ألغى مطار هونغ كونغ جميع رحلاته، اليوم الإثنين 12 أغسطس/آب 2019، وألقت السلطات باللوم على المتظاهرين في تعطيل العمل بواحد من أكثر مطارات العالم زحاماً، في تصعيد كبير للاحتجاجات المناهضة للحكومة التي أغرقت المركز المالي الآسيوي في الفوضى.
وقالت شرطة هونغ كونغ في مؤتمر صحفي، إن بعضاً من بين خمسة آلاف ناشط يحتلون صالة الوصول بالمطار لليوم الرابع على التوالي انتقلوا إلى منطقة المغادرة وتسببوا في تعطل العمليات، لكنها أحجمت عن الإفصاح عما إذا كانت ستتحرك لإبعاد المتظاهرين.
وأظهرت مقاطع فيديو انتشار الآلاف من المحتجين في أرجاء المطار، فيما دارت حرب بينهم وبين عناصر من الشرطة استخدموا القنابل المسيلة للدموع، ما أثر على حركة المرور من وإلى المطار بشدة.
وقالت سلطات المطار في بيان "العمليات في مطار هونغ كونغ الدولي تعطلت بشدة.. ألغيت كل الرحلات.. يُنصح الركاب جميعاً بالمغادرة في أسرع وقت". وأضافت أن الطرق المؤدية إلى المطار مزدحمة بشدة ومرائب السيارات ممتلئة.
ودفعت الاحتجاجات التي تزداد عنفاً هونغ كونغ التي تحكمها الصين إلى أخطر أزمة منذ عقود، وشكلت أحد أكبر التحديات الشعبية التي واجهت الرئيس الصيني شي جين بينغ منذ أن تولى السلطة في عام 2012.
وجاء إلغاء الرحلات اليوم الإثنين بينما قال مكتب شؤون هونغ كونغ ومكاو في الصين إن المدينة وصلت إلى "مرحلة حرجة"، وبعدما استعرضت الشرطة مدفع مياه قوياً.
وبدأت الاحتجاجات اعتراضاً على مشروع قانون يسمح بتسليم مشتبه بهم إلى الصين لمحاكمتهم، لكنها اتسعت لتسلط الضوء على شكاوى أخرى وحظيت بدعم كبير. واعتقلت الشرطة أكثر من 600 شخص منذ بدء الاضطرابات قبل أكثر من شهرين.
وقال يانغ قوانغ المتحدث باسم مكتب شؤون هونغ كونغ ومكاو في الصين "استخدم المحتجون في هونغ كونغ مراراً وسائل خطيرة للغاية لمهاجمة الشرطة في الأيام القليلة الماضية، مما يمثل جرائم خطيرة مع ظهور براعم إرهاب"، بحسب قوله.
وأضاف: "وصلت هونغ كونغ إلى مرحلة خطيرة. على كل من يهتمون بمستقبل هونغ كونغ أن يخرجوا ويقولوا بحزم لا لأي سلوك عنيف، أن يقولوا لا لكل الذين ينتهجون العنف".
وجاء التصعيد اليوم بعدما اختبرت الشرطة قدرات مدفع مياه مستعرضة قوته القادرة على دفع أهداف تجريبية إلى الوراء مسافة تتراوح من 30 إلى 40 متراً، لكنها أثارت انتقاداً من منظمة العفو الدولية.
وقال مان-كي تام مدير شؤون هونغ كونغ بالمنظمة في بيان "مدافع المياه ليست دمية حتى تنشرها شرطة هونغ كونغ كدليل على القوة.. هذه أسلحة قوية عشوائية في الأصل ويمكن أن تسبب إصابات خطيرة أو حتى الوفاة".