قال محامي الضحايا في قضية جيفري إيبستين، إنه حصل على معلومات جديدة، تشير إلى أن الملياردير لم ينتحر في محبسه، بل "مات مقتولاً".
وقال سبنسر كوفين، الذي تنبَّأ بدقة أن الملياردير لن يظل على قيد الحياة حتى إتمام محاكمته، إن شخصاً مجهولاً يعمل في السجن اتصّل به وزعم أنه "من غير المرجح للغاية" أن إيبستين المُدان بجرائم جنسية قد انتحر، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Sun البريطانية، الجمعة 22 أغسطس/آب 2019.
وعُثر على الملياردير الذي كان مقرباً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والأمير أندرو، فاقداً للوعي في زنزانته، بينما كان في انتظار محاكمته بتهم استغلال جنسي بحقّ أطفال، والتي كان من المقرر انعقادها في 10 أغسطس/آب 2019 في مركز ميتروبوليتان للإصلاح (MCC) بمدينة نيويورك الأمريكية.
وذُكر أن الملياردير البالغ من العمر 66 عاماً كان مربوطاً بملاءة حول عُنقه عندما عُثِر عليه، وأعلن مسؤولو الفحص الطبّي لاحقاً أنه توفي نتيجةً للانتحار.
وأشار المصدر الذي قال كوفين إنه تحدّث إليه من السجن، إلى أن كاميرات المراقبة كانت تكشف "كل بوصة" من مساحة الزنزانة التي وُضِع إيبستين بداخلها، لذلك كان ينبغي أن يكون هناك فيديو يروي بشكلٍ وافٍ ما حدث بالضبط معه.
وقال كوفين: "تلقيت مكالمة من أحد المشرفين بمركز ميتروبوليتان للإصلاح، وهو السجن الذي احتُجز فيه إيبستين. وكانت أولى كلمات تخرج من فمه تقول: لا تصدّق ما تسمعه بشأن موت إيبستين. وقد أجريت معه محادثة مطوّلة بشأن مسألة الأمن داخل مركز الاحتجاز، وقدّم لي وصفاً تفصيلياً إلى حد ما عمّا تسير عليه الأمور داخل السجن، مما دفعني إلى الاعتقاد أنّه صادق".
وتابع قائلاً: "إنه أخبرني بشأن الوحدات المُنعزلة الخاصّة التي كان إيبستين مُحتجزاً بداخلها، والتي صُممت لتكون سجناً داخل السجن".
"لا تصدّق ما تسمعه!"
وقال المحامي أيضاً: "كان هناك وحدة منفصلة أكثر خصوعاً للتأمين بداخل زنازين الوحدات المُنعزلة الخاصّة، التي يُحتجز فيها أبرز المُستهدفين".
وأضاف أن "كل بوصة من هذا المكان مكشوفة بالكاميرات. وقد صُمِمَ بهذه الطريقة بسبب النزلاء المُهمّين الذين يُحتجزون هناك؛ مثل الإرهابيين وتجار المخدرات وغيرهم من الشخصيات المهمين أو المشتبه بهم مثل إيبستين".
وتابع: "إذا صدقت التقارير التي تشير إلى عدم وجود كاميرات مراقبة -فهذا يعني أنهم إما أغلقوا الكاميرات أو أنهم لم يؤدّوا عملهم بطريقة أو بأخرى، ويقول الرجل إنه من المُستحيل ألّا يتمكّن العاملين من رؤية ما يجري داخل الزنزانة".
واعتبر كوفين أنه "مريب للغاية" أن زميل إيبستين في الزنزانة قد تم نقله يوم الجمعة، قبل ساعات قليلة من وفاته في الساعات الأولى من يوم السبت.
وكان إيبستين خاضعاً لمراقبة مكثّفة لمنعه من محاولة الانتحار قبل أن يُعثر عليه ميتاً، وذلك في أعقاب حادثة سابقة وقعت في 24 يوليو/تموز، ولكنّ مراقبة منع الانتحار قد توقّفت قبل أيّام قليلة من وفاته.
وقال المحامي: "ما يعتقد المصدر الذي تواصل معي من السجن أنه أمرٌ مشبوه للغاية هو أن زميله في الزنزانة قد نقل منها في اليوم السابق لموته".
