في أي مكان وزمان، أثبت الإنسان نفسه دائماً أنه استثنائي، ورجل عصور ما قبل التاريخ أو إنسان النياندرتال ليس استثناء عن هذه القاعدة.
وإنسان النياندرتال أو الإنسان البدائي هو أحد أنواع جنس هومو الذي استوطن أوروبا وأجزاء من غرب آسيا وآسيا الوسطى.
تعود آثار نياندرتال البيئية التي وُجدت في أوروبا لحوالي 350,000 سنة مضت، لكنه انقرض في أوروبا قبل حوالي 24,000 سنة مضت.
إنسان النياندرتال الموهوب
ويعد هذا الإنسان أول مَن بدأ صيد الحيوانات وبنى المنازل ووضع المخططات لما لم يحققه الإنسان في ذلك الوقت.
ولكن إذا لم يكن هذا كافياً لإثبات مدى مهارته، فهناك خمس مواهب مفاجئة امتلكها الإنسان البدائي، كما عددتها صحيفة The Guardian:
كانوا سباحين
أعلن باحثون بجامعة واشنطن، الأسبوع الماضي، أنهم فحصوا بقايا آذان 23 إنساناً بدائياً -أو إنسان النياندرتال- واكتشفوا أن نحو نصف عددهم كان لديهم زوائد عظمية تدل على أن البحث عن الأطعمة البحرية كان جزءاً رئيسياً من نمط حياتهم.
وتظهر هذه الزوائد العظمية، المعروفة باسم "الأعران السمعية الظاهرة" أو "أذن المتزلج على المياه"، في الوقت الحالي لدى المتزلجين على المياه ومن يقضون معظم أوقاتهم في أجواء رطبة وباردة.
كانوا عدّائين
ظن العلماء في السابق أن البشر البدائيين كانوا عدائين لمسافات طويلة، ولكن اعتفادهم تحول ليتبين أنهم كانوا يفضلون "الركض بقوة أكثر من الركض لمسافات طويلة"، حسبما قال الدكتور جون ستيوارت من جامعة بورنموث.
وقد استُخلص هذا الاستنتاج من دليل جديد على أن هؤلاء البشر البدائيين احتلوا الغابات بدلاً من "التندرا"، وهي بيئات تتيح مطاردات صيد أقصر.
ومن التحليلات الجينية التي كشفت عن وجود نسبة عالية من المتغيرات الجينية كالتي توجد لدى رياضيي ألعاب القوى المعاصرين.
كانوا فنانين
عُثر على أقدم نقوش الكهوف في العالم العام الماضي في إسبانيا، والتي يرجع تاريخها إلى 65 ألف عام، وقبل أكثر من 20 ألف عام على وصول الإنسان المعاصر إلى أوروبا.
وقد نُسبت هذه الأعمال الفنية، التي تضمنت صور حيوانات وأشكالاً هندسية، إلى إنسان النياندرتال، لأنهم كانوا البشر الوحيدين على ظهر الكوكب في ذلك الوقت.
صنعوا المجوهرات
وأظهرت مخالب النسر التي عُثر عليها بموقع للبشر البدائيين في كرواتيا آثار قطع وأنماط ملابس تشير إلى أنها كانت تستخدم كمجوهرات.
كما اكتُشفت حبات العقود والأصداف والريشات التي كانت تستخدم في صناعة القلادات في مواقع أخرى.
ويعتبر ديفيد فراير، الأستاذ بجامعة كانساس، أن هذا دليل واضح على أن البشر البدائيين صنعوا الحُلي الشخصية وارتدوها، دون أن يكون لها أي استخدام عملي واضح.
أشعلوا النار
في المقابل، اكتشف أندرو سورنسن وزملاؤه بجامعة لايدن في هولندا العديد من الفؤوس البدائية المصنوعة من الحجر الصوان ووُجد على جوانبها المسطحة خدوش متناهية الصغر، ما يدل على أنها كانت تستخدم لإشعال النار عند اصطدامها بحجر "البيريت" .