عادت قضية وفاة جيفري إبستين، الرجل المقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى الواجهة من جديد، بعدما صرَّح مصدر لصحيفة بريطانية بأنَّ إبستين أبلغ حرّاس السجن ومن معه من المساجين، بأنه يعتقد بوجود شخص ما حاول قتله في الأسابيع التي سبقت وفاته.
وقال المصدر لصحيفة The Daily Mail البريطانية، الأحد 11 أغسطس/آب 2019، إنَّه رأى ذلك الثري سيئ السمعة في عدة مناسبات، أثناء سجنه في مركز الإصلاحية بالمدينة، مشيراً إلى أن إبستين كان بظروف عادية بمحبسه، وبدا في حالة معنوية جيدة.
وكان إبستين 66 عاماً في انتظار المحاكمة بتهمة التآمر والاتجار بالجنس، وكان محتجزاً دون كفالة في مجمع السجون شديد الحراسة.
وبحسب مصدر الصحيفة البريطانية فإنَّه "لم يكن هناك ما يشير إلى أنَّه قد يحاول الانتحار". مضيفاً: "مما رأيته يتَّضح لي أنه بدأ أخيراً في التأقلم على السجن. وأعتقد أنه تعوَّد على الحياة الخشنة الجديدة" .
وفاة مفاجئة
وقد أصيب العالم بالصدمة، في صبيحة يوم السبت 10 أغسطس/آب، بعد ورود أنباء عن العثور على إبستين مشنوقاً داخل زنزانته في السجن، قبيل الساعة السابعة صباحاً.
ونُقل الرجل البالغ من العمر 66 عاماً إلى مستشفى نيويورك بريسبيتيريان قرب مانهاتن حيث أعلنت وفاته.
وفي ظهيرة السبت، التُقطت صور لكيس أسود كبير خارج المستشفى، يُعتقد أنه يحتوي جثة إبستين.
ووُضعت الجثة فيما بعدُ داخل شاحنة بيضاء تابعة لمصلحة الطب الشرعي، قبل مغادرة المكان. ومن المقرَّر أن يضطلع الطبيب الشرعي الآن بمهمة فحص وتشريح الجثة.
وصرَّح مركز الإصلاحية في المدينة لموقع صحيفة DailyMail، بأنَّ مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) يُجري الآن تحقيقاً حول سبب وفاة إبستين.
وآُلقي القبض على إبستين، الذي كان يتباهى من قبل بعدد من الأصدقاء رفيعي المقام منهم الأمير أندرو والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، والحالي دونالد ترامب.
واعتُقل في 6 يوليو/تمّوز الماضي بتهمة الترتيب لممارسة الجنس مع فتيات قاصرات، في منازله الكائنة بمدينة نيويورك وفلوريدا بين عامي 2002 و2005. وقد ادَّعى أنه غير مذنب في التهم الموجهة إليه.
حاول الانتحار سابقاً
ويأتي انتحار إبستين بعد أسبوعين فقط من نقله إلى المستشفى، في أعقاب ما قد يكون أولى محاولات انتحاره.
وجرى نقل إبستين يوم 24 يوليو/تمّوز، إلى المستشفى تحت حراسة الشرطة، بعدما عُثر عليه شبه واعٍ على أرضية زنزانته. وظلَّ الرجل يتلقَّى الرعاية الطبية لعدة ساعات، قبل نقله إلى مركز الإصلاحية بالمدينة.
لم يتم التأكد بعد ما إذا كان إبستين قد حاول الانتحار، أم أنه تعرَّض للقتل داخل زنزانته.
وقد استُبعد الملياردير من المراقبة بعد محاولة الانتحار الأولى، وذلك قبل انتحاره صباح يوم أمس السبت، مما أثار حفيظة المدَّعي العام ويليام بار، الذي تعهَّد الآن بالنظر في الظروف المحيطة بوفاة إبستين.
وقال بار في تصريح له بعد ظهر أمس: "تثير وفاة إبستين تساؤلات خطيرة يجب الرد عليها". وأضاف: "إضافة إلى تحقيق جهاز المخابرات الفيدرالي FBI، تشاورت مع المفتش العام الذي يفتح تحقيقاً في ظروف وملابسات الوفاة" .