قالت صحيفة The Guardian البريطانية إن هناك فضيحة جديدة نحتاج لإضافتها إلى سجلات الفضائح السياسية الأمريكية، إذ يجب علينا إدراج فضيحة "شاربيغيت" في هذه السجلات.
ففي وقت الغداء يوم الأربعاء الموافق 4 سبتمبر/أيلول 2019، قدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إحاطة إعلامية موجزة عن إعصار دوريان في المكتب البيضاوي.
وفي لحظة ما، رفع الرئيس خريطة المركز الوطني للأعاصير، بتاريخ 29 أغسطس/آب، تعرض مسار وشدة الإعصار.
ولكن بطريقة غريبة جداً، بدا من الواضح أن شخصاً ما استخدم قلماً لإضافة حلقة سوداء مزيفة تمتد من مسار الإعصار من فلوريدا إلى ألاباما. وبدا ذلك محاولة فاشلة لتبرير مزاعم ترامب السابقة، التي لا أساس لها من الصحة، حول وقوع الولاية الأخيرة (ألاباما) في مرمى الخطر.
تعديل توقعات الأرصاد الجوية مخالف للقانون
أشعلت هذه الإضافة البدائية غضباً عارماً على وسائل التواصل الاجتماعي والكثير من التساؤلات والتكهنات حول ما إذا كان الرئيس نفسه مسؤولاً عن ذلك، أم شخص آخر متحمس ومصرّ على إقناع الرئيس بذلك.
ويعد تعديل توقعات الأرصاد الجوية الحكومية الرسمية مخالفاً للقانون.
وقد أنكر ترامب معرفته بالأمر. وفقاً لصحيفة The Washington Post، عندما سُئل ترامب عن الخريطة المزيفة في وقت لاحق من يوم الأربعاء 4 سبتمبر/أيلول، قال إن البيانات لديه تتضمن احتمالية تعرض ألاباما لضربات الإعصار "بنسبة 95%".
وعند سؤاله عمّا إذا كان تلاعب أحدهم بالخريطة وزيَّفها، أصرّ قائلاً: "لا أعلم، لا أعلم".
كان الرئيس الأمريكي قد أصدر سيلاً من التغريدات عندما انحرف إعصار دوريان وضرب جزر البهاما بوحشية خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي. وفي إحدى هذه التغريدات، حذر بالخطأ من احتمالية تأثر ألاباما بضربات الإعصار، مما تسبب في انتشار حالة من الذعر.
هيئة الأرصاد الجوية تكذب ترامب
وبعد 20 دقيقة فقط من تغريدة ترامب، نشرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية في برمنغهام، ألاباما تغريدة على موقع تويتر تقول: "لن يؤثر إعصار #دوريان على ألاباما مطلقاً. نكرر، لن نشعر في ألاباما بأي تأثيرات من إعصار #دوريان. سيظل الإعصار بعيداً جداً تجاه الشرق".
ولكن ترامب ليس من النوع الذي يعترف بخطئه، سواء كان ذلك عن حجم الحشود أو عن مقدار ما بُني من جداره الحدودي حتى الآن.
ففي ملاحظاته على المكتب البيضاوي، قال ترامب إنه في "المخطط الأصلي"، كان إعصار دوريان سوف يضرب فلوريدا مباشرة "مما قد يؤثر على الكثير من الولايات الأخرى".
وأضاف: "ولكن ذلك كان في المخطط الأصلي".
وتعرض الخريطة الأصلية للمركز الوطني للأعاصير المسار المحتمل للعاصفة، ولا يزال من الممكن الاطلاع عليها عبر الإنترنت.
وفي ليلة الأربعاء، نشر ترامب خريطة أخرى للإعصار على تويتر فيما بدا أنه تصرف جاء من جراء موجة الانتقادات التي تعرض لها. وتُظهر هذه الخريطة الكثير من الخطوط متعددة الألوان تخرج عن مسار إعصار دوريان. إذ تصل بعض من تلك الخطوط إلى ألاباما. وتحمل الخريطة شعار "مقاطعة جنوب فلوريدا لإدارة المياه".
وكتب الرئيس: "كان ذلك هو المسار الأصلي المتوقع للإعصار في مراحله الأولى. وكما ترون، تنبأت جميع النماذج بمرور الإعصار من فلوريدا ليضرب أيضاً جورجيا وألاباما. أتقبل اعتذار الأخبار الوهمية!".
لكن الخريطة كانت بتاريخ 28 أغسطس/آب الساعة 8:06 صباحاً بتوقيت الأطلسي. أما ترامب، فقد كتب تغريدته عن ألاباما في 1 سبتمبر/أيلول، وكانت الأرصاد حينها قد أوضحت بالفعل أن ألاباما لم تعد في خطر.
وتحمل الخريطة أيضاً ذلك التنويه: "تحل إشعارات المركز الوطني للأعاصير وبيانات الطوارئ للمقاطعة محل هذه الخريطة. هذا المخطط متمم، وليس بديلاً، لمناقشات المركز الوطني للأعاصير".