صعدت أسعار النفط، الإثنين 16 سبتمبر/أيلول 2019، إذ سجل خام برنت أكبر مكسب بالنسبة المئوية خلال يوم منذ بداية حرب الخليج في عام 1991، بعدما أدى هجوم على منشأتي نفط في السعودية إلى توقف إنتاج ما يعادل 5% من الإمدادات العالمية.
وقفزت العقود الآجلة لخام برنت ما يصل إلى 19.5 ٪ إلى 71.95 دولار للبرميل خلال تعاملات اليوم في أكبر مكسب منذ 14 يناير/كانون الثاني 1991. وبحلول الساعة 0343 بتوقيت غرينتش ارتفع عقد الشهر المقبل إلى 66.20 دولار للبرميل بزيادة 5.98 دولار أو 9.9٪ مقارنة بالإغلاق السابق.
وخلال تعاملات اليوم قفزت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي الوسيط لما يصل إلى 15.5٪ إلى 63.34 دولار للبرميل وهو أكبر مكسب بالنسبة المئوية خلال يوم منذ 22 يونيو/حزيران 1998. وبحلول الساعة 0343 بتوقيت غرينتش، ارتفع عقد الشهر المقبل إلى 59.73 دولار للبرميل بزيادة 4.88 دولار أو 8.9٪.
وقالت شركة أرامكو السعودية إن الهجمات خفضت إنتاج النفط بنحو 5.7 مليون برميل يومياً. ولم تقدم الشركة إطاراً زمنياً لاستئناف الإنتاج بالكامل.
وقال مصدر مطلع لرويترز إن العودة إلى الطاقة الإنتاجية الكاملة قد تستغرق أسابيع.
كذلك مصدر بصناعة النفط لرويترز إن صادرات السعودية من النفط ستستمر كالمعتاد هذا الأسبوع، إذ تستخدم المملكة المخزونات من منشآتها الكبرى.
رد أمريكي مُحتمل
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال إنَّ الولايات المتحدة "متأهّبة" للرد المحتمل على الهجمات التي شهدتها المنشآت السعودية، بعدما قال مسؤول بارز في إدارته إنَّ إيران تتحمل المسؤولية.
وقد أجج هذا من المخاوف المحيطة بالتوترات في الشرق الأوسط، وتدهور العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، مما زاد من قوة أصول الملاذ الآمن، حيث ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 1٪ لتبلغ 1,503.4 دولاراً للأوقية (أي لكل 28.3غراماً).
وقال كيري كريغ، الخبير الاستراتيجي بالسوق العالمي لدى شركة J.P. Morgan Asset Management إنَّ "المسألة الأكبر هي ما ستقوم به الأسواق الكبرى، لتعكس مخاطر وقوع المزيد من الهجمات. وعلى المدى القريب للغاية، قد نشهد أيضاً ارتفاعاً في عملات الملاذ الآمن. ومن المرجَّح أن تنظر البنوك المركزية في التأثير التضخمي لارتفاع أسعار النفط، لكن المخاطر الجيوسياسية المضافة إلى وضعٍ هش بالفعل لن تمُرَّ مرور الكرام".
وانخفض مؤشر MSCI الأوسع نطاقاً لأسهم منطقة آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 0.36٪، بعد أن أظهرت البيانات أنَّ نمو الإنتاج الصناعي في الصين سجّلَ تراجعاً إلى أضعف وتيرةٍ له منذ 17 عاماً ونصف في أغسطس/آب، بحسب ما ذكرته مجلّة U.S. News الأمريكية.
السندات والعملات
وفي أسواق العملات، تسببت الأخبار السعودية في ارتفاع سعر الينّ بنسبة 0.2٪ ليبلغ 107.85 مقابل الدولار الأمريكي، بينما ارتفع الدولار الكندي بنسبة 0.4٪ تحسباً لارتفاع أسعار النفط.
وقال ميتول كوتيشا، كبير خبراء الأسواق الناشئة في سنغافورة لدى شركة TD Securities: "إذا انهارت الرغبة في المخاطرة بسبب المخاوف من تفاقم التوترات في الشرق الأوسط جراء أي رد انتقامي في أعقاب الهجمات، فقد تواجه بعض الأسواق الناشئة ضغوطاً مزدوجة".
وأشار إلى أنَّ الروبية الهندية، والروبية الإندونيسية، والبيزو الفلبيني هي العملات الآسيوية الأكثر حساسية للصدمات النفطية، نظراً لاعتماد اقتصادات تلك البلدان على واردات النفط الخام.
وافتتحت الأسهم الإندونيسية حركة التداول بانخفاضٍ قدره 2 ٪ اليوم الاثنين، مُسجِّلةً بذلك أكبر انخفاضٍ للتداول اليومي منذ السادس من أغسطس/آب.
واقترب اليورو قليلاً من أعلى مستوى سجّله في ثلاثة أسابيع، بينما تراجع الجنيه الإسترليني عن أعلى مستوياته في يوم الجمعة، وهو ما سبَّب انخفاض الدولار الأمريكي بنسبة 0.1٪ إلى 98.126 مقابل سلة من ست عملات رئيسية.
وانخفض سعر تداول الدولار الأسترالي، بنسبة 0.5٪ مقابل الين، محققاً تسعة أيام متتالية من المكاسب، في ما انخفض الدولار النيوزيلندي إلى أدنى مستوياته في أسبوعٍ واحد أمام الين.
السندات العالمية
وقال المحلل راي أتريل، من المصرف الوطني الأسترالي، إنَّ "أحد الأسئلة الفورية التي يفرضها هذا (الهجوم) على أسواق السندات، هو ما إذا كان الارتفاع الإضافي في توقعات التضخم لعائدات السندات -التي أثبتت حساسيتها للتأثّر بأسعار النفط على مرّ التاريخ- سوف يعطي دفعةً قوية جديدة في سوق السندات لهذا الشهر، أم أنَّ اعتبارات الملاذ الآمن ستُهيمن لتدفع بالعائدات في اتجاه التراجع؟".
وقد ارتفعت العقود الآجلة لسندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بنسبة 0.3٪، مما يشير إلى أنَّ العوائد قد تنخفض حين يبدأ التداول النقدي.
وبيعت السندات العالمية بالكامل الأسبوع الماضي، مما أدَّى إلى ارتفاع العوائد، المدفوع بموجة مخاطرةٍ أوسع على أمل أن تُنهي الولايات المتحدة والصين حربهم التجارية الطويلة قريباً. إلى جانب أنَّ مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة، التي جاءت أفضل من المُتوقَّع، رفعت من معنويات الجميع.
وينتظر المستثمرون الآن نتائج اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة، والمقرر انعقاده يوم الأربعاء 18 سبتمبر/أيلول، والذي من المتوقع على نطاقٍ واسع أن يشهد إقرار تخفيض سعر الفائدة ويشير إلى طريق سياسته المستقبلية.
وأضاف كريغ، من شركة JPMorgan، قائلاً: "ستنظر الأسواق إلى بنك الاحتياطي الفيدرالي باعتباره ركيزةً أساسية للدعم، وسيكون ذلك محط اهتمامٍ متزايد للأسواق العالمية مع استمرار التداول خلال الأسبوع".