نمثلما تتحكم كمية الميلانين في لون بشرتنا، فإنها تتحكم أيضاً في لون العيون. وبيد أن اللون البني هو الأكثر شيوعاً، فإن الأحمر أو البنفسجي من ألوان العين الأخرى وإن لم تكن من أكثرها ندرةً.
في هذا التقرير نستكشف أسباب اختلاف لون العيون.
ما الذي يمنح العيون ألوانها؟
الجزء الملون في العين هو القزحية، ويتحدد لونها من خلال كمية تصبغ الميلانين الموجودة في الجزء الأمامي منها.
وكلما زاد الميلانين، كانت القزحية أكثر قتامة. فالعيون الزرقاء والخضراء والرمادية تقل فيها كمية الميلانين داخل القزحية أكثر من العيون البنية.
إلى جانب لون العيون، يساعد الميلانين على حمايتها من أشعة الشمس.
فالعيون الفاتحة أكثر حساسية لأشعة الشمس الضارة من العيون الداكنة لأنها تحتوي على صبغة أقل.
ما هو لون العيون الأكثر شيوعاً؟
يعد اللون البني هو الأكثر شيوعاً في العالم، فحوالي 55% من السكان لديهم عيون بنية اللون.
ومن المعتقد أن جميع السكان قبل 10 آلاف عام كانوا يمتلكون عيوناً بنية اللون، وحدثت طفرة أدت إلى توقف تصبغ الجزء الأمامي من القزحية.
يأتي بعد ذلك العيون العسلية، إذ إن حوالي 5 إلى 8% من السكان لديهم عيون عسلية، والتي تتميز بأن مظهرها متعدد الألوان ومن الممكن أن تتغير من النحاسي إلى الأخضر حسب الإضاءة.
ويكون تركيز الميلانين أعلى حول حدود القزحية من داخلها.
بعد ذلك تأتي العيون الزرقاء، والرمادية، ثم الخضراء، فحوالي 2% فقط من السكان لديهم عيون خضراء اللون.
أما لون العيون الأكثر ندرة فهو عيون العنبر، أو كما يطلق عليها أحياناً عيون الذئب، وتكون مصفرة أو ذهبية ونحاسية، كما قد تحتوي على الرمادي أيضاً.
أما الأشخاص المصابون بالمهق، وهي حالة تسبب نقصاً تاماً في مستويات الصبغة في الجلد والشعر والعينين، يكون لديهم في بعض الأحيان عيون حمراء أو بنفسجية.
ونظراً لأنهم يفتقرون إلى الصبغة في القزحية، فإن الضوء ينبعث ببساطة من الجزء الخلفي للعين.
قد تبدو عيونهم حمراء لأن الضوء ينعكس أولاً خارج الأوعية الدموية في الجزء الخلفي من الشبكية.
يمكن أن تظهر العيون بنفسجية في بعض ظروف الإضاءة عندما يختلط اللون الأحمر باللون المزرق الناجم عن تأثيرات تشتت الضوء.
بعض الناس لديهم عيون ذات بقع لونية مختلفة، على سبيل المثال، العيون الزرقاء ذات دائرة خضراء أو بنية حول البؤبؤ، بسبب وجود كميات مختلفة من الميلانين في قزحية العين.
ما هو محتوى الميلانين في كل لون؟
يهيمن صبغ يوميلانين Eumelanin على العيون البنية والزرقاء والرمادية، ولكن يزداد تركيزه في الطبقة الأمامية من القزحية حسب كل لون.
ففي العيون البنية يكون التركيز أكبر من العيون الزرقاء، وتليها الرمادية.
أما العيون الخضراء فيهيمن عليها صبغ فيوميلانين Pheomelanin؛ كذلك العيون العنبر تحتوي على صبغ الفيوميلانين ولكن بتركيز أكبر من العيون الخضراء.
أما العيون العسلية فتحتوي على خليط من صبغي الإيوميلانين والفيوميلانين، بينما لا يوجد في عيون الأشخاص المصابين بالمهق أي تصبغ.
لماذا يتغير لون عيون الأطفال الأزرق؟
يولد جميع الأطفال تقريباً بأعين زرقاء اللون، ومع مرور الوقت يزداد تركيز الميلانين، حتى تستقر عند لونها الحقيقي والنهائي عند عمر الثالثة تقريباً.
من الممكن أن يتغير لون العيون مرة أخرى مع تقدم العمر بسبب الأمراض، أو تقدم العمر.
فالقزحية في الأساس هي عضلة، وتتحكم في حجم إنسان العين أو البؤبؤ وفقاً لظروف الإضاءة للتمكن في رؤية أفضل.
يتوسع البؤبؤ مع الإضاءة المنخفضة، ويضيق مع الإضاءة الساطعة.
عندما يتغير حجم البؤبؤ فإن صبغة الميلانين تنضغط مع اتساع البؤبؤ، وتنتشر مع ضيق البؤبؤ، وهذا يغير لون القزحية بشكل ضئيل ولكنه موجود.
كذلك يتغير لون قزحية العين لدى البعض مع تقدم العمر، كما اقترح البعض أن الحالة المزاجية لها تأثير على لون العينين أيضاً.
إذا حدث تغير في لون العين بسرعة وبشكل حاد مثل تحول اللون البني إلى الأخضر، أو من الأزرق إلى البني، فقد تحتاج إلى زيارة الطبيب.
التغيرات الشديدة ربما تكون إشارة إلى وجود بعض الأمراض مثل متلازمة هورنر (شلل العين الودي).
كيف نرث لون العينين؟
يخضع لون قزحية العين لقوانين الوراثة، أي أن لون عيني الطفل يتبع لون عيون والديه، ولكن لا يعني هذا خلط الألوان أو أن عيني الطفل تكون مزيج للون أعين والديه.
حتى وقت ليس ببعيد، اعتاد حتى الأطباء على الاعتقاد بأن لون العين تم تحديده بواسطة جين واحد واتباع نمط الوراثة البسيط الذي كانت فيه العيون البنية مهيمنة على العيون الزرقاء.
ولكن، لون العيون هو سمة متعددة الجينات، أي أن هناك أكثر من جين يتحكم في لون العيون.
يولد الإنسان بـ 46 زوحاً من الكروموسوم مقسمة إلى 23 زوجاً، يعطي كل والد كروموسوم واحداً لتكوين زوج الكروموسومات.
تحمل تلك الكروموسومات الجينات، ويعتقد العلماء أن هناك حوالي 16 جيناً مختلفاً تلعب دوراً في تحديد لون العينين.