أحدهما سمة القادة والمدراء.. عن الفرق بين الذكاء العاطفي والذكاء العقلي

يدور نقاش بين العلاقة والتشابك والاختلافات ونقاط القوة في الذكاء العاطفي والذكاء العقلي، فمن يتمتع بذكاء عقلي نابغ، لا يعني أنه منعم بالذكاء العاطفي، والعكس صحيح!

عربي بوست
تم النشر: 2019/09/13 الساعة 08:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/12 الساعة 18:17 بتوقيت غرينتش
في العالم المهني، أظهرت العديد من الدراسات أن الذكاء العاطفي له تأثير كبير على الأداء الوظيفي، ومهارات المقابلة، والانطباعات الأولى، وفنون البيع/ istock

يدور نقاش بين العلاقة والتشابك والاختلافات ونقاط القوة في الذكاء العاطفي والذكاء العقلي، فمن يتمتع بذكاء عقلي نابغ، لا يعني أنه منعم بالذكاء العاطفي، والعكس صحيح!

 لنفهم الفرق بين IQ والـEQ، نستعرض في هذا التقرير جوانبهما وكيفية تطويرهما.

الذكاء العقلي IQ

تم تطوير أول اختبارات حاصل الذكاء في العقود القليلة الأولى من القرن العشرين، وهي النتائج الناتجة عن مختلف الاختبارات القياسية المصممة لتقييم الذكاء البشري. 

ويعطي الاختبار رقماً يشتق من اختبار موحد. 

وفي اختبارات الذكاء الأصلية، تم حساب الدرجات بقسمة العمر العقلي للفرد على سنِّه الزمنية، ثم ضرب الناتج في 100.

في النهاية، ظهر اعتقاد بأن معدل الذكاء يقيس ذكاء الشخص الأساسي ولن يتغير طوال حياة الشخص. 

ورغم ثبوت عدم صحة هذا، لكن اختبارات الذكاء أصبحت موثوقة على نطاق واسع وشعبية للغاية.

يقيس معدل الذكاء مهاراتك في حلّ المشكلات، والحدس، والتعرف على الأنماط، والمنطق، والرياضيات، والمعالجة البصرية والمكانية، والذاكرة العاملة والذاكرة قصيرة المدى، وعدد من المهارات الأساسية الأخرى التي لا تحددها بالضرورة الحقائق التي حفظتها.

في الأساس، تقيس اختبارات الذكاء كيفية تعلم شخص ما وفهمه لتطبيق المعلومات في بيئات مختلفة.

هذا أمر بالغ الأهمية لكل شيء في حياتنا، بما في ذلك وظائفنا وسلوكياتنا الأساسية، وقيادة سيارة وقراءة كتاب وكل شيء بينهما.

من الواضح أن الحصول على معدل ذكاء أعلى يمكن أن يساعد في تقدم مسيرتك الأكاديمية والمهنية، وأداء المهام الضرورية للحياة اليومية. 

الذكاء العاطفي EQ

في حين أن الكثير من الناس لديهم اعتقاد خاطئ بأنَّ الذكاء العقلي والذكاء العاطفي يتعارضان، إلا أنهما مختلفان تماماً. 

بينما يقيس معدل الذكاء كيفية تعلم الأشخاص وفهمهم وتطبيقهم للمعلومات، فإن الذكاء العاطفي يقيس كيفية تعلم الأفراد وفهمهم وتطبيقهم للمعرفة العاطفية.

وبشكل أكثر تحديداً، يعكس الذكاء العاطفي مدى قدرة الشخص على فهم مشاعره وعواطفه، والتمييز بينها، واستخدام تلك المعرفة لتوجيه تصرفاته وسلوكياته. 

كذلك يقيس القدرة على تقييم شعور الآخرين، والسيطرة على العواطف، واستخدامها لتسهيل التواصل الاجتماعي. 

عثر الباحثون على 5 مجالات رئيسية تحدد ذكاء الفرد العاطفي، وهي:

  • الوعي الذاتي 
  • التنظيم الذاتي 
  • التعاطف 
  • المهارات الاجتماعية 
  • الدافع

إذا كنت قادراً على تحسين هذه المناطق فسوف تزيد ذكاءك العاطفي. 

في حين تم اكتشاف أن معدل الذكاء يمكن أن يتغير، على عكس المعتقدات القديمة، أنه قد يكون من الصعب تحسين معدل الذكاء لدينا مع تقدمنا في العمر. 

ومع ذلك، فإنَّ الذكاء العاطفي أكثر مرونة، ويمكن تحسينه من خلال الجهود المنسقة والواعية لتحسين الذات.

تعد القدرة على فهم مشاعرك والسيطرة عليها والاستفادة منها أمراً ضرورياً للنجاح في العمل والعلاقات وشؤون الأسرة والصحة الشخصية (الجسدية والعقلية). 

الجوانب الخمسة للذكاء العاطفي

الوعي بالذات: يجادل الكثيرون بأنه الجانب الأكثر أهمية في الذكاء العاطفي، القدرة على معرفة نفسك وتقييم نقاط القوة والضعف والأخطاء والنوايا بصدق.

التنظيم الذاتي: إبقاء المشاعر تحت السيطرة واستخدام العقلانية لتوجيه سلوكك، بدلاً من الغريزة.

التعاطف: التعرف على الاحتياجات العاطفية لدى الآخرين، ودعمهم بشكل فعال بالطريقة التي يحتاجون إليها. 

