طالب رجلان مسلمان في الولايات المتحدة بإجراء تحقيق بعد أن قالا إنهما تعرضا للتمييز العنصري والديني خلال رحلة جوية كانت متجهة إلى موطنهما في دالاس.
إذ قال عبدالرؤوف الخوالدة وإسلام عبدالله إن رحلتهما أُلغيت لأن طاقم الطائرة لم يشعر بالارتياح تجاه الطيران معهما.
فيما ذكرت الخطوط الجوية الأمريكية، في بيان لها، أن الرحلة ألغيت بسبب "مخاوف أثارها أحد العاملين في طاقم الطائرة وأحد الركاب"، مؤكدةً التزامها بالتعامل مع مخاوف السلامة والأمان التي يثيرها طاقم الطائرة والركاب بجدية، وفق هيئة الإذاعة البريطانية (BBC).
دخل الحمام فألغيت الرحلة فجأة
احتجز الرجلان، يوم 14 سبتمبر/أيلول 2019، في رحلة طيران من برمنغهام، بولاية ألاباما، إلى موطنهما في دالاس، بولاية تكساس على الخطوط الجوية الأمريكية. كان كل منهما مسافراً بمفرده، لكنهما كان يعرفان بعضهما من المجتمع المسلم المحلي، ولوح أحدهما للآخر على متن الطائرة.
قال المذيع في الطائرة إن الطائرة تأخرت، فيما ذهب عبدالله إلى الحمام. وعندما خرج، قال إنه وجد مضيفة طيران تقف إلى جانب الباب "كما لو كانت تتنصت".
وبعد ذلك بفترة وجيزة، أخبر طاقم الطائرة كل الركاب أن الرحلة أُلغيت، وأن عليهم النزول من الطائرة. وقال الخوالدة إنه سمع إحدى المضيفات تقول لراكب إن هذا لأسباب أمنية.
وبمجرد نزول الرجلين من الطائرة، اقترب منهما رجل بملابس عادية، ورجال بزي الشرطة، وبعدها عميل من مكتب التحقيقات الفيدرالي. ثم اصطحب عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي عبدالله إلى غرفة خاصة، ويزعم أنه سأله عن اسمه، ووظيفته، وأخبره أن أمتعته ستخضع للتفتيش مرة أخرى.
"ذهب إلى الحمام.. واستخدم المياه مرتين"
عندما سأل عبدالله عما يحدث، يُقال إن العميل قال له إن طاقم الطائرة اتصل بالشرطة وأخبرهم أنهم "مرتابون من الطيران" معك. ويُقال إن العميل قال إن السبب كان أن عبدالله "ذهب إلى الحمام.. واستخدم المياه مرتين".
يقول عبدالله إن العميل اعتذر له، وقال إنه يمكنه الذهاب واللحاق برحلته المؤجلة. وأضاف: "شعرت بأنهم يتحاملون ضد عِرقي وديني".
وقد أعيد الحجز لجميع الركاب بعد ذلك على رحلة أخرى إلى دالاس.
كيف بررت الشركة هذا الموقف؟
قالت خطوط الطيران الأمريكية في بيانها: "إننا ملتزمون بتقديم تجربة إيجابية لكل من يسافر معنا".
واستكمل البيان: "يعمل فريقنا مع فريق ميسا، لمراجعة هذه الحادثة، وتواصلنا مع الخوالدة وعبدالله من أجل فهم أفضل لما مروا به".
يذكر أن خطوط الطيران هذه واجهت اتهامات بالتمييز من قبل. ففي وقت سابق من هذا العام، اعتذرت بشأن مزاعم الطلب من إحدى الركاب بإخفاء ملابسها بملاءة.
وفي عام 2017، حذرت الجمعية الوطنية لتحسين أوضاع الأشخاص الملونين، وهي إحدى جمعيات حقوق الإنسان، الركاب من أصحاب البشرة السمراء أن خطوط الطيران الأمريكية "قد تُعرض المسافرين لظروف غير محترمة، أو غير آمنة، أو تتحامل عليهم".