ميكروبات الأمعاء قد تشفي من مرض العصبون الحركي الذي أصاب هوكينغ

وجد العلماء أدلة محيرة تفيد بأن مرض العصبون الحركي المدمر للجسم قد يكون مرتبطاً بالتغيرات التي تطرأ على الميكروبات التي تعيش في الأمعاء.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/08/06 الساعة 04:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/08/05 الساعة 08:42 بتوقيت غرينتش
تشير النتيجة الأولية إلى أن الميكروبات الموجودة في أحشاء الحيوانات كانت متورطة بطريقة ما في مدى سرعة تقدم المرض/Reuters

وجد العلماء أدلة محيرة تفيد بأن مرض العصبون الحركي المدمر للجسم قد يكون مرتبطاً بالتغيرات التي تطرأ على الميكروبات التي تعيش في الأمعاء.

ومرض العصبون الحركي أو (motor neuron disease) هو مجموعة من الأمراض التنكسية التي يميزها تضرر خلية العصبون الحركي في الدماغ والحبل الشوكي وفي المسالك المسؤولة، فلا تنتقل الإشارات العصبية بينهما.

أكثر أنواع داء العصبون الحركي انتشاراً هو "التصلب الجانبي الضموري"؛ وهو معروف أيضاً باسم "مرض لو غريغ"، على اسم لاعب بيسبول أمريكي مشهور أصيب به.

ميكروبيوم في الأمعاء قد يشفي مرض العصبون الحركي

وكشفت الدراسات التي أجريت على الفئران المرباة لتطوير مرض التصلب الجانبي الضموري (يرمز له اختصاراً بـ ALS)، وهو نوع من المرض الذي أصاب عالم الكونيات ستيفن هوكينغ، أن الفئران تحسنت وعاشت لفترة أطول عندما تم إعطاؤها كائنات حية دقيقة تسمى Akkermansia muciniphila.

من بين مواد أخرى، يفرز هذا الميكروب جزيئاً يسمى نيكوتيناميد، والذي قد يبطئ من مسار مرض العصبون الحركي عن طريق تحسين وظيفة الخلايا العصبية التي تتحكم في العضلات في الدماغ.

هذه نتائج أولية، ويؤكد الباحثون أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل والأبحاث لتأكيد هذا التأثير، وفق ما نشرت صحيفة The Guardian.

ولكن كأول دراسة تربط الميكروبات المعوية -المعروفة مجتمعة باسم الميكروبيوم– بمرض التآكل العصبي، يثير العمل احتمالات التوصل لعلاجات جديدة لهذه الحالة.

وقد بدأ عيران إليناف، من معهد وايزمان للعلوم في إسرائيل، بملاحظة أن الفئران التي لديها طفرة شائعة لدى مرضى ALS كانت تنتشر فيهم بشكل أسوأ بكثير عندما تم القضاء على الميكروبات الموجودة في الأمعاء بمضادات حيوية قوية. 

وقد تزيد المرض سوءاً

وتشير النتيجة إلى أن الميكروبات الموجودة في أحشاء الحيوانات كانت متورطة بطريقة ما في مدى سرعة تقدم المرض.

ولمزيد من الاستكشاف، حلل الباحثون الميكروبات المعوية في الفئران المعرضة لـ ALS ومقارنتها بالفئران العادية. 

ورصدوا 11 سلالة من الميكروبات التي كانت إما أكثر أو أقل شيوعاً في الحيوانات المعرضة لـ ALS مع تقدم المرض وتزايد الأعراض الجسدية.

هناك نوعان من الجراثيم، هما Ruminococcus torques و Parabacteroides distasonis، وكلاهما يفاقم من أعراض ALS، وهو المرض الذي يقتل الخلايا العصبية الحركية ويميل إلى أن يكون قاتلاً لدى البشر في غضون ثلاث إلى خمس سنوات من التشخيص. 

فقط الجرثومة من نوع Akkermansia muciniphila أدت لتحسين الأعراض لدى الفئران.

