قال مسؤولان أمريكيان إن إسرائيل نفذت عدة هجمات على مخازن ذخيرة لجماعات تدعمها إيران في العراق، خلال الأشهر الأخيرة.
جاء ذلك بحسب ما نقلته صحيفة The New York Times عن المسؤولين (لم تذكر اسميهما)، اللذين أكدا تنفيذ إسرائيل للضربات في العراق.
وأضافت الصحيفة، نقلاً عن مسؤول مخابرات كبير من منطقة الشرق الأوسط، لم تحدد اسمه، أن إسرائيل قصفت قاعدة شمال بغداد في 19 يوليو/تموز الماضي، موضحاً أن "القاعدة كانت تستخدم من قِبل الحرس الثوري الإيراني لنقل الأسلحة إلى سوريا".
وأوضح المسؤول الأمريكي أن الضربة "دمرت شحنة صواريخ موجهة بمدى 125 ميلاً".
مقتل إيراني
كما نقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤول عراقي، لم تذكر اسمه، قوله إن "3 أشخاص قُتلوا في الغارة، بينهم إيراني".
وأشارت أيضاً إلى وقوع "4 هجمات على مستودعات الأسلحة في الأشهر الثلاثة الماضية بالعراق، 3 منها استهدفت قوات الحشد الشعبي في محافظة صلاح الدين (شمال)، أو بالقرب منها، والرابعة كانت قاعدة في بغداد تستخدمها الشرطة الفيدرالية والميليشيات".
وأضافت: "وقع الهجوم الأخير الإثنين (19 أغسطس/آب) على أطراف قاعدة بلد الجوية الشاسعة، وهي قاعدة عسكرية عراقية كانت تستخدمها الولايات المتحدة في السابق".
وبيّنت أن "الميليشيات أقامت منشآت تخزين حول القاعدة، وأدى القصف إلى انفجار صواريخ كاتيوشا وقذائف هاون وقنابل يدوية على المنطقة المحيطة دون وقوع ضحايا".
وأمس الخميس، أوضح مصدر في مكتب رئيس الوزراء العراقي لـ "عربي بوست" أن الحكومة العراقية "لا تستطيع إعلان موقفها بشكل رسمي لحين انتهاء لجنة التحقيق التي شكلها رئيس الحكومة".
وأوضح المصدر، وهو غير مخول بالتصريح الإعلامي، أن "هناك أدلة سلمت باليد لرئيس الوزراء تثبت تورط دول أجنبية بالوقوف وراء احتراق مقرات ومخازن الأسلحة التابعة للحشد الشعبي".
وتشير الأدلة – بحسب المصدر – إلى تحليق "طائرة مسيرة مجهولة الهوية فوق معسكر الصقر جنوبي بغداد، الذي احترق أول أيام عيد الأضحى، قبل دقائق من احتراقه".
من جهته، قال النائب في البرلمان العراقي عن الحشد الشعبي عبدالأمير نجم لـ "عربي بوست"، إن "الطيران الأمريكي والإسرائيلي والأجنبي مستمر باختراق الأجواء العراقية، على الرغم من القرار المفاجئ لرئيس الوزراء عادل عبدالمهدي بحظر خرق الأجواء العراقية.
وأضاف أن "أمريكا وإسرائيل هما المتهمان الرئيسيان بقصف مقرات ومخازن الحشد الشعبي".
وكشف مسؤول في الحشد الشعبي لـ "عربي بوست"، أن "المعلومات المتوفرة لدى هيئة الحشد والتي أشار إليها أبومهدي المهندس (نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي) تفيد بأن طائرات مسيرة أمريكية وإسرائيلية قامت في الآونة الأخيرة بإجراء استطلاع ميداني عام على مقرات ومواقع ومعسكرات ومخازن الحشد تمهيداً لقصفها".
تلميح غامض
ولم تعترف إسرائيل رسمياً بتنفيذ هذه الهجمات، لكن يوم الإثنين الماضي، ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تنفيذ جيشه هذه الهجمات، عندما قال للصحفيين في العاصمة الأوكرانية كييف "ليس لإيران حصانة في أي مكان".
وقال مسؤول أمريكي رفيع للصحيفة الأمريكية إن "إسرائيل تضغط بضربات العراق".
وأضاف المسؤول الذي لم يكشف عن هويته "أن الضربات الجوية قد تدفع إلى خروج الجيش الأمريكي من العراق".
وسبق لإسرائيل أن أعلنت تنفيذ مئات الهجمات الجوية على أهداف تقول إنها تابعة لإيران في سوريا خلال السنوات الماضية.
ويذكر أن آخر هجوم إسرائيلي معروف في العراق كان في 1981، عندما دمرت غارة جوية مفاعلاً نووياً قيد الإنشاء قرب بغداد. وقال مسؤولون إسرائيليون، آنذاك، إن المفاعل كان يهدف إلى إنتاج أسلحة نووية.