وأوردت الصحيفة أن الضربة السيبرانية جاءت في نفس اليوم الذي ألغى فيه الرئيس دونالد ترامب قرار شنّ هجمات عسكرية في اللحظة الأخيرة، ردّاً على إسقاط إيران لطائرة أمريكية بدون طيار، بحسب ما أورده موقع Business Insider الأمريكي.
وقال ترامب حينها إن الضربات لن تكون متناسبة مع إسقاط الطائرة بدون طيار.
تفاصيل الهجوم الأمريكي الذي استهدف إيران
وكان ترامب قد ذكر أن ثمّة عملية هجوم سيبراني قيد التنفيذ، ولكن تقرير New York Time، أمس الأربعاء 28 أغسطس/آب 2019، تحدّث باستفاضة عن تأثير الهجوم بالإضافة إلى دوافع إدارة ترامب الكامنة وراءه.
وجاء في التقرير أن الهجوم السيبراني "قضى على قاعدة بيانات مهمة" يستخدمها الحرس الثوري الإيراني -وهو قوة شبه عسكرية تعمل بشكل منفصل عن الجيش الإيراني التقليدي- للتخطيط لشن هجمات على ناقلات النفط، وألحق الهجوم الضرر كذلك بقدرة طهران على استهداف حركة الملاحة في الخليج العربي.
وقد ساعدت قاعدة البيانات المشار إليها إيران "في اختيار الناقلات التي ستستهدفها وأماكن شنّ الهجمات"، بحسب صحيفة New York Time.
وألقت إدارة ترامب باللوم على إيران في وقائع الهجمات على ناقلات النفط في المنطقة خلال الأشهر الأخيرة وسط تصاعد التوترات ذات الصلة ببرنامج طهران النووي -وقرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015- وهو ما أدى إلى تصاعد مخاوف من وقوع حرب.
واستولت إيران أيضاً على ناقلة نفط ترفع العلم البريطاني في خليج عمان في يوليو/تموز، وكان ذلك رداً على استيلاء المملكة المتحدة على إحدى ناقلاتها بالقرب من جبل طارق.
الهدف من الهجوم هو "كبح التصعيد" الإيراني
وبحسب New York Times، رأى البيت الأبيض أن الهجوم السيبراني كان يعدّ استجابة أكثر تناسباً من الضربات الجوية بعدما أسقطت إيران طائرة أمريكية بدون طيار.
ولم يُعلّق البيت الأبيض فوراً على ذلك، حين تقدّم موقع Business Insider إليه بطلب الردّ.
وقال براندون فاليريانو، خبير الأمن السيبراني ورئيس الابتكار العسكري في جامعة سلاح مشاة البحرية، لـ Business Insider، إن العملية المذكورة كانت "لكبح التصعيد"، إذ إنها كانت خطوة اتخذتها أمريكا لتقديم خيارات خارج نطاق شنّ حرب".
وأضاف فاليريانو قائلاً: "لقد كان هذا الهجوم خياراً يُقصينا عن الهجمات التقليدية، إنه ردٌّ لا يزيد من خطر الحرب".
وبحسب فاليريانو، من خلال العمليات التي تستهدف وتدمر المعلومات وتضر بالاستخبارات، تتمكّن الولايات المتحدة من إظهار قدراتها للخصوم والإشارة إلى العواقب المحتملة لأعمال معينة.
وقال فاليريانو إن أي عملية في هذا الاتجاه يمكن أن "تحرّض" الإيرانيين "ليكونوا أكثر حِدًة حين يتعلّق الأمر بأدواتهم في المنطقة"، بمعنى أنها تظهر أن الولايات المتحدة على دراية بقدراتهم وعملياتهم الخفيّة. لكن بما أن التوترات قد تراجعت إلى حد ما في الأسابيع الأخيرة، لدرجة أن ترامب والرئيس الإيراني يتساهلان مبدئياً مع عن فكرة إجراء محادثات، فلا يبدو أن الهجوم قد أثار أي رد فعل مهم من جانب طهران.