خرج خطيب الفتاة الفلسطينية الراحلة إسراء غريب عن صمته، وأدلى بتصريحات تحدث فيها لأول مرة عن تفاصيل علاقته بها، معلقاً على التطورات التي قادت إلى وفاة الفتاة في النهاية جراء تعرضها للتعنيف من قبل عائلتها.
وجاء لك في لقاء أجراه الشاب محمد علقم جواريش مع صحيفة "دنيا الوطن" الفلسطينية، نشرته اليوم الجمعة 13 سبتمبر/ أيلول 2019.
وقال جواريش إنه تعرّف على إسراء في 14 يوليو/تموز 2019، وأضاف: "دخلت الموضوع بشكل رسمي مع إسراء، وأنهيته بشكل رسمي كذلك، ويوم خروجي معها كان بشكل رسمي كذلك".
"مشكلات عائلية"
وأشار جواريش إلى حدوث "بعض المشاكل العائلية لدى إسراء، والتي كانت سبب انفصالي عنها، حيث كانت إسراء تؤمن بالسحر والشعوذة، وهذا الأمر لم أكن أؤمن به، وهذا سبب من الأسباب التي جعلتني أنفصل عنها"، بحسب قوله.
ولفت إلى أن كافة الأمور التي حصلت مع إسراء ويوم وفاتها، لم يكن يعلم بها، مشيراً إلى أنه علم بخبر وفاتها كأي شخص آخر، عن طريق الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف الشاب أنه عندما عَلِمَ بوفاة إسراء، توجه مباشرة إلى الأجهزة الأمنية، "وقد بدأت من وقتها التحقيقات حول أسباب وفاة إسراء".
وروى جواريش كيف التقى الفتاة الراحلة إسراء، حيث قال إنها "كانت في نفس الجامعة التي كانت بها شقيقاته، حيث أخبرنه بأن هناك فتاة محترمة ومؤدبة، وتوجهت عائلتي إلى منزل عائلة إسراء، لطلب يدها له بشكل رسمي" لافتاً إلى أنه لم يكن هناك قراءة فاتحة.
وأضاف في هذا السياق: "أرسلت عائلتي إلى منزل عائلة إسراء، وطلبوا البنت، ولكن في مضمون ذلك لم يكن هناك قراءة فاتحة، حيث تم تأجيل قراءة الفاتحة بناءً على طلب عائلة إسراء".
وتابع أنه "في اليوم الذي خرجت معها، كانت شقيقتي معنا، حيث جئت وأخذت إسراء من أمام بيتها، وبعلم والدها، وشقيقها، ووالدتها، وقد أعدتها إلى المنزل، ففي اليوم الذي كاد أن يكون رسمياً، اصطحبتها على أحد صالونات الكوافير في بيت لحم، وذلك بعلم من عائلتها".
وأشار جواريش، الذي قالت صحيفة "دنيا الوطن" إنه يعمل نجاراً في أخشاب الزيتون: "نريد إظهار الحقيقة بشكل واضح، حيث يوم وفاتها جرى الحديث عن أن قضية وفاتها متعلقة بالشرف، فلنفرض أن خروجي مع إسراء كان خاطئاً، لماذا وافق والدها على خروجها معي؟ كما أنني يوم أخذتها، كان من أمام منزلها وبعلم والدها وشقيقها ووالدتها".
ومن ناحية أخرى، انتقد جواريش ما قيل عن أنه بعد وفاة إسراء اختفى عن الأنظار، وقال: "لم أغب عن الأنظار أو عن أي شخص كان، بالعكس، فيوم أن أخذت الأجهزة الأمنية الهاتف الشخصي، لم تأخذ الشريحة الخاصة بي، حيث كان أي شخص يريد الحديث معي، كنت أتحدث معه بشكل عادي، وبالتالي الحديث عن اختفائي عن الأنظار أدى إلى حدوث بلبلة".
وأضاف: "أنا بيتي معروف وعملي كذلك، وكنت في متابعة مع الأجهزة الأمنية بشكل متواصل، فلم أغب عنهم لمجرد ثانية، فكنت أتوجه إلى الأجهزة الأمنية بكل الأوقات، وبالتالي الحديث عن اختفائي شوه سمعتي، وبالتالي إذا كنت مختفياً عن الأنظار كيف كنت أتوجه إلى عملي".
القول الفصل بقضية إسراء
وتأتي تصريحات جواريش، بعد يوم من كشف النيابة العامة الفلسطينية، أن التحقيقات والأدلة التي توصلت لها الأجهزة المعنية فيما يتعلق بوفاة الشابة إسراء أثبتت عدم صحة رواية أهلها.
وكشفت النيابة العامة في رام الله أن سبب الوفاة جاء نتيجة الضرب المفرط المؤدي إلى الوفاة، وهو الأمر الذي يدحض رواية أهلها.
وقال النائب العام أكرم الخطيب إن سبب وفاة إسراء هو "قصور حاد بالجهاز التنفسي والأنسجة تحت الجلد وفي الصدر، نتيجة لمضاعفات الإصابات المُتعددة التي تعرضت لها الشابة".
وأضاف النائب العام أن التحقيقات التي توصلت لها النيابة تفيد بأن "القتل لم يكن على خلفية الشرف، إنما بسبب تعرض إسراء لسلسلة من العنف الجسدي والنفسي من عائلتها".
وما زاد من تدهور حالة إسراء بحسب النائب العام هو تعرضها لضغوطات تتعلق بالسحر والشعوذة من عائلتها.
وأوضح النائب العام أن النيابة توصلت إلى أن إسراء تعرضت للضرب حتى الموت ووجهت تهمة القتل غير العمد لعائلتها.
وكشف الخطيب أن النيابة وجهت تهمة القتل لثلاثة أشخاص في قضية إسراء غريب، مشدداً على أن المتهمين في التسبب بوفاة إسراء سيحاكمون وفقاً للقانون الفلسطيني.
وتوفيت إسراء (21 عاما) من بلدة بيت ساحور بمحافظة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، في 22 أغسطس/آب الماضي، نتيجة ما قال نشطاء إنه "تعرضها للضرب المبرح من قبل أفراد من عائلتها. لكن العائلة، نفت ذلك، وقالت إن ابنتهم توفيت نتيجة إصابتها بـ "جلطة"، قبل أن تثبت النيابة عدم صحة رواية الأسرة.
وأثارت قضية إسراء غضب الشارع الفلسطيني والعربي، وباتت قضية رأي عام، حتى أن رئيس الوزراء الفلسطيني، تعهد بمحاسبة المسؤولين عن وفاتها.
كذلك غرد عدد من المشاهير العرب متعاطفين مع إسراء، تحت وسم "كلنا_إسراء_غريب".