شرعت اللجنة العليا للانتخابات بالجزائر، الخميس 19 سبتمبر/أيلول 2019، في توزيع استمارات جمع التزكيات للراغبين في الترشح للاقتراع الرئاسي، معلنة بذلك رسمياً انطلاق السباق المقرر في 12 ديسمبر/كانون الأول القادم.
وحسب قانون الانتخابات، تتواصل عملية جمع التوكيلات (التزكيات) 40 يوماً قبل إيداع ملف الترشح كاملاً أمام اللجنة للنظر فيه.
وفي تصريحات بثتها الإذاعة الجزائرية الحكومية، قال علي ذراع، الناطق باسم "السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات"، إن "الهيئة استقبلت 10 طلبات لسحب استمارات جمع التوكيلات من راغبين في الترشح"، دون ذكر أسمائهم.
سحب 10 استمارات لجمع التوكيلات في اليوم الأول
ووفق مصادر متطابقة، فإن أبرز الوجوه التي سحبت استمارات جمع التزكيات؛ علي بن فليس رئيس الحكومة الأسبق، الذي يقود حزب "طلائع الحريات"، وهو أيضاً أبرز المعارضين في عهد الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة.
ويعقد حزب بن فليس اجتماعاً للجنته المركزية (أعلى هيئة قيادية في الحزب)، الخميس المقبل، لحسم الموقف النهائي من انتخابات الرئاسة رغم أن تصريحات رئيسه توحي بأنه قرر دخول السباق.
من جهتها، شرعت حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي بالجزائر)، الخميس، في سلسلة مشاورات داخلية بين كوادرها، قبل تحديد موقفها النهائي من انتخابات الرئاسة، خلال اجتماع لمجلس شورى الحزب مقرر في 27 سبتمبر/أيلول الجاري.
وقبل أيام، أعلنت حركة البناء الوطني (إسلامية) مشاركتها الرسمية في الانتخابات الرئاسية، ويرجَّح أن تدخل السباق برئيسها الوزير الأسبق عبدالقادر بن قرينة.
وفي تصريحات سابقة، أعلن سليمان شنين، رئيس المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان) الذي ينتمي سياسياً إلى حركة البناء، دعم مقترح قيادة الجيش تنظيم انتخابات قبل نهاية 2019.
كما رحبت كل أحزاب الموالاة التي كانت تدعم بوتفليقة، بتنظيم انتخابات الرئاسة، لكن هذه التشكيلات السياسية تعيش أزمات داخلية، بسبب سجن أغلب قادتها في قضايا فساد، كما تلقى رفضاً بالشارع.
في حين تعارض أحزاب أخرى تنظيم الانتخابات
في المقابل، تُواصل أحزابٌ -أغلبها علمانية ويسارية- تنضوي تحت لواء تحالف يسمى "قوى البديل الديمقراطي"، انتقادها خيار تنظيم الانتخابات، بدعوى عدم توافر الظروف لذلك، علماً أنها تطالب بمرحلة انتقالية وإلغاء العمل بالدستور، لكنها لم تعلن موقفاً رسمياً من اقتراع 12 ديسمبر/كانون اﻷول القادم.
وفي وقت سابق من الخميس، قال قائد أركان الجيش أحمد قايد صالح، إن غالبية الشعب تريد التخلص من الوضع الراهن بأسرع وقت، متوقعاً مشاركة كثيفة في انتخابات الرئاسة المقبلة.
كما وجَّه تحذيراً لمن سمَّاهم "العصابة وأذنابها" من مغبة التشويش على الاقتراع، في إشارة إلى أتباع بوتفليقة ومن يوصفون بـ "الدولة العميقة" من أنصار قائد المخابرات السابق الفريق محمد مدين.
خاصة مع استمرار حملة الاعتقالات التي طالت ناشطين
وتزامنت تصريحات قائد الجيش مع حملة اعتقالات طالت إلى جانب رموز نظام بوتفليقة، ناشطين بارزين بتهم مثل "تهديد الوحدة الوطنية"، في وقت تتوالى دعوات للتظاهر، في الجمعة الـ31 للحراك، من أجل تأكيد مطلب تغيير النظام.
والأحد، أدى أعضاء اللجنة العليا للانتخابات، المكونة من 50 عضواً، برئاسة وزير العدل الأسبق محمد شُرفي، اليمين الدستورية، وباشرت مهامها في التحضير لانتخابات الرئاسة المقبلة.
وللمرّة الأولى بتاريخ الجزائر، منذ استقلالها عن فرنسا في 1962، أُنشئت هيئة مستقلة تُعنى بتنظيم ومراقبة والإشراف على الانتخابات.
وكانت الانتخابات من صميم مهام الحكومة، ممثلة بوزارة الداخلية، ثم أُقحم القضاء في عملية فرز الأصوات ومراجعة القوائم الانتخابية (سجلات الناخبين) عام 2012، بمساعدة لجنة للمراقبة كانت تضم ممثلين عن الأحزاب، ثم تحولت إلى هيئة تضم مستقلين.