علّق موقع تويتر، اليوم الجمعة 20 سبتمبر/أيلول 2019، حساب المستشار الملكي السعودي السابق سعود القحطاني، بعد نحو عام من إقالته بسبب الاشتباه بضلوعه في قتل الصحفي جمال خاشقجي الذي كان يعمل في صحيفة The Washington Post.
وأرجعت الشركة الأمريكية تجميد حساب القحطاني إلى "انتهاك سياسة تويتر"، وكان القحطاني يُعد أحد أبرز المغردين المؤيدين لسياسة الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
ويأتي تعليق حساب القحطاني مع زيادة التكهنات بشأن مصيره، حيث تحدثت تقارير عن أنه لا يزال يمارس مهامه، ولكن بعيداً عن الأضواء، وأخرى ترددت مؤخراً بأنه مات، فما هي الحقيقة؟
وكالة بلومبرغ الأمريكية نشرت تقريراً بعنوان: "الغموض يحيط بالمساعد الرئيسي لمحمد بن سلمان بعد مرور عامٍ على مقتل خاشقجي"، بدأته بالقول: "كان الأمير محمد بن سلمان لديه مساعدٌ موثوق داخل الديوان الملكي ينفذ طلباته حتى اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي قبل حوالي عام".
هل مات مسموماً؟
وفي أعقاب اغتيال خاشقجي وظهور اسمه بقائمة المتهمين، اختفى سعود القحطاني الذي يُعد اليد اليمنى لولي العهد، وتوقف بهدوء عن أداء دوره في الإدارة اليومية لشؤون الأمير، ولكن بعد أشهر من الأحاديث في الأوساط الدبلوماسية وعلى شبكات التواصل الاجتماعي حول ما إذا كان مستمراً في خدمة بن سلمان وراء الكواليس، ظهر اسمه في الأيام الأخيرة في تكهنات بأنه قد مات.
إذ قال إياد البغدادي، الناقد السعودي المقيم في أوسلو، نقلاً عن مصادر لم يحددها، إنَّ القحطاني ربما تعرّض للتسمم القاتل. فيما لم تعلق الحكومة السعودية على وفاته المزعومة ورفضت سفارة البلاد في واشنطن التعليق. لكنَّ شخصين مقربين إلى القحطاني قالا إنه ما زال على قيد الحياة.
هذه التكهنات جدّدت الاهتمام برجلٍ يخشاه الكثيرون في المملكة ويُعتبَر كبش فداء لمحمد بن سلمان الطموح الذي يسعى بضراوةٍ إلى السيطرة على أكبر دولة مُصدِّرة للنفط بأي ثمن، والذي لا يتسامح مع المعارضة التي تعرّضه للإحراج، وفقاً للوكالة الأمريكية.
وكان القحطاني، الذي عاقبته الولايات المتحدة على دوره المزعوم في مقتل خاشقجي، أحد العقول المدبرة وراء حملةٍ أكبر لإسكات المعارضين.
وبينما قالت المملكة إن 11 مواطناً سعودياً يُحاكمون بتهمة قتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، لم تذكر أبداً ما حدث لجثة الصحفي الراحل، ونفت بشدة أن يكون محمد بن سلمان وليّ العهد قد أمر بارتكاب هذه الجريمة أو كان يعلم بها سلفاً. لكن هذا الرد لم يُهدِّئ حدة الغضب المثار بسبب جريمة القتل.
وقال بول بيلار، وهو ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وزميل أقدم غير مقيم في جامعة جورج تاون حالياً: "بالتأكيد لم تفعل المملكة العربية السعودية ما يكفي في التعامل مع مقتل خاشقجي. وإذا سقط القحطاني نتيجةً لدوره في قضية خاشقجي، فهذا يوضح كذلك كيف يقترب النظام أكثر فأكثر من حكم الرجل الواحد، وكيفية التضحية بالمستشارين الأقل حصانة، حتى وإن كانوا نافذين، من أجل الحفاظ على رجلٍ واحد في قمة الحُكم".
وقتل خاشقجي في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، داخل القنصلية السعودية بإسطنبول، في قضية هزت الرأي العام الدولي وأثارت استنكاراً واسعاً لم ينضب حتى اليوم.