حذّر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان المجتمعَ الدولي من خطورة السياسات والقيود التي تفرضها الهند في إقليم كشمير، المتنازع عليه.
وقال خان، في تغريدة عبر تويتر: "هل سيشاهد العالم بصمت مجزرة أخرى شبيهة بتلك التي وقعت في سربرينيتسا، ضد مسلمي كشمير؟".
وأضاف: "أريد أن أحذر المجتمع الدولي من أنه في حال السماح بهذا الأمر، فإن التطورات ستؤدي إلى تداعيات وردود فعل قاسية ستؤدي إلى حلقات من التطرف والعنف في العالم الإسلامي".
ولفت إلى أن وجود جنود إضافيين في المنطقة المحتلة حالياً، والقيود المفروضة على مسلمي الإقليم، "مثال على التطهير العرقي" الذي مُورس في وقت سابق تجاه المسلمين في ولاية كجرات من قبل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
والأسبوع الماضي، شهد الجزء الخاضع لسيطرة نيودلهي من الإقليم احتجاجات واسعة ضد الحكومة الهندية، أمرت على إثرها السلطات المواطنين بالتزام منازلهم.
وردَّت باكستان بتعليق التجارة وجميع روابط النقل العام بين البلدين، كما طردت سفير نيودلهي لدى إسلام اباد.
وسافر خان، أمس الأربعاء، إلى مظفر آباد عاصمة الشطر الخاضع لسيادة باكستان من كشمير، وذلك في أول زيارة للمنطقة منذ توليه السلطة في 2018.
وقال في خطاب لبرلمان الإقليم إن الهند تخطط لخطوات أكبر من التي اتخذتها في فبراير/شباط عندما قصفت طائراتها الحربية مواقع في باكستان عقب تصعيد درامي في التوتر بين الخصمين.
وأضاف خان: "وضعوا خطة أكثر بشاعة لتحويل انتباه العالم عن تحركهم في كشمير، يخططون لعمل ما في أزاد كشمير".
وأكد أن "الجيش الباكستاني واعٍ تماماً أنهم وضعوا خطة لعمل ما في أزاد كشمير".
وكرر خان تصريحات قارن فيها بين راشتريا سوايامسيفاك سانغ، الأب الأيديولوجي لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند وبين الحزب النازي الألماني.
ولم يرد ممثلون عن القوات المسلحة الهندية ووزارة الخارجية على طلبات للتعليق على تصريحات خان.
منطقة أزمة
تحكم الهند وادي كشمير، وهي منطقة ذات كثافة سكانية عالية، والمنطقة التي يهيمن عليها الهندوس حول مدينة جامو، بينما تدير باكستان منطقة في الغرب تعرف باسم أزاد كشمير. وتسيطر الصين على منطقة مرتفعة قليلة السكان في الشمال.
وخاضت الهند وباكستان حربين بسبب كشمير منذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1947. وأوشكا على خوض حرب ثالثة في فبراير/شباط بعد هجوم دام شنته جماعة مسلحة تتخذ من باكستان مقراً على الشرطة الهندية نتج عنه تبادل البلدين لضربات جوية.
وأدى إلغاء الهند للوضع الخاص بجامو وكشمير لحرمان الولاية من حق صياغة قوانينها، كما يسمح لغير المقيمين فيها بشراء عقارات.
وفي إسلام آباد حثت الملصقات السكان على إظهار التأييد للكشميريين وعرض باعة الشوارع أعلام أزاد كشمير وكذلك العلم الباكستاني.
وقال خان في بيان بوقت سابق: "يوم الاستقلال فرصة لنشعر بسعادة غامرة، لكننا نشعر بالحزن لمحنة أشقائنا الكشميريين في جامو وكشمير المحتلة ضحايا القمع الهندي".
وأضاف: "أؤكد لأشقائنا الكشميريين أننا نقف معهم".
وجاء ذلك إثر إلغاء الحكومة الهندية في 5 أغسطس/آب، مادتين بالدستور تمنح إحداهما الحكم الذاتي لولاية "جامو وكشمير" الشطر الخاضع لسيطرتها من الإقليم.