نقص المعلومات أكبر خطر.. الشمس وسرطان الجلد: مفاهيم خاطئة وراسخة

يعتقد الناس خطأً أنَّ حروق الشمس التي أصابتهم في الصغر لن تستمر آثارها عند الكبر، لكن رابطة مكافحة السرطان الفرنسي حذرت من خطر الإصابة بسرطان الجلد وكذلك من نقص المعلومات اللازمة عن الشمس.

عربي بوست
تم النشر: 2019/09/20 الساعة 04:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/18 الساعة 20:16 بتوقيت غرينتش
نسب الإصابة بالورم القتاميني ارتفعت إلى ثلاثة أضعافها في الفترة ما بين 1980 و2005/ istock

يعتقد الناس خطأً أنَّ حروق الشمس التي أصابتهم في الصغر لن تستمر آثارها عند الكبر، لكن رابطة مكافحة السرطان الفرنسي حذرت من خطر الإصابة بسرطان الجلد وكذلك من نقص المعلومات اللازمة عن الشمس.

في بيانها الذي نشرته قالت: "لا تدع سرطان الجلد يضع النهاية لقصة حياتك. افحص نفسك".

بهذه الرسالة قادت الرابطة حملة توعية ضد مخاطر سرطان الجلد. 

وذكرت الرابطة أنَّ "نسب الإصابة بالورم القتاميني ارتفعت إلى ثلاثة أضعافها في الفترة ما بين 1980 و2005".

وأشارت إلى أنَّ معدل انتشاره بين البشر وصل إلى متوسط +3.4% سنوياً خلال السنوات الثماني الماضية. 

ففي عام 2017، سُجِّلَت 15 ألفاً و404 حالات جديدة من الإصابة بالميلانوما في منطقة فرنسا متروبوليتان، منها 1783 حالة توفيت.

سرطان الجلد: درجات متباينة من المعرفة

وفقاً للرابطة، تكمن المشكلة في أنَّ المواطنين ليسوا على دراية كافية بمخاطر الإصابة بالميلانوما. 

فمن جانبه، قال الطبيب لوك سليموفيك، رئيس نقابة أطباء الجلد في فرنسا، لصحيفة La Croix: "مرت 20 عاماً منذ أن بدأت حملات التوعية تتضاعف، لكنها لا تزال في منتصف الطريق".

ووفقاً لمقياس الصحة العامة في فرنسا لعام 2015، يدرك 95% من المواطنين أنَّ التعرض للشمس يسبب السرطان، إلا أنَّ هناك عديداً من الأفكار الخاطئة الأخرى. 

إذ يعتقد شخصٌ واحد من كل 10 أشخاص أنَّ استخدام واقي الشمس مرة واحدة كافياً لحمايتهم طوال اليوم، وشخص واحد من بين كل 5 أشخاص يعتقد أنَّ الإصابة بحروق الشمس تُكسِب الجلد مناعة من الشمس.

إضافة إلى ذلك، نحو نصف الأشخاص الذين شملتهم دراسة أجرتها وكالة الصحة العامة بفرنسا يعتقدون أنَّ حروق الشمس التي أصابتهم في الصغر لن تؤثر فيهم وهُم كبار. 

بينما في الحقيقة، لا تتلاشى جميع الأشياء بمرور الوقت؛ فالحروق الشديدة التي تتطور لفقاعات في الصغر تزيد من مخاطر الإصابة بالميلانوما في الكبر، وتحديداً لدى الأشخاص الذين لديهم شامات كثيرة أو تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان الجلد. 

ويقول الطبيب سليموفيك: "إذا كنت قد تعرضت للشمس كثيراً في الصغر، فعليك الانتباه جيداً لها عند الكبر".

ويشير سليموفيك إلى أنَّه خلال فترتي الستينيات والسبعينيات، بعض الأطباء ساهموا في انتشار هذه الأفكار الخاطئة بطمأنة الوالدين أنه لا خطر من تعرض الأطفال للشمس. 

ويقول: "في ذلك الوقت، لم يكن مدى الإلمام بمرض الميلانوما مثلما هو الآن. والأهم من ذلك، أنه خلال مرحلة ما بعد الحرب ونقص الطعام، انتشرت أفكار حول أنَّ الشمس مفيدة لنمو الأطفال وتعويض نقص فيتامين د".

التحول الفارق مع الثورة الصناعية

يقْدم عدد كبير من البشر على تسمير بشرتهم خلال الصيف، وهو ما أصبح بمرور الوقت "علامة على الطبقة الاجتماعية"، وهذا هو ما تسلط عليه الضوء وكالة الصحة العامة بفرنسا في ظل نتائج مقياس 2015. 

وتقول الدراسة: "حتى نهاية القرن الـ19، كانت البشرة البيضاء تُمتَدَح وتمثل أسلوب معيشة الطبقات المُترَفة في المجتمع. أما اسمرار البشرة فكان يقترن بالأعمال الشاقة التي تمارسها الطبقة الكادحة أو جماعات إثنية معينة؛ لذا أصبح علامة على الطبقات الاجتماعية المعوزة".

ثم جاء التغيير مع الثورة الصناعية؛ إذ وجدت الطبقة العاملة نفسها داخل المصانع بدلاً من المزارع. 

وفي الوقت نفسه، بدأت تتطور منتجعات شاطئية، حتى أصبحت البشرة الباهتة دليلاً على الفقر والصحة السيئة، لا علامة على الثراء. 

وهو التغير الذي عزَّزه استحداث إجازات مدفوعة الأجر في عام 1963.

وتشير الدراسة التي أجرتها وكالة الصحة العامة: "وفي ضوء تطور الأنشطة الترفيهية والرياضات في الهواء الطلق والإجازات أو رحلات السفر، أصبح اسمرار البشرة تدريجياً معياراً جمالياً، ودليلاً على النجاح وأسلوب معيشة يسمح بالرفاهية والراحة المادية".

"مع الأسف.. للاسمرار ثمن"

وفقاً للطبيب سليموفيك، تواجه خطابات التوعية اليوم ضغوطاً اجتماعية تفرض على الأشخاص عدم العودة إلى مكاتبهم ببشرة باهتة. 

ويقول الطبيب: "عودة الأشخاص من إجازاتهم ببشرة سمراء وسيلة لإظهار أنَّ لديهم القدرة على الذهاب في عطلات. لكن مع قِصَر فترة العطلات، أصبحنا نعرّض أنفسنا لمزيد من الشمس لتسمير البشرة أسرع".

ومن ثم، أصبحت الخطابات حول الصحة أكثر تشدداً؛ في محاولة لهدم الأفكار الخاطئة حول اسمرار البشرة وأنه علامة على الصحة الجيدة. 

وتقول السلطات الصحية الأمريكية: "اصطباغ البشرة غير صحي"، وفي كندا تنتشر لافتات كُتب عليها: "مع الأسف.. لاسمرار البشرة ثمن" عند مدخل بعض الشواطئ؛ وهو ما يعد مرحلة جديدة في التواصل حول الصحة.

تحميل المزيد