علّق الحزب الليبرالي الحاكم في كندا، حملة إعادة انتخاب رئيس الوزراء جاستن ترودو، أمس الخميس 19 سبتمبر/أيلول 2019، في وقت يحاول فيه الحزب التعامل مع تداعيات صورة ثالثة، يظهر فيها ترودو متنكراً بشكل رجل داكن البشرة، وأثارت ضجة كبيرة في كندا واتهامات بـ"العنصرية".
وجاء الكشف الأخير عن الصورة، عندما أظهر تسجيل فيديو يعود تاريخه إلى التسعينيات ترودو وهو يتنكر في تبرج داكن.
ويوم الأربعاء الفائت، ظهرت صورة لترودو تنكر فيها بهيئة رجل أسود، يرتدي ملابس شخصية "علاء الدين" في حفل بعنوان "الليالي العربية" في عام 2001، عندما كان يعمل مدرساً للدراما في مدرسة فانكوفر.
وأثناء اعتذاره عن صورة "علاء الدين"، أقرّ ترودو (47 عاماً) أيضاً أنه كان يضع مكياجاً داكناً، خلال عرض للمواهب عندما كان طالباً في مدرسة ثانوية في مونتريال.
وفي تعليقه على الضجة الكبيرة حيال الصور، قال الحزب الليبرالي إن "الصورة الأخيرة كانت من تسجيل فيديو في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، ويظهر فيه ترودو، وهو يرفع يديه في الهواء، وهو يبرز لسانه".
وقال متحدث باسم الحزب الليبرالي: "يمكننا أن نؤكد أنه هو (ترودو)، وأنه (الفيديو) في أوائل التسعينيات".
اتهامات لترودو بالعنصرية
وتأتي اتهامات "العنصرية" ضد ترودو، في الوقت الذي يخوض فيه حزبه "الليبرالي" الحاكم حملة انتخابية فدرالية مع حزب المحافظين التقدميين، يتقدمان كتفاً لكتف قبل التصويت المقرر في 21 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وقبل ظهور الفيديو، قدم ترودو اعتذاراً شديداً عن تصوير شخصية "علاء الدين"، وقال للصحفيين، الأربعاء الفائت: "كان شيئاً لم أكن أعتقد أنه كان عنصرياً في ذلك الوقت، لكنني الآن أدرك أنه شيء عنصري".
من جانبهم، أشار الليبراليون إلى أن ترودو سوف يخاطب وسائل الإعلام في وقت لاحق.
أما زعيم المحافظين، أندرو شير، فقال إنه شعر "بصدمة وخيبة أمل شديدة" إزاء الصورة.
وبدوره قال جاجميت سينغ، قائد حزب "الديموقراطيون الجدد"، وهو حزب رئيسي آخر، إن الصور تظهر "نمطًا من السلوك" من جانب ترودو.
وأضاف سينغ، الذي يرتدي عمامة سيخية: "هذا يثير تساؤلات حول صدق رئيس الوزراء، عندما يذهب إلى الفعاليات، ويقول إن التعددية الثقافية مهمة والتنوع مهم. والآن يتساءل الناس عن صدق ذلك، وهذا عادل للغاية لكي يفعله الناس".
كما انتقدت إليزابيث ماي، زعيمة حزب الخضر الكندي، الصورة، في تغريدة نشرتها عبر تويتر، كتبت فيها: "لقد انتابتني صدمة عميقة من العنصرية التي بدت في صورة جاستن ترودو، يجب عليه الاعتذار حتماً عن الأضرار التي وقعت، وأن يلتزم بالتعلّم، ويُقدّر ما تتطلّبه صياغة قيادة العدالة الاجتماعية على جميع مستويات الحكومة. ولقد فشل في ذلك في خضم هذه المسألة" .
سباق شاق لترودو
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن انتخابات أكتوبر/تشرين الأول، ستكون بمثابة سباقٍ شاق لترودو الذي يسعى إلى تقلّد المنصب خلال فترة ولاية ثانية.
وقد بدأت حملته بداية سيئة، بعد أن تعطّلت طائرته إثر حادث أصاب جناحها في اليوم الأوّل، إذ اصطدمت حافلة تنقل صحفيين بجناح طائرته التي استأجرها الحزب الليبرالي من طراز Boeing، الأسبوع الماضي.
ويشار إلى أن هذه لم تكن الواقعة الوحيدة في هذا الإطار مؤخّراً، ففي وقت سابق من هذا العام، في الولايات المتحدة، اعترف حاكم فرجينيا رالف نورثهام بأنه طلى وجهه باللون الأسود، حين تنكّر في زيّ مايكل جاكسون، ولكنّه نفى ظهوره في صورة عنصرية في الكتاب السنوي لكلية الطب في عام 1984.