كشفت شركة تويتر عن "عملية إعلامية خطيرة مدعومة من الدولة" نشأت من داخل جمهورية الصين الشعبية (PRC) وتستهدف الحركة المؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ. وحذفت 936 حساباً وأوقفت ما يقرب من 200 ألف حساب وجد تحقيق عنها أنها غير قانونية.
وقالت تويتر حسب صحيفة The Guardian البريطانية: "الأساليب السرية الاستغلالية ليس لها مكان في خدمتنا، فهي تنتهك المبادئ الأساسية التي قامت عليها شركتنا" .
وأصدرت الشركة أرشيفاً بالتغريدات والحسابات المخالفة، التي اتهم الكثير منها المتظاهرين بالعنف وبأن الحكومات الغربية تمولهم. وجاء في إحدى التغريدات المحذوفة: "لا نريدكم أيها المتطرفون في هونغ كونغ" .
حظر جميع الإعلانات من المؤسسات الإعلامية التابعة للدولة
بالإضافة إلى ذلك، قالت تويتر إنها تحظر جميع الإعلانات من المؤسسات الإعلامية التابعة للدولة. وقالت: "أي حسابات طالها التأثير ستتمتع بحرية مواصلة استخدام تويتر للدخول في محادثات عامة، ولكنها لن تستخدم منتجاتنا الإعلامية فحسب"، وأضافت أن الحظر لن ينطبق على المؤسسات المستقلة التي يموِّلها دافعو الضرائب.
وتجدر الإشارة إلى أن اضطرابات كثيرة سادت هونغ كونغ بسبب مشروع قانون أصبح معلقاً الآن كان من شأنه السماح بتسليم المشتبه بهم إلى الصين القارية لمحاكمتهم في محاكم تابعة للحزب الشيوعي. وتزايدت التظاهرات منذ ذلك الحين لتتحول إلى دعوات أشمل لتحقيق الديمقراطية.
وتمثل الاحتجاجات، التي بدأت في يونيو/حزيران الماضي، أحد أكبر التحديات التي يواجهها الرئيس الصيني شي جين بينغ، منذ توليه السلطة عام 2012.
وأعلنت الشركة أيضاً أنها لن تقبل أموالاً من أي "مؤسسات إعلامية خاضعة لسيطرة الدولة" في المستقبل، بما في ذلك مؤسسات مثل China Daily. ولا تنطبق قواعد الإعلان الجديدة على المؤسسات الإعلامية الحكومية الممولة من الضرائب مثل BBC أو PBS أو NPR أو CBC.
هذا وتكثف شركة تويتر جهودها لمواجهة الحسابات المزيفة والمعلومات المضللة قبل انتخابات 2020، بعد أن قررت الحكومة الأمريكية أن منصتها اُستغلت في حملة "منهجية" شنتها روسيا لتقويض انتخابات 2016.
وفي إطار هذه المحاولات للتدخل في الانتخابات، نشرت وكالة أبحاث الإنترنت الروسية (IRA)، وهي مركز يمثل جهات حكومية ويقع في سان بطرسبرغ، أكثر من 10 ملايين تغريدة تهدف إلى التأثير على السياسة الأمريكية بين عامَي 2013 و2018.
ويبدو من حينها أن بعض الدول الأخرى حاولت تبنِّي هذا النهج. ففي يونيو/حزيران، حذفت تويتر 4800 حساب مرتبط بالحكومة الإيرانية، وأربعة حسابات مرتبطة بالحكومة الروسية، و33 حساباً مرتبطاً بالحكومة الفنزويلية.
وبعد كشف تويتر عن الحملة الصينية، الإثنين، قالت شركة فيسبوك إنها حذفت 7 صفحات و3 مجموعات و5 حسابات تابعة لشبكة صغيرة نشأت في الصين وتركز على هونغ كونغ.
قالت فيسبوك: "نعمل بدأب لاكتشاف هذا النوع من الأنشطة وإيقافها؛ لأننا لا نريد أن تُستغل خدماتنا للتلاعب بالناس" .
وجدير بالذكر أن فيسبوك تعرضت أيضاً لانتقادات شديدة حول استغلال منصتها في حملات التضليل؛ إذ وصل المحتوى المدعوم من روسيا إلى ملايين الأمريكيين على الفيسبوك خلال وبعد الانتخابات الرئاسية لعام 2016. ودفعت فيسبوك غرامة بقيمة 5 مليارات دولار في الولايات المتحدة في يوليو/تموز، بسبب خرق مؤسسة كامبريدج أناليتيكا للمنصة الذي تضمن حملات تلاعب استهدفت بعض المستخدمين البالغ عددهم 185 مليوناً في كندا والولايات المتحدة. وكانت هذه الغرامة أكبر عقوبة لانتهاك الخصوصية في تاريخ الولايات المتحدة.