لعل أبرز نقاط تفوُّق جو بايدن كمرشحٍ للرئاسة هي بقية التألق الذي حظي به إبان شغله منصب نائب الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وقال موقع gq الأمريكي إن السيناتور عن ولاية نيوجيرسي كوري بوكر قد عيَّره بها خلال الجولة الأولى من المناظرات الرئاسية، قائلاً: "أنت تستحضر روح الرئيس أوباما أكثر من أي شخصٍ في هذه الحملة. لا يمكنك فعل ذلك عندما يكون مقبولاً، ثم التملص منه حين لا يكون لائقاً" .
لكن رغم العلاقة اللطيفة التي تجمع بايدن بأوباما، تقول صحيفة New York Times التي نشرت تقريراً مفصلاً عن تاريخهما معاً الجمعة الماضي 16 أغسطس/آب 2019: "كان طموح بايدن المتأجج مصدر قلقٍ لكلا الرجلين" .
وحوت القصة لحظاتٍ بدا فيها بايدن غريباً للغاية، مثل تلك الحادثة التي وقعت عام 2013، حين قال رئيس الأغلبية في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل إنه لن يدعم أي اتفاقٍ على الميزانية مع البيت الأبيض قبل حملة إعادة انتخابه القادمة.
حينها كانت استجابة بايدن للرجل الذي كان تعهد لتوه بعرقلة جدول أعمال أوباما قدر استطاعته أن قال له: "ميتش، نُريد أن نراك تعود" .
أما أكثر جزءٍ صادمٍ في القصة التي نشرتها الصحيفة فهو كيف أن أوباما قد حاول في أكثر من مناسبةٍ إثناء بايدن عن الترشح للانتخابات الرئاسية. كانت المرة الأولى في عام 2016 حين أقنعه أوباما بأن يتنحى عن السباق الرئاسي؛ لأنه كان يعتقد أن هيلاري كلينتون هي أفضل من يستكمل إرثه. ومع أن ذلك لم يسِر كما كان أوباما يرجو، إلا أنه حاول مرةً أخرى إقناع بايدن بالعدول عن الترشح لانتخابات 2020. وجاء في التقرير:
رجل الهفوات
"تحدث الرجلان ست مراتٍ على الأقل قبل أن يُقرر بايدن الترشح، وقد بذل أوباما جهداً لتبيان مخاوفه تجاه الحملة بشكلٍ شخصيٍ. ووفقاً لمصدرٍمطلعٍ على المحادثات، فقد قال له أوباما في وقتٍ مبكرٍ من هذا العام (ليس عليك أن تفعل ذلك يا جو، حقاً ليس عليك ذلك). ورد عليه بايدن -الذي يعتقد أنه كان يستطيع هزيمة ترامب منذ أربع سنواتٍ- قائلاً إنه لن يسامح نفسه إن لم يستغل الفرصة الثانية التي تواتيه للفوز على ترامب" .
ومنذ إعلانه ترشحه نجح بايدن في إثبات أنه شخصٌ عرضةٌ للزلات بشكلٍ استثنائيٍ، فيُشير إلى رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مثلاً تيريزا ماي باسم مارغريت تاتشر عدة مراتٍ، ويزعم أنه كان نائباً للرئيس وقت وقوع حادثة إطلاق النار داخل المدرسة الثانوية في مدينة باركلاند بولاية فلوريدا عام 2017، ويقول في كلمةٍ ألقاها في ولاية آيوا: "الأطفال المساكين! كانوا متألقين وموهوبين كأطفالٍ بيضٍ" . وبعيداً عن زلات اللسان، فإنه يدافع عن علاقاته بداعمي التمييز العنصري في الكونغرس.
ونشرت الصحيفة كذلك أن أوباما استدعى كبار مستشاري حملة بايدن، أنيتا دون وكيت بيدنغفيلد في مارس/آذار الماضي لمكتبه في واشنطن. وأكدت مصادر متعددةٌ للصحيفة أن الرئيس السابق نبه عليهما أن تحرصا على "ألا يُحرج بايدن نفسه" أو "يدمر إرثه" .