المهارات الاجتماعية: التفاعل مع الآخرين بطرق طبيعية ومقبولة وإشراكهم اجتماعياً وفكرياً باحترام.

الدافع: مطاردة الأحلام، وتحديد أهداف طويلة الأجل، ودفع نفسك إلى الأمام نحو النجاح.

هذه المهارات مهمة جداً للنجاح في كل جانب من جوانب الحياة، ومع ذلك فهي لا علاقة لها بحل المشكلات أو التفكير المنطقي أو ألغاز الرياضيات أو التعرف على الأنماط.

ما العلاقة بين الذكاء العاطفي والذكاء العقلي؟

في وقت سابق، كان معدل الذكاء هو المحدد الرئيسي للنجاح. كان من المفترض أن يكون الأشخاص ذوو معدل الذكاء المرتفع متجهين إلى حياة من الإنجاز والتقدم، وناقش الباحثون ما إذا كان الذكاء نتاجَ الجينات أم البيئة.

ومع ذلك، في كتابه عام 1996 بعنوان الذكاء العاطفي، اقترح الكاتب والعالم النفسي دانييل جولمان أنَّ الذكاء العاطفي قد يكون في الواقع أكثر أهمية من معدل الذكاء، لماذا؟ 

يعتقد بعض علماء النفس أنَّ مقاييس الذكاء القياسية (أي درجات معدل الذكاء) ضيقة جداً، ولا تشمل النطاق الكامل للذكاء البشري.

على سبيل المثال، اقترح عالم النفس هوارد جاردنر، أنَّ الذكاء ليس مجرد قدرة عامة واحدة. 

بدلاً من ذلك، يشير إلى أن هناك بالفعل ذكاءات متعددة، وأن الناس قد تكون لديهم نقاط قوة في عدد من هذه المجالات.

قد يفلح استخدام الذكاء العقلي في الدراسة، ولكن في العمل، يشكل نصف الصورة فقط، فبالطبع لن يخبرك ذكاؤك العقلي عن كيفية التعامل مع زملاء العمل والتفاعل مع الآخرين.

في العالم المهني، أظهرت العديد من الدراسات أن الذكاء العاطفي له تأثير كبير على الأداء الوظيفي، ومهارات المقابلة، والانطباعات الأولى، وفنون البيع، والأعمال الجماعية. 

ووجدت الأبحاث أن الأفراد الذين يتمتعون بإمكانات قيادية قوية يميلون أيضاً إلى أن يكونوا أكثر ذكاءً من الناحية العاطفية، مما يشير إلى أن الذكاء العاطفي مهم لقادة الأعمال والمديرين.

والنظرية السائدة، أن الذكاء العقلي والذكاء العاطفي لا يُعارض أيٌّ منهما الآخر، بل هما مكملان ويتداخلان ويعملان معاً لإنجاح الشخص.

هل يمكن تعلم الذكاء العاطفي؟

وفقاً لتحليل نظر إلى نتائج برامج التعلم الاجتماعي والعاطفي، فإن الإجابة على هذا السؤال هي نعم.

ووجدت الدراسة التحليلية أن حوالي 50% من الأطفال المسجلين في برامج SEL (التعلم الاجتماعي والعاطفي) كان لديهم تحسن في مستوى الذكاء العاطفي، وأن 40% تقريباً أظهروا متوسطات محسنة لنقاط الدراسة. 

وارتبطت هذه البرامج أيضاً بتخفيض معدلات التعليق وزيادة الحضور في المدارس وتقليل المشكلات التأديبية.

تتضمن بعض استراتيجيات تدريس الذكاء العاطفي تقديم تعليم للشخصيات، ووضع نماذج للسلوكيات الإيجابية، وتشجيع الناس على التفكير فيما يشعر به الآخرون، وإيجاد طرق لتكون أكثر تعاطفاً تجاه الآخرين.

هناك سبع خطوات أساسية يجب أن تتبعها إن أردت النهوض بالذكاء العاطفي وتطويره، وهي: 

1- قضاء بعض الوقت في التفكير في عواطفك الخاصة، وذلك لأن فهم مشاعر الآخرين يأتي من مراقبة شعورك أولاً.

2- استكشاف وجهات نظر الآخرين، وطلب نظرتهم عن شخصيتك، فهذا يعرفك كيفية نظرهم إلى عواطفك، وسيكسبك منظوراً موضوعياً حول سلوكك.

3- البدء في تقوية ملاحظتك، ومشاهدة سلوكياتك عن كثب، كي تكون أكثر مراعاة لشعور الآخرين.

4- استراحة مؤقتة، مما يمنع اتخاذ قرارات متهورة دون تبصر، كما تحسن من السيطرة على العواطف مثل الغضب والغيرة، التي يمكن أن تسبب الكثير من المشاكل.

5- اسأل نفسك لماذا تصرف أحدهم هذا التصرف الذي أزعجك، وضَعْ نفسك في محله لتعرف كيف كانت مشاعره، وذلك بدلاً من وضع افتراضات دون التفكير في مشاعره.

6- تعلم من الانتقادات بدلاً من المخالفة، فقط ضع مشاعرك جانباً، وانظر ماذا يمكنك أن تتعلم من تلك الانتقادات.

7- ممارسة جميع المهارات المذكورة بالأعلى، وإذا فشلت في إحداها، فلا تستسلم، واستمر في المحاولة، وستجد أنك تحرز تقدماً في التحكم في مشاعرك وتحديدها.

تحميل المزيد