قال تقرير صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون، إن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بدأ "يستعيد نشاطه" بعد أقل من خمسة أشهر من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنَّ الخلافة التي أقامها التنظيم هُزِمَت تماماً.
واعترف تقرير أصدره المفتش العام في وزارة الدفاع الأمريكية عن الحرب ضد داعش، ونشر الثلاثاء 6 أغسطس/آب بأنَّ التنظيم "فقد أراضي "الخلافة" التي كان يُسيطر عليها"، لكنَّه حذَّر من أنَّه "يُعزِّز قدراته التمرُّدية في العراق ويستعيد نشاطه في سوريا"، بحسب شبكة CNN الأمريكية.
وطالما تغنى ترامب مراراً بدور إدارته في طرد التنظيم الإرهابي من المناطق التي كانت خاضعةً لسيطرته الإقليمية، وقال أمام اجتماع لمجلس الوزراء الأمريكي في الشهر الماضي يوليو/تموز: "لقد أدَّينا عملاً رائعاً في حربنا على دولة الخلافة. لقد استعدنا كامل المناطق التي كانت تسيطر عليها، وننسحب الآن من سوريا بسرعة" .
انسحاب أمريكا من سوريا أثّر على قتال فلول داعش
لكنَّ التقرير الجديد قال إن الانسحاب الجزئي لبعض القوات الأمريكية من سوريا قد أثَّر سلباً بالفعل في القتال ضد فلول داعش، إذ صعَّب تقديم المشورة لحلفاء أمريكا المحليين على الأرض، وحَرَم الولايات المتحدة من القدرة على مراقبة المناطق التي توصف بأنها معاقل محتملة لتجنيد أفراد جدد في التنظيم من شأنها أن تسمح للتنظيم بإعادة ملء صفوفه.
ويتحدث التقرير، الذي أصدره المفتش العام الرئيسي بشأن عملية العزم الصلب -وهو الاسم الرسمي للعملية التي تقودها الولايات المتحدة ضد داعش- عن الفترة من 1 أبريل/نيسان إلى 30 يونيو/حزيران من العام الجاري 2019.
ومن جانبه، كتب غلين فاين، النائب الأول للمفتش العام، في رسالةٍ مرفقة بالتقرير: "أدَّى تقليص عدد القوات الأمريكية إلى خفض الدعم المتاح للقوات السورية الشريكة في وقتٍ تحتاج فيه هذه القوات إلى مزيدٍ من التدريب والتجهيز لردع عودة داعش" .
ويحذر التقرير من أنه بسبب انخفاض عدد الأفراد، لم تعد الولايات المتحدة وحلفاؤها المحليون قادرين على مراقبة مخيم الهول للمشردين داخلياً عن كثب، مما سمح لـ "أيديولوجية داعش بأن تنتشر "بلا مُنازع" في المخيم" وهو ما قد يسمح للتنظيم بإعادة ملء صفوفه بين عشرات الآلاف من السكان.
ترامب والانسحاب القريب
جديرٌ بالذكر أنَّه في ذروة الحملة على داعش في سوريا، كانت الولايات المتحدة تكتفي بـ3000 جندي فقط يساعدون في تقديم المشورة لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة حين كانت تطرد تنظيم داعش من بلدات في جميع أنحاء شمال شرق سوريا.
وقد شهد عدد القوات الأمريكية هناك انخفاضاً كبيراً، لكنَّ مسؤولي البنتاغون لم يقدموا إحصاءات رسمية حول عدد القوات المتبقية في البلاد.
ومن جانبه، قال ترامب إنَّ هناك قوة أمريكية صغيرة متبقية ستظل في سوريا فترةً زمنية غير محددة للمساعدة في ضمان بقاء تنظيم داعش مهزوماً.