قال وزير الخارجية الأمريكية السابق ريكس تيلرسون، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تمكّن مراراً من "خداع" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر تزويده بـ"معلومات مغلوطة".
وهي ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها تيلرسون الرئيس ترامب، الذي كان أقاله بفظاظة عام 2018، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية، الخميس 19 سبتمبر/أيلول 2019.
ومنذ طرده من الحكومة كثّف تيلرسون التصريحات التي تعطي عن ترامب صورة الشخص "غير المنضبط الذي لا يحب القراءة"، والذي ينحو دائماً نحو "خرق القانون" لتحقيق ما يريده.
وخلال نقاش أجراه الثلاثاء الماضي مع طلاب جامعة هارفارد ونقلت صحيفة الجامعة العريقة تفاصيله أمس الخميس، قدّم تيلرسون صورة لترامب يظهر فيها الرئيس ساذجاً الى حد ما أمام نتنياهو، الذي وصفه تيلرسون بـ"الموهوب جداً"، رغم كونه "مكيافيلياً إلى حدّ ما".
"خدعوا ترامب مراراً"
واعتبر تيلرسون أنّ الحكومة الإسرائيلية لا تتورّع عن إغراق واشنطن بـ"المعلومات المغلوطة" لتحقيق ما تريده.
وقال بحسب ما نقلت الصحيفة الجامعية عنه: "لقد قام الإسرائيليون بذلك مع الرئيس مرّات عدة لإقناعه بمقولة نحن اللطفاء وهم الأشرار. وفي كل مرة كنا نقول للرئيس لقد خدعوك".
وتابع تيلرسون قائلاً: "يزعجني أن يقوم حليف قريب منّا إلى هذا الحدّ، ومهمّ بالنسبة إلينا بالتصرّف بهذه الطريقة".
وأعرب وزير الخارجية السابق مرة جديدة عن خيبة أمله، لإبعاده عن ملف النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني الذي سلّمه ترامب إلى صهره ومستشاره جاريد كوشنر.
وحتى بعدما طرده من الخارجية، واصل ترامب هجومه على تيلرسون، موجّهاً إليه الانتقادات اللاذعة، فوصفه بـ"الأحمق وغير الذكي كفاية لتسلم وزارة الخارجية"، بحسب ما جاء في إحدى تغريداته الكثيرة.
لا بل وصل به الأمر إلى حد القول عن تيلرسون إنه "لا يملك القدرات العقلية اللازمة (…) وكان علي إبعاده قبل ذلك".
إقالة تيلرسون بعد الخلافات
وكان ترامب قد عيّن مايك بومبيو خلفاً لتيلرسون، وأشار الرئيس إلى خلافات مع تيلرسون وذلك لتبرير إقالته، متحدثاً آنذاك بشكل خاص عن الملف النووي الإيراني.
وبعد إقالة تيلرسون، قالت صحيفة صحيفة الديلي ميل البريطانية إنَّ زعيمين عربيَّين تفاخرا بأنَّهما كانا وراء إقالة تيلرسون، وذلك بحسب مصادر مُقرَّبة منها.
وقالت الصحيفة البريطانية إن الزعيمين اللذين كانا وراء إقالة الرئيس الأميركي وزيرَ خارجيته، ريكس تيلرسون، قبل أيام، هما ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان ونظيره الإماراتي محمد بن زايد.
وبحسب الصحيفة البريطانية، قال بن سلمان، الذي زار ترامب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، الثلاثاء 20 مارس/آذار 2018، لأصدقائه، إنَّه عقد اتفاقاً في أثناء اجتماعاته مع صهر الرئيس ترامب، غاريد كوشنر، العام الماضي (2017)، يُقال بموجبه تيلرسون من منصبه.
وقال مصدرٌ مقرَّبٌ من ولي العهد إنَّ "محمد بن سلمان يدَّعي أنَّ إقالة تيلرسون كانت أحد مطالبه من ترامب، قدَّمه عبر غاريد كوشنر، من أجل تنفيذه قبل زيارته إلى الولايات المتحدة (في العام 2018) ويبدو أنَّه حصل على ما أراد".
وكان وزير الخارجية المُقال مؤيداً لاتفاقٍ نووي مع إيران وكبح برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات، وهو الأمر الذي أثار فزع عدوَّي إيران اللدودين: السعودية والإمارات.