كشفت صحيفة Wall street journal الأمريكية، بعض كواليس لقاء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ونظيره المصري الرئيس عبدالفتاح السيسي، على هامش قمة السبع الكبار التي عُقدت في باريس على مدار ثلاثة أيام، في 24 أغسطس/آب 2019.
وقالت الصحيفة إن ترامب وداخل غرفة فندق Hotel du Palais المزخرف انتظر وصول الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لعقد اجتماع معه.
وأشارت إلى أن ترامب نادى بصوت عالٍ، قبيل وصول السيسي قائلاً: "أين ديكتاتوري المفضل؟"، وكان صوته عالياً بشكل كافٍ يسمح للجميع في الغرفة بسماعه، سواء المسؤولون المصريون أو الأمريكيون.
ونقلت عن مصدر، قوله إن عديداً ممن كانوا في الغرفة قد سمعوا سؤال دونالد ترامب.
انتقادات للسيسي
وأشار الشهود إلى أنهم يعتقدون أن ترامب قال هذا السؤال بشكل مازح، لكن سؤاله قوبل بصمت مذهب من جانب المسؤولين المصريين.
وقالت الصحيفة إنه لا يمكن الجزم بما إذا كان السيسي قد سمع كلام ترامب أم لا، مشيرةً إلى أن البيت الأبيض رفض التعليق، كما أنه تعذر التواصل مع مسؤولين مصريين للتعليق.
وأضافت أنه حتى لو كانت مزحة ترامب مجرد طرفة، فإنَّها لفتت الانتباه إلى جانبٍ مزعج من العلاقات الأمريكية المصرية.
ويواجه السيسي الانتقادات بسبب حكمه السلطوي منذ استيلائه على السلطة عقب انقلاب عام 2013. فبحسب تقارير من الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأمريكية ومنظمات غير حكومية، اتُّهِمَت السلطات المصرية في ظل حكم السيسي باحتجاز الآلاف من المعارضين السياسيين، وتعذيب وقتل السجناء، وعرقلة المعارضة السياسية، وذلك.
ولم يَلُم البيت الأبيض الحكومة المصرية علناً على سجلها في حقوق الإنسان. ودافعت القاهرة عن أفعالها، قائلةً إنَّها "تحارب الإرهاب".
لقاء ترامب والسيسي
وفي قمة مجموعة السبع، كان هناك على الأقل 10 مسؤولين أمريكيين وثلاثة مصريين بانتظار وصول السيسي صباح يوم 26 أغسطس/آب حين أطلق الرئيس الأمريكي تعليقه هذا.
وقال شهود عيان إن المسؤولين المصريين في الغرفة كان من بينهم وزير الخارجية سامح شكري، وعباس كامل، رئيس جهاز المخابرات العامة المصري.
وبعد دقائق من المزحة، التقى السيسي ترامب وسُمِح بدخول الصحفيين. واحتفى ترامب بعلاقته مع السيسي، إلى جانب أمور أخرى، ولَفَتَ إلى أنَّ الرئيسين بدآ التحدث إلى بعضهما بعد فترة وجيزة من فوز ترامب بانتخابات الرئاسة عام 2016.
وقال ترامب عن لقائه مع السيسي: "فهمنا بعضنا بصورة جيدة للغاية. يمكنني أن أخبركم أنَّه رجل قوي جداً. لكنَّه أيضاً رجلٌ جيد، وقام بعملٍ رائع في مصر. لم يكن عملاً سهلاً".
وكان ترامب قد استضاف السيسي عام 2017 لأول مرة في البيت الأبيض منذ تولي الأخير للسلطة في بلاده.
ولم تقدم مصر أي إشارة على وجود توترات في المؤتمر الصحفي الذي أعقب اللقاء الثنائي، بحسب الصحيفة الأمريكية.
بل قالت الرئاسة المصرية في بيانٍ بعد ذلك: "أعرب الرئيس الأمريكي عن تقديره لمصر ولشخص السيد الرئيس، وما حققته مصر تحت قيادة سيادته من أمن واستقرار وكذلك تطورات تنموية بالرغم من المحيط الإقليمي غير المستقر وما يفرضه ذلك من تحديات ضخمة".
في حين قال السيسي بتعليق على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "سعدت كثيراً بلقائي اليوم بالرئيس دونالد ترامب Donald J. Trump، حيث رسّخ اللقاء قوة وعمق العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين مصر والولايات المتحدة، وما تشهده تلك العلاقات من تطور إيجابي متواصل خلال هذه الفترة، وأؤكد حرص مصر الدائم على الاستمرار في الارتقاء بأطر التعاون المشترك فى جميع المجالات".