بصفة أساسية، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، في إفادة صحفية: "استجابة لطلب المملكة وافق الرئيس على إرسال قوات أمريكية، ستكون ذات طبيعة دفاعية، وتركز بشكل أساسي على الدفاع الجوي والصاروخي".
وأضاف أن بلاده "ستعمل أيضاً على التعجيل بتسليم معدات دفاعية للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية، لتعزيز قدراتهما على الدفاع عن نفسهما".