يقدَّر عدد اللغات التي يتحدثها البشر بأكثر من 7000 لغة في العالم، بعضها مشتق من بعضها الآخر، وبالتأكيد هناك شيءٌ مشتركٌ بين العديد من هذه اللغات، لكن السرعة ليست إحداها، فما هي أسرع لغة في العالم؟
دراسة جديدة نُشِرَت في مجلة Science Advances، حللت الاختلافات بين 17 لغة فقط، وتوصلت لحقيقة مثيرة سيلاحظها أي مسافر بالتأكيد في إيطاليا؛ الإيطاليون هم من أسرع الشعوب حديثاً.
أسرع لغة في العالم
يتحدث الإيطاليون ما يصل إلى 9 مقاطع صوتية في الثانية. على العكس من ذلك، يتحدث معظم الألمان ببطء، ما بين 5 إلى 6 مقاطع في نفس المدة.
يتعلق الأمر بسرعة النقل، أي الوقت الذي يستغرقه نقل المعلومات، والذي حددته الدراسة عند 39 بايت في الثانية، أي ضعف سرعة شفرة موريس تقريباً.
إذن كيف يمكن أن نجعل سرعة النقل هي نفسها؟
يوضح بارت دي بوير، عالم اللغويات بجامعة بروكسل الحرة، الذي لم يشارك في الدراسة: "هذه الدراسة قويّة للغاية".
ويضيف لموقع El Español أنه حتى الآن، يشك عشاق اللغة في أن ما يسمى بلغات المعلومات الثقيلة (تلك التي تمزج محتوى أكثر خاصة بزمن الفعل والجنس والفاعل في وحدات أصغر، أي أكثر كثافة في المحتوى) تكون بالفعل أكثر بطئاً بسبب ضبط وصقل كثافة المعلومات، مقارنة بلغات المحتوى الخفيف، مثل الإيطالية.
يقول دي بوير: "لكن حتى الآن لم يكن لدى أحد الأدلة التي تثبت ذلك".
كثافة المعلومات وسرعة توصيلها
بدأ مؤلفو الدراسة بحثهم بنصوصٍ مكتوبة بـ 17 لغة، من بينها الإنكليزية والإيطالية واليابانية والفيتنامية وغيرها من اللغات (العربية لم تكن من ضمنها).
حسبوا كثافة المعلومات في كل لغة بالبايتات (نفس الوحدة التي تصف مدى سرعة نقل المعلومات من الهاتف المحمول إلى الكمبيوتر) ووجدوا بعض البيانات المثيرة للاهتمام.
تبين أن اللغة اليابانية، التي تمتلك 643 مقطعاً لفظياً فقط، لديها كثافة معلومات تبلغ حوالي 5 بايت لكل مقطع، في حين أن اللغة الإنكليزية -مع 6949 مقطع لفظي محتمل- كانت كثافة المعلومات لديها تزيد قليلاً عن 7 بايت لكل مقطع، وذلك باستخدام لغتين فقط كمثال.
كانت الخطوة التالية في الدراسة هي اختيار 10 أشخاص يتحدثون 14 لغة من أصل 17 لغة جرى تحليلها (واستخدموا تسجيلات في اللغات الثلاث المتبقية)، ثم قرأ كل مشارك 15 جزءاً متطابقاً مترجماً إلى لغته الأم.
بعد تسجيل المدة التي استغرقها كل مشارك في قراءة جزئه، وحساب متوسط سرعة كل لغة، ثبت أن البعض يتكلم أسرع من الآخرين، وهو أمر لم يكن مفاجئاً.
ولكن عندما قرر الباحثون أخذ هذه النتائج إلى الأمام وضربوا هذا الرقم في البايتات التي حسبوها لمعرفة مقدار المعلومات المرسلة في الثانية، جاء الاكتشاف العظيم.
مهما اختلفت اللغات، توافقت في معدل نقل المعلومة!
بغض النظر عن سرعة أو بطء الحديث أو مدى بساطة أو تعقيد اللغة، كان متوسط معدل نقل المعلومات 39.15 بايت في الثانية.
وعلى سبيل المقارنة، كان معدل نقل أول جهاز كمبيوتر يبلغ 110 بايت في الثانية، في حين يقوم متوسط اتصال الإنترنت بذلك حالياً بمعدل 100 ميغابت في الثانية.
ومع ذلك، فإن الدراسة لا تزال متوقفة عند هذا الحد ولم تحرز أي تقدم فيما سيكون بلا شك هو التحدي المستقبلي الكبير للغويين؛ ألا وهو معرفة سبب هذا التشابه على الرغم من الاختلافات.