اسم الميكروب نيكوتيناميد

بعد فحص الآلاف من الجزيئات التي تنتجها ميكروبات الأمعاء، حدد العلماء أن النيكوتيناميد هو أحد الجزيئات المهمة المحتملة. 

ولاختبار آثاره مباشرة، استخدم العلماء مضخات صغيرة لإدخال هذا المركب في الحيوانات. 

يقول إليناف: "عندما أعطيناها للفئران المعرضة لـ ALS، تحسنت شدة المرض لدى هذه الفئران بشكل كبير" . 

ويضيف أن هذا يغير أيضاً التعبير الجيني في أدمغة الحيوانات، ويعيدها إلى حالة صحية أكثر.

واتجه الباحثون إلى فحص الميكروبيوم لدى 37 مريضاً بشرياً بـ ALS ومقارنة النتائج مع البشر الأصحاء. 

واكتشفوا أن المرضى لديهم مستويات منخفضة من النيكوتيناميد في دمائهم. 

وفي اختبارات أخرى، تبين أن مرضى آخرين بـ ALS لديهم مستويات منخفضة من النيكوتيناميد في دمائهم وفي السوائل الدماغية التي تغسل الدماغ. 

يقول إليناف: "من المثير للاهتمام أن مستويات النيكوتيناميد كانت مرتبطة بشكل معتدل بالوظيفة الحركية لدى مرضى ALS" .

كما أكد أن البحث، رغم أنه واعد، لكنه لا يزال في مرحلة مبكرة. 

والعلماء يتمهلون قبل تأكيد النتائج

وقال: "رغم أن هذه النتائج البشرية مثيرة للاهتمام وقد تلقي الضوء على المؤثرات المراوغة والأسباب لمرض ALS ​​البشري، فإنها نتائج أولية للغاية" .

وأضاف قائلاً: "لا تشكل هذه النتائج الأولية بأي شكل من الأشكال أو الطرق توصية بشأن علاج بشري أو تدخل أو وقاية من جانب المرضى وأطبائهم" .

وقال براين ديكي، مدير تطوير الأبحاث في جمعية مرض العصبون الحركي: "هناك أدلة متزايدة من مجموعة واسعة من المصادر على أن البكتيريا الموجودة في أمعائنا يمكن أن تلعب دوراً في مجموعة واسعة من الحالات المرضية العصبية، لكن على الرغم من ذلك فإن مرض ALS لم يتم دراسته على نطاق واسع كما حدث مع الحالات الأخرى مثل التصلب المتعدد ومرض الشلل الرعاش ومرض الزهايمر والسكتة الدماغية" .

"هذه نتائج جديدة مهمة تدعم النظرية القائلة بأن بكتيريا معينة قد تلعب دوراً في تعديل مرض ALS وأن هذا قد يحدث على الرغم من التغييرات في مسار أيضي معين. هذا يضاف إلى الفكرة الناشئة، لكنها لا تزال غامضة، حول عملية أيضية مختلفة يبدو أنها تحدث لدى الأشخاص الذين يعانون من ALS. كما يتم دراسة النظم الغذائية والتمارين الرياضية كعوامل محتملة مرتبطة بالمرض" .

أعراض مرض العصبون الحركي

تكون علامات الإصابة بمرض العصبون الحركي خفيفة وغير محددة في البداية، لذلك يحصل تأخير في التشخيص في كثير من الأحيان، أما أكثر الشكاوى انتشاراً فهي تلك النابعة من ضعف العضلات. 

يستصعب المريض أن يقوم بالكتابة، أو رفع الأغراض، كما يصعب عليه صعود الدرج أو حتى السير.

 كما تحدث تشنجات في العضلات، وتغيير في الصوت والتعبير وصعوبات في البلع.

وبسبب ضعف عضلات الرقبة، قد تحصل في بداية المرض حالة من تدلي الرأس و "سقوطه" باتجاه ما.

تحميل المزيد