قُتل عنصران من "حزب الله" اللبناني، في الضربات التي شنَّتها إسرائيل على أهداف عسكرية في سوريا، مساء السبت 24 أغسطس/آب 2019، فيما نفت إيران أن تكون الغارات "قد استهدفت أياً من الأهداف" التابعة لها.
وقالت قناة "الجديد" اللبنانية، إن "حزب الله" نعى اثنين من مقاتليه قُتلا بسبب الهجوم، وأشارت إلى أن الأول هو حسن يوسف زبيب، مشيرةً إلى أنه ابن مدير الهندسة وعضو مجلس الإدارة في تلفزيون "المنار" (التابع للحزب)، يوسف زبيب.
ونعى الحزب أيضاً المقاتل الثاني، وهو ياسر أحمد ضاهر من بلدة بليدا الجنوبية، ونشرت حسابات على مواقع التواصل صوراً للمقاتلين الاثنين، وقالت إنه تم تشييع جثمانيهما في "مقام السيدة زينب بدمشق" .
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن إحباطه عملية خطَّط لتنفيذها "فيلق القدس" الإيراني وميليشيات شيعية ضد أهداف إسرائيلية من سوريا.
وقال الجيش في بيان: "أغارت مقاتلات جيش الدفاع على عدد من الأهداف الإرهابية في قرية عقربا جنوب شرق دمشق"، وأضاف أن الغارات جاءت ضد "نشطاء فيلق القدس الإيراني وميليشيات شيعية، حرصت في الأيام الأخيرة على تنفيذ عملية إرهابية ضد أهداف إسرائيلية انطلاقاً من الأراضي السورية" .
وحمّل بيان الجيش الإسرائيلي "إيران والنظام السوري المسؤولية المباشرة عن محاولة تنفيذ العملية التي تم إحباطها" .
وفي ردِّها على بيان الجيش الإسرائيلي، نفت إيران إصابة أهداف لها في الضربات الجوية الإسرائيلية على سوريا.
وقال قائد "الحرس الثوري" الإيراني، محسن رضائي: "هذا كذب وغير صحيح، لا تملك إسرائيل والولايات المتحدة القوة لمهاجمة مختلف مراكز إيران، ومراكزنا الاستشارية (العسكرية) لم تُصب بضرر"، وفقاً لما نقلته وكالة العمال الإيرانية شبه الرسمية.
سقوط طائرتين إسرائيليتين
وبعد تنفيذ إسرائيل للغارات في سوريا، قال مسؤول في "حزب الله" إن طائرة إسرائيلية مسيّرة، سقطت في الضواحي الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، التي يسيطر عليها الحزب، كما انفجرت طائرة مسيّرة ثانية قرب الأرض، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
وبعد ذلك بساعات، نفى محمد عفيفي، المسؤول الإعلامي في "حزب الله، أن يكون الحزب هو من أسقط الطائرة الإسرائيلية المسيّرة، وقال في تصريح نقلته وكالة الأناضول: "الطائرة الأولى سقطت من دون أن تحدث أضراراً، في حين أن الطائرة الثانية كانت مفخَّخة وانفجرت، وتسبَّبت في أضرار جسيمة في مبنى المركز الإعلامي التابع لحزب الله، في الضاحية الجنوبية" .
ووصف عفيفي ما حصل بـ "الانفجار الحقيقي"، وأوضح أن "طائرة الاستطلاع الأولى التي لم تنفجر، هي الآن في عهدة الحزب، الذي يعمل على تحليل خلفيات تسييرها، والمهمات التي حاولت تنفيذها" .
وأشار عفيفي إلى أن "الحزب سيردّ بشكل قاسٍ عند الساعة 17:00 بالتوقيت المحلي (14:00 ت.غ)، في كلمة الأمين العام للحزب حسن نصرالله، في بلدة العين" .
تحليق لطيران إسرائيلي
من جانبها، أفادت قيادة الجيش اللبناني، أنه "عند الساعة 2.30 بالتوقيت المحلي من فجر الأحد (23:30 ت.غ من ليلة السبت)، وأثناء خرق طائرتي استطلاع إسرائيليتين الأجواء اللبنانية، فوق منطقة معوض- حي ماضي، في الضاحية الجنوبية لبيروت، سقطت الأولى أرضاً، وانفجرت الثانية في الأجواء متسببة بأضرار اقتصرت على الماديات" .
وذكرت وسائل إعلام لبنانية، اليوم الأحد 25 أغسطس/آب، عن غارات إسرائيلية وهمية في أجواء بيروت، وأشارت الوكالة الوطنية للإعلام إلى تحليق مكثف لطائرات إسرائيلية فوق العاصمة بيروت.
وسبق أن خاضت إسرائيل وحزب الله حرباً استمرت شهراً في 2006، أسفرت عن سقوط نحو 1200 قتيل في لبنان، معظمهم من المدنيين، و158 قتيلاً في إسرائيل معظمهم جنود.
وشكا لبنان إلى الأمم المتحدة، بسبب اختراق طائرات إسرائيلية بشكل منتظم مجاله الجوي في السنوات الأخيرة.
وزاد قلق إسرائيل نتيجة تنامي نفوذ إيران، عدوها الإقليمي خلال الحرب في سوريا المجاورة، حيث تقدم طهران و "حزب الله" دعماً عسكرياً مهماً لنظام الأسد.
وتقول إسرائيل إن قواتها الجوية شنَّت مئات الهجمات في سوريا، ضد ما تصفه بأهداف إيرانية وعمليات نقل أسلحة إلى "حزب الله" .