التقطت مقاطع فيديو لقوات شبه عسكرية صينية وهي تتجمع على بعد 30 كيلومتراً من هونغ كونغ في مدينة شنتشن، في حين طالبت الأمم المتحدة بكين بممارسة ضبط النفس رداً على الاضطرابات المتزايدة في المنطقة.
وقالت كاري لام، الداعمة لسياسات بكين الثلاثاء 13 أغسطس/آب 2019، إن المدينة وصلت إلى "طريق اللاعودة " بعد 10 أسابيع من مظاهرات مدمرة متزايدة وفقاً لما نشرته صحيفة Independent البريطانية.
وأُلغيت رحلات في المطار الدولي في هونغ كونغ لليوم الثاني، بينما تجمهر آلاف المتظاهرين في قاعة المغادرة في المحطة الرئيسية على الرغم من الإجراءات الأمنية المتزايدة لإبقائهم بالخارج.
تدريبات عسكرية واحتشاد لوحدات الشرطة المسلحة
وصفت الصين احتشاد وحدات الشرطة المسلحة الذي يظهر في مقاطع الفيديو في منطقة تدعى مركز خليج شنتشن الرياضي، بأنها استعدادات "لتدريبات استعراضية واسعة النطاق".
ووصف ألكسندار كراوس، مستشار سياسي للجنة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، مقاطع الفيديو بأنها علامة على "وجود شيء سيئ غير طبيعي على وشك الحدوث".
وكانت تدريبات مشابهة قد تمت في 6 أغسطس/آب 2019 شارك فيها ما يصل إلى 12 ألف جندي، طبقاً لصحيفة Global Times التابعة للحكومة الصينية، وناقلات جنود مدرعة، وطائرات مروحية، ومركبات برمائية.
وصفت الصحيفة القوات المسلحة الشعبية بأنها مكلفة من القانون الصيني "للتعامل مع التمرد، وأعمال الشغب، والعنف الخطير والأحداث غير القانونية، والهجمات الإرهابية والأحداث الأمنية الاجتماعية الأخرى".
بكين نفد صبرها تجاه اضطرابات هونغ كونغ
إنها علامة إضافية على نفاد صبر بكين تجاه الاضطرابات في هونغ كونغ، بعد أن قالت الحكومة الصينية، الإثنين 12 أغسطس/آب 2019، إن التحركات الاحتجاجية في المدينة بدأت في إظهار "بوادر إرهاب".
وفي ظل وجود تعريف فضفاض لمصطلح الإرهاب في الصين، فقد استخدمت بكين هذا المصطلح من قبل في وصف التحركات المعارضة غير العنيفة في مناطق الأقليات مثل التبت وشينجيانغ، لتبرير استخدام القوة المفرطة ولتعليق الحقوق القانونية للمعتقلين.
قال حاكم المدينة البريطاني السابق قبل تسليم المدينة للصين في عام 1997، في حديث له مع هيئة الإذاعة البريطانية BBC، إن هذا الأمر سيكون "كارثة على الصين، وبالطبع على هونغ كونغ" إذا حدث تدخل عسكري.
قال كريس باتن إن تحذير الصين باستخدام "وسائل أخرى" إذا لم تتوقف الاحتجاجات جاء بنتائج عسكية. وقال: "منذ تولى الرئيس شي جين بينغ السلطة، وهناك حملة قمع ضد المعارضة والمعارضين في كل مكان، وأصبح الحزب هو المسيطر على كل شيء".
احتجاجات الصين جزء من مؤامرة عالمية
وأضاف باتن: "لديّ أمل كبير حتى بعد استمرار هذا لمدة 10 أسابيع، أن الحكومة والرئيس شي جين بينغ سينظرون إلى المشهد بطريقة توافقية تجمع الناس معاً على نحو حقيقي".
قال ستيف تسانغ، مدير معهد الصين في جامعة سواس في لندن، إنه على الرغم من الاستعراضات المتكررة للقوة "ما زالت هناك مسافة تفصلنا عن نشر قوات الأمن الصينية في هونغ كونغ".
وأضاف: "لكننا اليوم أقرب كثيراً مقارنة بالوضع منذ شهر مضى". عندما استهدف المتظاهرون مقرات الحكومة المركزية في هونغ كونغ، وشوهوا العلم الصيني.
قال تسانغ إن التغير في نظرة الصين للتظاهرات، بعيداً عن تحرك القوات، هي المسألة الحرجة. وأضاف: "بكين الآن تنظر للأحداث في هونغ كونغ باعتبارها "ثورة ملونة".. جزءاً من مؤامرة عالمية تقودها أمريكا تهدف في النهاية لتغيير النظام في الصين". وأضاف: "وهذا ما لا يستطيع شي جين بينغ تحمله".
الأمم المتحدة تدعو السلطات على التزام ضبط النفس
قالت ميشيل باشيليه، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إن الصين تخاطر بإشعال الموقف، بخلطها بين تظاهرات هونغ كونغ و "الإرهاب".
وحثت السلطات على التزام ضبط النفس والتحقيق في أدلة استخدام القوة المفرطة من جانب الشرطة، وهي أحد أهم مطالب المتظاهرين.
قالت باشيليه مشيرة إلى مقاطع الفيديو التي تصور الصدامات الأخيرة في المدينة: "يمكنك أن ترى المسؤولين وهم يطلقون القنابل المسيلة للدموع على المناطق المزدحمة المغلقة، وعلى المتظاهرين المنفردين مباشرة في مناسبات عديدة، مما يشكل خطراً بحدوث وفيات أو إصابات خطيرة".
لكن كاري لام كررت دعمها للشرطة ومخططاتها، وقالت إنهم مضطرين لاتخاذ قرارات فورية في ظل ظروف صعبة، باستخدام "أقل مستوى ممكن من القوة".
وقالت لام إن الحوار سيستمر فقط "بعد أن يتوقف العنف، ويغيب الموقف الفوضوي الذي نشهده".
وتجاهلت المطالبات باستقالتها، وقالت: "إنني بصفتي الرئيس التنفيذي، سأكون مسؤولة عن إعادة بناء اقتصاد هونغ كونغ.. لأساعد هونغ كونغ على تخطي الوضع الحالي".