قالت شبكة CNN الأمريكية إن اثنين من كبار مساعدي الرئيس الأمريكى كانا غائبين عن الساحة السياسية في الوقت الذي أثار فيه ترامب لغطاً كبيراً بتصريحاته على مدار يومين كاملين.
غياب إيفانكا وجاريد عن الساحة فيما تسببت تصريحات ترامب في بلبلة كبيرة
وقالت الشبكة الأمريكية، إن الأسبوع الماضي، تضمن الحديث عن الاقتصاد الأمريكي بالاضافة لنشر تغريدات مثيرة من أصحاب نظرية المؤامرة، ومعارك للتأثير على رأي ترامب حول تشريع السلاح، والدخول في معركة لا داعي لها مع رئيس وزراء الدنمارك حول شراء غرينلاند؛ ظل جاريد كوشنر وإيفانكا ترامب بعيدين عن الأضواء تماماً.
كان الزوجان في إجازة بصحبة أطفالهما في وايومنغ أثناء عطلة نهاية الأسبوع وشاركا يوم الاثنين في جمع تبرعات لحملة Trump Victory بصحبة ميك مولفاني كبير موظفي البيت الأبيض. وعادا إلى واشنطن هذا الأسبوع ولكن بحضور محدود في البيت الأبيض، حسبما أفادت مصادر مطلعة.
واحتفظت ابنة الرئيس وصهره، اللذان يدينان بالديانة اليهودية الأرثوذكسية، بالصمت بعد أن تسبب ترامب في عاصفة بسبب تشكيكه في ولاء بعض الأمريكيين اليهود لإسرائيل. وذلك بعد أن قال ترامب مؤخراً إن الترويج للحزب الديمقراطي باعتباره معادياً للسامية يمكن أن يكون استراتيجية سياسية محنكة — وقد تلقى دعماً قوياً من مساعديه في هذا الصدد، ولكن حين شكك في ولاء وذكاء اليهود الذين يدعمون الديمقراطيين، قالت مصادر داخل البيت الأبيض لشبكة CNN إنه بذلك قد تجاوز الحد المعقول.
وقد شكك ترامب في ولاء بعض اليهود، ما أثار موجة من النقد
وقالت الشبكة الأمريكية، إن تصريحات ترامب أثارت موجة من الانتقادات في أوساط العديد من المجموعات التي اعتبرت أن ما قاله أمر معاد للسامية، ولكن ترامب أوغل في الانتقاد في الأيام التي تلت ذلك.
وقد شعر زعماء اليهود بالغضب الشديد من قول ترامب إن اليهود غير أوفياء إذا صوتوا للديمقراطيين.
وقال ترامب للصحفيين يوم الأربعاء 21 أغسطس/آب: "لم أسمع أحداً يقول ذلك؛ العكس هو الصحيح. وأظن أن من يصوت للديمقراطيين، فأنت شخص غير وفي لإسرائيل وللشعب اليهودي".
وجاءت هذه التعليقات بعد أن استشهد ترامب بكل فخر بكلام مذيع الراديو وأحد أصحاب نظريات المؤامرة وين ألين، الذي زعم أن يهود إسرائيل يحبون ترامب وكأنه "ملك إسرائيل" و"المجيء الثاني للمسيح". وبعد ذلك أشار ضمناً أن قوة أعلى اختارته ليخوض الحرب التجارية مع الصين.
رفض البيت الأبيض التعليق على ما إذا كانت إيفانكا ترامب وجاريد كوشنر قد ناقشا هذه التعليقات مع الرئيس. وفي حين أن إيفانكا ترامب لا تعلق على الملأ على محادثتها الخاصة مع الرئيس، فثمة تسريبات تخرج من حين لآخر حين تختلف مع والدها. غير أنه ما من تسريبات في هذا الصدد.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الرئيس يبعث برسائل مختلطة حول فحص الخلفيات وقد شجعه بعض مساعديه، بمن فيهم إيفانكا، لاتباع نهج أكثر صرامة فيما يخص فحص الخلفيات، بعد حوادث إطلاق النار الجماعية المتتالية. وقد أفادت العديد من وسائل الإعلام، مستشهدة بمصادر مقربة من الرئيس، أنَّ ترامب أخبر رئيس منظمة الاتحاد القومي للأسلحة واين لايبار، أن زيادة عملية فحص الخلفيات عند شراء الأسلحة أمرٌ خارج النقاش. ولكن يوم الأربعاء 21 أغسطس/آب، تسبب ترامب في مزيد من الحيرة حين قال: "لدي إقبال على مسألة إجراء فحوصات الخلفيات. سوف نجري.. فحوصات الخلفيات".
وتسبب صمت جاريد وإيفانكا عن التجاوب مع تصريحات ترامب في مزيد من الجدل
وحتى الرئيس نفسه عبر عن دهشته بأن جاريد وإيفانكا ينأيان بأنفسهما عن الأمر.
وذكر في تغريد يوم الثلاثاء بالإضافة إلى صورة نشرتها ابنته وهي ترتدي ملابس جينز أنيقة إلى جانب زوجها في لحظة الغروب: "إنهما مذهلان. لا أصدق أنهما لا يعملان بما يكفي من الجد".
وقد بدأت ابنة ترامب وزوجها يتبعان نهجاً ثابتاً بالغياب في أكبر اللحظات المثيرة للجدل في فترة رئاسته.
ففي مارس/آذار 2017، ظهرا وهما يتزلجان على منحدرات أسبن أثناء إجازة عائلية أثناء انهيار أول محاولة للإدارة الأمريكية بإلغاء نظام الرعاية الصحية (أوباما كير).
وفي أبريل/نيسان 2017، حين ظهرت تسريبات تفيد بوجود خلاف داخل الإدارة الأمريكية، كان الزوجان يحتفلان بعيد الفصح في فندق فور سيزونز بكندا، كما ذكرت التقارير. وكذلك في شهر مايو/أيار من العام نفسه، ابتعدا عن الأضواء بعد أن أقال الرئيس مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي آنذاك جيمس كومي.
وفي شهر يونيو/تموز 2017 لم يحضر الزوجان مراسم إعلان ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، وهي الاتفاقية التي كانت إيفانكا من المروجين لها، وذلك للاحتفال بعطلة عيد الأسابيع اليهودية.
وكذلك فقد سافرا إلى فلوريدا في أوج الإغلاق الحكومي الذي حدث في عطلة عيد الميلاد الماضية، رغم أن البيت الأبيض أصر أن كوشنر قد يقود بنشاط المفاوضات التي أجريت مع المشرعين الأمريكيين.