وأضاف أن "الغرض من وجود رفيق في الزنزانة لمن كانوا يخضعون لتدابير منع الانتحار أو مازالوا يخضعون لها هو إخطار الحرّاس في حالة حدوث شيء ما. لذا فإن حقيقة إبعاد رفيق زنزانته ليست فحسب أمراً يفوق الإهمال، بل إنه يبدو مقصوداً".
وتابع: "كان من المفترض أن يكون المتّهم خاضعاً لمراقبة منع الانتحار، ولكنّ الأمر لم يقتصر على عدم خضوعه لذلك حينها، بل إنهم أيضاً أخرجوا من زنزانته الشخص الذي كان بإمكانه إخبار الحرّاس عمّا إذا كان هناك شيءٌ غير متوقّع على وشك الحدوث".
واعتبر أن الأمر "يبدو كما لو أنهم فعلوا ذلك حتى لا يتمكن أحد من رؤية ما سيحدث في اليوم التالي".
وذكرت صحيفة New York Post الأمريكية أن إيبستين، الذي كان يواجه عقوبة السجن لمدّة 45 عاماً، قد شنق نفسه بملاءة السرير على ما يبدو.
"لم يبدُ قادراً على الانتحار"
ويقول المحامي كوفين الذي التقي بالملياردير إيبستين ثلاث مرات، إنه لا يمكنه أن يتخيل أن لديه "الإصرار" أو "الشجاعة" لارتكاب مثل هذا الفعل.
وأضاف: "قابلت الرجل في ثلاث مناسبات منفصلة ولم يبدُ لي أبداً أنه شخص نادم، وكان يبدو دائماً ذكياً للغاية، ومتعجرفاً، وواثق من نفسه، ولم يكن يعتقد قطّ أنه ارتكب أي شيء خاطئ، حتى في ضوء كل الأدلة الموجّهة ضدّه، وكان يلقي باللوم بشكل أساسي على الضحايا وكان لديه زهو مذهل بنفسه، ولا يصدمني شيء أكثر من احتمالية أن يقتل شخص بمثل هذا النوع من الكبرياء ذاته".
وأضاف: "لم أكن أعتقد أنه كان شجاعاً لكي يتسم بالأمانة على نحو تام، لقد كان دائماً يختبئ وراء المحامين وأمام محامين وبين محامين في قضاياه المدنية والجنائية. أقصد أنك لا تتمكّن حتّى من حصر عدد الأشخاص الذين استأجرهم لحمايته من ادّعاءات قضائية، سواء كانت مدنية وجنائية. وهذا النوع من العمل يتطلب قدراً معيناً من الإصرار. ولم يذهلني شيء قطّ مثل شخص بإمكانه فعل ذلك".
ويشار إلى أن الرأسمالي الثري قد ظهر في صور أثناء مثوله أمام المحكمة مؤخراً عندما رُفض طلب الإفراج عنه بكفالة.
قتل مدفوع الأجر؟
ويعتقد المحامي -الذي قال قبل مقتل إيبستين بأيّام قليلة، لموقع Sun Online، إن حياة الملياردير في خطرٍ لأن أقرانه الأقوياء لا يريدون أن تُفشى أسرارهم– أن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو أن شخصاً ما في السجن قد تقاضى أجراً مقابل قتله.
وقال: "أعتقد أن السيناريو الأكثر ترجيحاً، إذا لم تكن وفاته بسبب الانتحار، هو أن شخصاً ما من داخل السجن تقاضى أموالاً لجعل الأمر يبدو وكأنه انتحار، وقد دُفِعت أموال للحراس كي يختفوا وألا يتواجدوا في المكان، ونظراً لأن رفيقه في الزنزانة قد نُقل منها قبل يوم من وفاته، فلا يوجد أي شاهد".
وأضاف: "إذاً، ذهب شخص ما هناك في ساعات الصباح الباكر، وقيّد رقبته بملاءة السرير، وربط الملاءة بالسرير نفسه وأسقطه أرضاً وظل يشدّه إلى أسفل حتى اختنق ومات".
وإذا حدث شيء من هذا القبيل، نتوقّع أن نرى نوعاً من الكدمات أو أي شيء حول كتفيه، إذا كان أحدهم قد شدّه إلى أسفل بغير إرادته".