مدن وقرى إيطالية لا يسكنها أحد.. رئيس إقليم يعرض 25 ألف يورو لمن يقيم في قرية مهددة بالاندثار

عرض إقليم إيطالي 25 ألف يورو على من يقيم بقرية تابعة له ثلاث سنوات، لتعويض النقص الشديد في عدد سكانه.

عربي بوست
تم النشر: 2019/09/11 الساعة 20:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/11 الساعة 20:52 بتوقيت غرينتش
إقليم موليزي أصغر أقاليم إيطاليا الـ20/ وكيبيديا

عرض إقليم إيطالي 25 ألف يورو على من يقيم بقرية تابعة له ثلاث سنوات، لتعويض النقص الشديد في عدد سكانه.

وقال دوناتو توما، رئيس إقليم موليزي (جنوب)، لصحيفة "الغارديان" البريطانية، الأربعاء 11 سبتمبر/أيلول 2019: "إذا عرضنا المال، فربما يشكّل ذلك حافزاً على استقدام وافدين جدد".

لكن اشترط "توما" على من يقيم بالقرية (لم يذكر اسمها) والتي يصل عدد سكانها إلى ألفي شخص فقط، أن يفتتح مشروعاً جديداً مقابل حصوله على 700 يورو شهرياً.

وأضاف: "نريد أن ننعش الحياة هنا، ونريد من الناس الاستثمار.. بإمكانهم افتتاح أي مشروع سواء مخبز أو مطعم أو أي شيء".

وأضاف: "إنها طريقة لإنعاش الحياة بقرانا، وفي الوقت نفسه رفع عدد السكان".

وأشار إلى أن أي قرية في الإقليم يقل عدد سكانها عن ألفي شخص ستحصل على عشرة آلاف يورو شهرياً من مخصصات الإقليم، لبناء مشروعات بنية تحتية والترويج لأنشطة ثقافية فيها. 

انخفاض الولادات وارتفاع نسبة الهجرة لخارج إيطاليا

وحسب المعهد الوطني الإيطالي للإحصاء (حكومي)، يعد موليزي، الذي يبلغ عدد سكانه 305 آلاف نسمة، من بين المناطق التي فقدت عدداً كبيراً من سكانها في السنوات الأخيرة بأكثر من تسعة آلاف شخص منذ عام 2014.

وفي عام 2018، فقد الإقليم 2800 شخص، بسبب الوفاة أو الانتقال إلى مكان آخر، كما لم يتم تسجيل حالة ولادة واحدة في تسع بلدات بالإقليم، حسب المعهد.

ولأول مرة منذ 90 عاماً، انخفض عدد المواطنين الإيطاليين الذين يعيشون في إيطاليا إلى نحو 55 مليوناً، وفقاً للمعهد.

وأرجع خبراء هذا الانخفاضَ إلى عاملَين: نقص عدد المواليد، وهجرة الشباب الإيطالي إلى دول أوروبية أخرى؛ بحثاً عن فرص وظيفية أفضل. 

رغم توفر الإقليم على إمكانات سياحية مهمة

ويعد إقليم موليزي أصغر أقاليم إيطاليا الـ20، ويقع في جنوب البلاد، ويطل على البحر الأدرياتي، ويتميز إقليم موليزي بالجمال الطبيعي والمعماري.

ويصنَّف إقليم موليزي على أنه وجهة مثالية للسياحة الثقافية والتاريخية وتذوُّق أشهى المأكولات الإيطالية التقليدية.

وتعتبر موليزي واحدة من الوجهات الرائعة والمثالية للعطلات الجبلية سواء في فصل الشتاء أو الصيف، فالمناظر بها تتميز بالطبيعة البكر مع الوديان الخلابة الضخمة التي يمكن الاستمتاع بزيارتها.

من أبرزها جبال L'Appennino المكونة من 3 سلاسل جبلية هي: لي ميناردي le Mainarde، وإل ماتيزى il Matese، ولالتو موليزى l'Alto Molise.

أما أعلى قمة في موليزي فهي جبل ميتا 2224 متراً، وتقع على الحدود بين أقاليم لاتسيو وأبروزو وموليزي.

كما يعتبر بحر موليزي من أجمل البحار في إيطاليا، ومن أشهر الأماكن بالإقليم أيضاً بحر مدينة تيرمولي Termoli المليئة بعديد من الشواطئ الرائعة المجهزة للتمتع بعطلة صيفية هادئة مناسبة لعشاق الرياضات المائية والعائلات. 

وهو ما جعل بعض البلدات والقرى مهددة بالاندثار

تمتلك إيطاليا عدداً كبيراً من البلديات والقرى الرائعة التي بُنيت منذ قرون حول كنيسة، أو قلعة، أو بين الجبال، وعلى الرغم من شهرة كثير منها لدرجة جعلتها وجهة حيوية للسائحين من جميع أنحاء العالم، فإن كثيرين يخاطرون بخطر الاختفاء والاندثار.

وهناك نحو 1000 قرية ساحرة في إيطاليا مهجورة بالفعل وعديد من القرى الأخرى على طريق الاختفاء، بسبب هجرة سكانها إلى المدن الصناعية، والكوارث الطبيعية مثل الزلازل أو نقص الخدمات.

وتعد قرية جروتولي من أجمل القرى الإيطالية الواقعة على تل بمقاطعة ماتيرا في إقليم بازيليكاتا جنوبي البلاد.

وتضم جروتولي نحو 629 منزلاً، لكن لا يتجاوز عدد سكانها 300 نسمة، وتحاول القرية مقاومة الاختفاء والولادة من جديد من خلال المبادرة التي قام بها موقع Airbnb مع مؤسسة Wonder Grottole غير الربحية، للترحيب بالمسافرين المتطوعين من جميع أنحاء العالم الراغبين في العيش بها والتفرغ لإعادة توطينها وإسكانها مدة عام.

تعد فلومينيماجوري الواقعة في سردينيا بين البر والبحر، والتي كانت مركزاً للتعدين، لكن بعد أن أغلقت المناجم، هجرها كثير من سكانها وغادرها 400 شخص؛ بحثاً عن عمل، تاركين مئات المنازل غير المأهولة، ومن هذا المنطلق عمل عمدتها ماركو كورياس لإعادة هيكلتها من جديد والحفاظ عليها من الاندثار، وإعادة توطين السكان وتوفير العمل لهم.

تحميل المزيد