الأعمال المنزلية تقلل من خطر الموت، حقيقة أثبتها العلمُ بغضِّ النظر عن موقفك الشخصي من غسل الأواني وتنظيف المنزل والطهي.
هي مهام يومية يجب أن نعتاد عليها، ولكنها بالنسبة للبعض كابوس كبير، ومضيعة لوقت ثمين يمكن استثماره في أمور أكثر أهمية وإفادة وربما مرحاً.
إذ وجد العلماء أنَّ 5 دقائق فقط من النشاط المعتدل كل يوم قلَّلت خطر وفاة البالغين على مدى السنوات الست اللاحقة إلى النصف.
وقال الباحثون في النرويج إنَّ كنس الحشائش أو قصّها يمكن تصنيفه على أنَّه نشاط معتدل، وكذلك المشي السريع، وفق ما نشرت صحيفة Daily Mail.
لكن الخبراء وجدوا أيضاً أنَّ ساعة من النشاط الخفيف -مثل تنظيف الأطباق أو الطهي- قلَّلت من احتمالات الموت المبكر.
الأعمال المنزلية تقلل من خطر الموت
كلما زاد النشاط قلَّ الخطر، ويدَّعي الفريق البحثي الآن أنَّ النشاط البدني بأي معدل "يقلل من خطر الموت" .
استعرض الباحثون في المدرسة النرويجية لعلوم الرياضة في أوسلو 8 دراسات حالية، تضم 36 ألف شخص بالغ.
كان عُمر جميع المتطوعين 40 عاماً على الأقل، ومُنحوا جميعاً جهازاً يمكن ارتداؤه لتتبع نشاطهم اليومي.
قُسِّم المشاركون إلى 4 مجموعات، وفقاً لمدى نشاطهم، وتم تعقُّبهم لمدة 6 سنوات تقريباً في المتوسط.
توفي ما يقرب من 6% من المشاركين (2149 شخصاً) أثناء الدراسة التي نُشرت في المجلة الطبية البريطانية.
وجد الباحثون، بقيادة البروفيسور أولف إكيلوند، أنَّ أي مستوى من النشاط البدني يرتبط بانخفاض خطر الوفاة لأي سبب.
على سبيل المثال، أظهرت النتائج أنَّ الأشخاص الذين كانوا في الربع الثاني الأقل نشاطاً كانوا أقلَّ عرضة للموت بنسبة 52%.
كانوا قد شاركوا في حوالي 60 دقيقة من النشاط الخفيف وخمس دقائق من النشاط المعتدل، أكثر من المجموعة الأقل نشاطاً.
وأظهرت النتائج أنَّ المشاركين في المجموعة الثانية الأعلى نشاطاً كانوا أقل عرضة للموت بنسبة 66%.
بينما انخفض الخطر بنسبة 73% بالنسبة للأشخاص الأعلى نشاطاً، وفقاً للعلماء.
ما هو عدد الدقائق المطلوب؟
استقرَّت نسبة الخطر تقريباً عند مؤشر 300 دقيقة (5 ساعات) من النشاط الخفيف و24 دقيقة من النشاط المعتدل.
وقالت الدكتورة شارلوت إدواردسون، من جامعة ليستر، والمؤلفة المشاركة في الدراسة، إنَّ النتائج تُظهر أنَّ "النشاط البدني بأي مستوى يُقلِّل من خطر الوفاة" .
وأضافت: "تُعزِّز هذه النتائج حقاً المثل القائل: (في الحركة بركة)، لذا إذا كنت شخصاً لا يحقق المستويات الموصى بها من النشاط البدني المعتدل، فإنَّ القيام بمزيد من النشاط الخفيف مثل، التسكع قليلاً في محيط العمل أو المنزل، وبصورة عامة أي نشاط تقوم به على قدميك، سيكون مفيداً" .
وقال البروفيسور توم ييتس من جامعة ليستر، والمؤلف المشارك أيضاً في البحث: "هذه النتائج رائعة. لقد سبق أن تم الافتراض على نطاق واسع أنَّ النشاط البدني الأعلى هو أفضل للصحة. إلا أنَّ هذه الدراسة تشير إلى أنَّه قد يتم تحسين الصحة من خلال المشي لمدة 24 دقيقة فقط يومياً، أو غيره من أشكال النشاط البدني المتوسط" .
والجلوس أكثر من 9 ساعات يُعجل الموت
وكشفت الدراسة أيضاً أنَّ الجلوس لمدة 9.5 ساعة يومياً -على غرار قضاء يوم كامل في العمل- يزيد من خطر الوفاة المبكرة بأكثر من الضعف.
حذَّر البروفيسور ييتس من أنَّ كل ساعة "فوق هذا الحد" -9.5 ساعة- تزيد من خطر الموت بشكل أكبر.
وأضاف قائلاً: "يُسلط ذلك الضوءَ على أهمية تجنُّب قضاء معظم اليوم في وضع الجلوس، وكذلك القيام بنشاط بدني هادف" .
هذا البحث ليس أول بحث يربط بين الجلوس لفترة طويلة وزيادة خطر الموت المبكر.
أظهرت الدراسات أنَّ البقاء متراخياً على مقعدك لفترة طويلة يزيد من خطر الإصابة بمجموعة من مشكلات الصحة القاتلة، بما في ذلك أمراض القلب والسمنة والسكري والسرطان.
150 دقيقة أسبوعياً لمن هم فوق الـ40
توصي إرشادات منظمة الصحة العالمية بممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من التمرينات المتوسطة كل أسبوع للبالغين.
وقال الباحثون إنَّ جميع الدراسات أُجريت في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، لذلك قد لا تنطبق النتائج على الشعوب الأخرى.
وحذَّر الأكاديميون من أنَّ جميع البالغين في الدراسات يبلغون من العمر 40 عاماً على الأقل، مما يعني أنَّ النتائج قد لا تنطبق أيضاً على الشباب.
لكنَّهم يقولون إنَّ حجم العينة الكبير ومقاييس وقت الجلوس والنشاط البدني المستندة إلى أجهزة التتبع يوفران نتائج أكثر دقة من الدراسات السابقة.
"إضافة سنوات إلى حياتنا أو إضافة الحياة إلى سنواتنا"
وقالت جيس كوهني، من مركز Centre for Ageing Better: "إذا أردنا أن نكون بصحة جيدة ومستقلين عندما نكبر في العمر، فنحن بحاجة إلى عمل المزيد في الأربعينيات والخمسينيات من العمر. بالإضافة إلى التمارين الرياضية مثل المشي السريع أو ركوب الدراجات أو السباحة، نحتاج أيضاً إلى تعزيز القوة في عضلاتنا وعظامنا وتحسين توازننا" .
وأضافت: "لا يتعلق الأمر فقط بإضافة سنوات إلى حياتنا، بل يتعلق أيضاً بإضافة الحياة إلى سنواتنا، وزيادة الوقت الذي نبقى فيه لائقين صحياً، وبعيدين عن المشكلات الصحية الطويلة الأجل أو الإعاقة. إذ يمكن أن تساعد العديد من أشكال الحركة في الحفاظ على صحتنا لفترة أطول، بدءاً من لعب تنس الريشة والرقص، وصولاً إلى اليوغا، والفنون القتالية" .