ترودو يعتذر عن صورته بزي عربي ووجه أسود «عنصري»

عبر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عن ندمه الشديد على صورة التقطها قبل عقدين من الزمن، ظهر فيها بزي عربي ووجه مطليّ بالأسود، وقال إنه كان "ينبغي عليه أن يكون واعياً أكثر من ذلك"، في الوقت الذي يخوض فيه معركة ضارية لإعادة انتخابه رئيساً للوزراء، في 21 أكتوبر/تشرين الأوّل 2019.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/09/19 الساعة 12:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/19 الساعة 13:25 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو/ رويترز

عبّر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عن ندمه الشديد على صورة التقطها قبل عقدين من الزمن، ظهر فيها بزي عربي ووجه مطليّ بالأسود، وقال إنه كان "ينبغي عليه أن يكون واعياً أكثر من ذلك"، في الوقت الذي يخوض فيه معركة ضارية لإعادة انتخابه رئيساً للوزراء، في 21 أكتوبر/تشرين الأوّل 2019

أين التُقطت الصورة؟

قالت مجلّة Time الأمريكية التي نَشرت الصورة إنها التُقطت في حفل تنكري في أكاديمية West Point Grey Academy بمدينة فانكوفر الكندية، وحصلت عليها من الكتاب السنوي المدرسي لعام 2001.

واعتاد ترودو، نجل رئيس الوزراء السابق الراحل بيير ترودو، التدريس في أكاديمية النخبة المشار إليها، وكانت الصورة بمثابة إحراجٍ سياسي لرئيس الوزراء، إذ إنه جعل السياسات التقدمية قضية رئيسية له.

ترودو يعتذر: أُدرك أنه فعلٌ عنصري وأنا آسفٌ

في حديثه إلى الصحفيين بعد نشر الصورة، قال ترودو إنه بدا في الصورة مُتنكراً في زيّ علاء الدين خلال حفل باسم "الليالي العربية"، وأضاف قائلاً: "أنا أتحمل مسؤولية قراري للقيام بذلك، ولم يكن ينبغي عليَّ فعله" .

وتابع: "كان يجب عليَّ أن أكون واعياً على نحو أفضل من ذلك، لقد كان ذلك شيئاً لا أعتبره عنصرياً آنذاك، ولكنّي الآن أدرك أنه فعلٌ عنصري، وأنا آسفٌ للغاية" .

مضيفاً أن "ممارسة طلاء الوجوه باللون الداكن كانت شيئاً مؤلماً للغاية بالنسبة للمجتمعات والأشخاص الذين يعانون من التمييز" .

وعندما سُئل عما إذا كانت هناك مناسبات أخرى من هذا القبيل، قال ترودو للصحفيين إنه وَضَع الماكياج أيضاً أثناء مشاركته في عرض للمواهب في المدرسة الثانوية.

ومنذ ذلك الحين، انتشرت صورة من هذه الفعالية على موقع تويتر، وأكد مصدر لهيئة الإذاعة البريطانية BBC أنها التُقطت خلال الحدث الذي أشار إليه ترودو في المؤتمر الصحفي.

"الوجه البنّي" عنصرية تعود لقرون

كلمة الوجه الأسود تعني بالإنجليزية BlackFace، ولفظ الوجه البني يشار إليه بالإنجليزية بكلمة BrownFace، بأن يُلوّن شخصٌ وجهه بلونٍ داكن ليبدو كشخصٍ ذي لون بشرة مختلف.

وترتبط هذه الممارسة بالعروض الغنائية؛ إذ كان بالإمكان -في القرون الماضية- رؤية الممثلين البيض بوجوهٍ مطليّة باللون الأسود، بينما يسخرون من الأمريكيين من أصل إفريقي، ويكرسون القوالب النمطية الهجومية والعنصرية.

وفي السنوات الأخيرة، كان هناك العديد من الخلافات التي طالت أسماء سياسيين ومشاهير وعلامات تجارية وُجهت إليهم اتّهامات بممارسة طلاء الوجوه بالأسود أو البنّي والأصفر "YellowFace"، في إشارة إلى الأعراق الآسيوية الشرقية.

كيف يرى مسلمو كندا الصورة؟

قال مصطفى فاروق، المدير التنفيذي للمجلس الوطني للمسلمين الكنديين إن "رؤية رئيس الوزراء يمارس طلاء الوجه باللون الداكن أو الأسود لهو أمر محزن للغاية. إن هذه الممارسة تستحقّ الشجب، وتُعيد إلى الأذهان تاريخاً من العنصرية والأساطير المُستشرقة غير المقبولة" .

وأضاف المجلس أنه يعترف بأن "الناس بإمكانهم التغيُّر والتطوّر على مدار عقدين من الزمان"، ونشر تغريدة في وقت لاحق يشكر فيها ترودو على اعتذاره الفوري. 

وعلى المستوى السياسي الهجوم شديد

قال أندرو شير، زعيم حزب المحافظين المعارض، إن الصورة كانت عنصرية في عام 2001، وهي عنصرية في وقتنا هذا.

وعلّق قائلاً: "ما رآه الكنديون هذا المساء هو شخص يعاني من افتقار تام إلى الرشد والنزاهة، وشخص غير مناسب لحكم هذه البلاد" .

فيما قال زعيم الحزب الديمقراطي الجديد، جاجميت سينغ، وهو من السيخ إن الصورة "مُثيرة للقلق"، و "مُهينة" .

وقال سينغ للصحفيين في جولة ضمن الحملة الانتخابية بمدينة تورنتو: "في أي وقت نسمع فيه بشأن نماذج لممارسات طلاء الوجوه باللون البنّي أو الأسود، يكون ذلك في إطار سخرية من شخص ما على خلفية ما يعيشه وماهية تجاربه التي عاشها" .

كما انتقدت إليزابيث ماي، زعيمة حزب الخضر الكندي، الصورة، في تغريدة نشرتها عبر تويتر، كتبت فيها: "لقد انتابتني صدمة عميقة من العنصرية التي بدت في صورة جاستن ترودو، يجب عليه الاعتذار حتماً عن الأضرار التي وقعت، وأن يلتزم بالتعلّم، ويُقدّر ما تتطلّبه صياغة قيادة العدالة الاجتماعية على جميع مستويات الحكومة. ولقد فشل في ذلك في خضم هذه المسألة" .

تأثير الصورة على شعبية ترودو في الانتخابات

تشير استطلاعات الرأي إلى أن انتخابات أكتوبر/تشرين الأول، ستكون بمثابة سباقٍ شاق لترودو الذي يسعى إلى تقلّد المنصب خلال فترة ولاية ثانية.

وقد بدأت حملته بداية سيئة، بعد أن تعطّلت طائرته إثر حادث أصاب جناحها في اليوم الأوّل، إذ اصطدمت حافلة تنقل صحفيين بجناح طائرته التي استأجرها الحزب الليبرالي من طراز Boeing، الأسبوع الماضي.

ويشار إلى أن هذه لم تكن الواقعة الوحيدة في هذا الإطار مؤخّراً، ففي وقت سابق من هذا العام، في الولايات المتحدة، اعترف حاكم فرجينيا رالف نورثهام بأنه طلى وجهه باللون الأسود، حين تنكّر في زيّ مايكل جاكسون، ولكنّه نفى ظهوره في صورة عنصرية في الكتاب السنوي لكلية الطب في عام 1984.

تحميل المزيد