استقالت وزيرة الثقافة الجزائرية، مريم مرداسي، السبت 24 أغسطس/آب 2019؛ بعد يومين من حادث تدافع عند مدخل حفل غنائي لنجم الراب الجزائري "سولكينغ"، أوقع خمسة قتلى، بحسب ما أعلنته الرئاسة الجزائرية.
وبث التلفزيون الرسمي الجزائري بياناً أصدرته الرئاسة، جاء فيه: "قدّمت اليوم مريم مرداسي لرئيس الدولة عبدالقادر بن صالح استقالتها كوزيرة الثقافة، والذي قبِلها".
وكان رئيس الوزراء، نور الدين بدوي، قد أقال يوم الجمعة الماضي، المدير العام للمكتب الوطني لحقوق النشر، وهي هيئة عامة نظمت الحفل.
ووقع التدافع الخميس الماضي، عند أحد مداخل "ملعب 20 أوت" (ملعب 20 أغسطس/آب 1955)، في الحي الشعبي محمد بلوزداد (بلكور سابقاً)، قبيل بدء الحفل الغنائي الذي أقيم بشكل طبيعي، رغم الحادث. وقضى في التدافع خمسة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 13 و22 عاماً.
وعلى خلفية ذلك أعلنت النيابة العامة الجزائرية "فتح تحقيقات معمّقة، بغرض معرفة ظروف وملابسات هذه الواقعة المؤلمة، مع تحديد المسؤوليات".
وأعلن مكتب الرئاسة في وقت متأخر من أمس السبت، إقالة مدير الشرطة الجزائرية عبدالقادر بوهدبة، الذي كان قد تم تعيينه بهذا المنصب في فبراير/شباط الماضي.
وذكر الإعلام الجزائري الرسمي أن الرئيس المؤقت عبدالقادر بن صالح أصدر قراراً يقضي بإنهاء مهام عبدالقادر بوهدبة بصفته مديراً للأمن الوطني، وعيّن مكانه خليفة أونيسي، دون إعطاء إيضاحات إضافية حول سبب القرار.
لكن وكالة الأنباء الفرنسية نقلت اليوم الأحد، عن مصدر أمني -لم تذكر اسمه- قوله إن "الإقالة مرتبطة بحفل سولكينغ".
وندد أقارب الضحايا وجزائريون كثر بتنظيم الحفل في الملعب الذي يعد أحد أقدم ملاعب البلاد، وهو الحفل الوحيد بالجزائر الذي كان من المقرر أن يشارك فيه مغني الراب الجزائري سولكينغ (29 عاماً)، واسمه الحقيقي عبدالرؤوف دراجي، المقيم في فرنسا منذ عام 2014 والذي حصد شهرة عالمية في عام 2018.
وفي مارس/آذار 2019، أهدى سولكينغ إحدى أغنياته بعنوان "الحرية"، إلى الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة في الجزائر بعد أقل من شهر من انطلاقها. وغالباً ما ردد المتظاهرون الأغنية في تحرّكاتهم الاحتجاجية.
جدل كبير حول مرداسي
ومنذ توليها حقيبة وزارة الثقافة صنعت مرداسي الكثير من الجدل في عديد المناسبات، بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول.
وفي 11 يونيو/حزيران، قالت مرداسي، في مؤتمر صحفي، إنّها "ليست مرفوضة من طرف الشعب"، ردا على سؤال صحفي بخصوص رفض الشعب للحكومة الحالية التي يقودها نورالدين بدوي.
وخلال زيارات ميدانية إلى بعض محافظات البلاد منع مواطنون الوزيرة مرداسي وأجبروها على العودة.
وتعرضت مرداسي لصافرات استهجان إثر افتتاحها مهرجان "تيمقاد الدولي الغنائي" بمحافظة باتنة (شرقي البلاد) في طبعته الـ41 (27-31 يوليو/تموز المنصرم).
وتكرر الأمر خلال إشرافها على افتتاح مهرجان جميلة العربي بمحافظة سطيف (شرقي البلاد) (3-7أغسطس/آب) الحالي.
وقبل أيام، رصدت عدسات نشطاء فيسبوك الوزيرة مرداسي وهي تتجول في إحدى متاجر العاصمة واشنطن بالولايات المتحدة واستغلالها سيارة السفارة لقضاء أغراض شخصية وذلك على هامش زيارة عمل.