قالت إيران، الأربعاء 11 سبتمبر/أيلول 2019، إن على الولايات المتحدة أن تنأى بنفسها عن "دعاة الحرب" بعد استقالة مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، أحد صقور الإدارة الأمريكية، وإن طهران متمسكة بطلبها رفع العقوبات قبل أي محادثات.
ونقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء في إيران، عن الرئيس حسن روحاني قوله، اليوم: "ينبغي لأمريكا أن تدرك أن… عليها أن تنأى بنفسها عن دعاة الحرب".
وأضاف روحاني: "سياسة المقاومة التي تتبعها إيران لن تتغير ما دام عدونا (الولايات المتحدة) يواصل الضغط على إيران".
وبرحيل بولتون، أحد أقوى دعاة النهج المتشدد تجاه إيران، من فريق الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، تزيد فرص اتخاذ خطوات للشروع في مفاوضات بعد تصاعد التوتر منذ أكثر من عام.
ضغوط أمريكية على إيران
وانسحبت الولايات المتحدة، العام الماضي من الاتفاق النووي الذي وافقت إيران بموجبه على فرض قيود على برنامجها النووي مقابل فتح أبواب التجارة العالمية أمامها.
وتقول واشنطن إن الاتفاق الذي توصَّل إليه باراك أوباما، سلف ترامب، ضعيف للغاية لانقضاء كثير من شروطه في غضون عشر سنوات ولا يشمل القضايا غير النووية مثل برنامج إيران الصاروخي وسلوكها الإقليمي.
ويتبع البيت الأبيض منذ ذلك الحين ما تطلق عليه الإدارة سياسة "الضغوط القصوى" التي تشمل عقوبات تهدف لوقف كافة صادرات النفط الإيرانية، قائلة إن هدفها النهائي هو دفع إيران إلى محادثات على اتفاق جديد أكثر صرامة.
وفور رحيل بولتون، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الثلاثاء 10 سبتمبر/أيلول 2019، إن ترامب قد يلتقي بروحاني في اجتماع مقبل للأمم المتحدة "دون شروط مسبقة".
وترفض إيران المحادثات دون رفع العقوبات أولاً، وقالت اليوم الأربعاء إن رحيل بولتون لم يُغيِّر موقفها.
رحيل بولتون لن يُغير شيئاً
وذكرت الوكالة الإيرانية للأنباء، نقلاً عن مبعوث طهران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي: "رحيل مستشار الأمن القومي جون بولتون من إدارة الرئيس دونالد ترامب لن يدفع إيران لإعادة النظر في الحوار مع الولايات المتحدة".
وتقول إيران إنها تأمل في إنقاذ الاتفاق النووي لكن لا يمكنها فعل ذلك للأبد إذا لم تحصل على أي من المزايا الاقتصادية التي وعد بها الاتفاق.
وردَّت على العقوبات الأمريكية بسلسلة من الخطوات لتقليص التزاماتها بالاتفاق النووي، وتقول إنها قد تتخلى عنه في نهاية المطاف ما لم توفر الأطراف الأخرى الحماية للاقتصاد الإيراني من العقوبات الأمريكية.
وقال روحاني: "التزامات إيران بالاتفاق النووي تتناسب مع (التزام) الأطراف الأخرى وسنتخذ المزيد من الخطوات عند الضرورة".
وكانت إيران أعلنت أن الأسبوع الماضي هو الموعد النهائي بالنسبة لها كي تتخذ مزيداً من الخطوات لزيادة إنتاجها من اليورانيوم المخصب، لكنها قالت إنها ستمنح الدول الأوروبية شهرين إضافيين للخروج بخطة لحماية اقتصادها.
فيما اقترحت فرنسا منح إيران خط ائتمان بعدة مليارات من الدولارات من شأنه أن يحميها من بعض آثار العقوبات الأمريكية، غير أن أي اتفاق من هذا القبيل سيتطلب موافقة ضمنية من إدارة ترامب.