أقرت وكالة الأرصاد الجوية الروسية بوجود تسرب إشعاعي نووي، عقب الانفجار الذي وقع قبل نحو أسبوعين في وحدة عسكرية شمال غربي البلاد.
وقالت الوكالة في بيان لها، اليوم الإثنين 26 أغسطس/آب 2019، إن سحابة محملة بالإشعاعات تشكلت في المنطقة، إثر الانفجار الذي وقع بوحدة عسكرية في مدينة سيفيرودفينسك، وأشارت إلى أن السحابة الإشعاعية التي تشكلت بعد الانفجار احتوت على عدة نظائر.
وأكدت الوكالة أيضاً ارتفاع مستوى النشاط الإشعاعي لفترة في المنطقة، وعودته للمستوى الطبيعي.
7 قتلى جراء الانفجار
وكانت وكالة الطاقة الذرية الروسية "روساتوم" قالت إن الانفجار نجم عن حادث أثناء اختبار "مصدر دفع يعمل بوقود من النظائر المشعة"، من أجل محرك صاروخ يعمل بالوقود السائل.
وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأربعاء الماضي، إن الانفجار الذي وقع مؤخراً في موقع اختبار عسكري شمال غربي البلاد، "لم يشكل أي تهديد إشعاعي". وشدد بوتين على أن الدول المجاورة لم تسجل أي ارتفاع في النشاط الإشعاعي.
وكان الانفجار الغامض قد أثار مخاوف من الوصول إلى عواقب شبيهة بعواقب كارثة انفجار مفاعل تشيرنوبيل في أوكرانيا عام 1986.
وأسفر انفجار وقع في 8 أغسطس/آب، بإحدى الوحدات العسكرية شمالي روسيا عن مقتل جنديين، وخمسة مهندسين نوويين.
وأعقب ذلك ارتفاع طفيف في مستويات الإشعاع في سيفيرودفينسك القريبة، لكن السلطات أصرت على أن المستويات المسجلة لا تشكل أي خطر على السكان المحليين.
وأشاد بوتين بالضحايا، قائلاً إنهم كانوا يقومون "بعمل مهم للغاية من أجل أمن البلاد"، لكنه لم يفصح بأي تفاصيل حول أي سلاح كانوا يختبرونه.
أسباب الانفجار
ويعتقد بعض الخبراء أن الانفجار وقع أثناء اختبارات صاروخ "كروز" يعمل بالطاقة النووية.
وكان الانفجار الغامض قد أثار مخاوف من الوصول إلى عواقب شبيهة بعواقب كارثة انفجار مفاعل تشيرنوبيل في أوكرانيا.
وقال موقع Vox الأمريكي، إن السبب وراء الانفجار ربما هو أنَّ موسكو كانت تحاول معرفة القدرات المحتملة لأحد أخطر الأسلحة في العالم.
من جانبهم، قال بعض الخبراء ومسؤولو الاستخبارات الأمريكية إنَّ إحدى النظريات الرئيسية لتفسير الحادث هي أنَّ الانفجار كان نتيجة فشل تجربة صاروخ جديد يعمل بقوة الدفع النووية.
وفي مارس/آذار من العام الماضي 2018 أعلن الرئيس الروسي بوتين إطلاق صاروخ كروز جديد يمكنه السفر إلى أي مدى؛ لأنَّه يستخدم قوة الدفع النووية بدلاً من الوقود التقليدي، ويمكنه التهرب من أي دفاعات لأنَّه يطير منخفضاً ويغيِّر مساره. إذ تعتمد معظم أنظمة الدفاع الصاروخي على دقة معرفة المكان الذي يتجه إليه الصاروخ القادم.
وبدون هذه الدقة، يصبح من شبه المستحيل تدميره، وتزداد فرصته في الوصول إلى هدفه.