اضطرت هيئة الإذاعة البريطانية BBC للاعتذار، بعد أن وصفت المقدمة ستايسي دولي رفع السبابة أثناء الصلاة بأنها "تحية داعش"، أثناء مقابلتها لـ"عرائس داعش" البريطانيات في أحد مخيمات اللاجئين.
وذهبت مقدمة البرامج التلفزيونية (32 عاماً) إلى مخيم الهول في الشمال السوري، الذي يسيطر عليه الأكراد لتسجيل أحدث أفلامها الوثائقية، وفقاً لما ذكرته صحيفة Daily Mail البريطانية.
ويُظهر الإعلان الأصلي لوثائقي برنامج Panorama، الذي عُدِّل لاحقاً، ستايسي، التي فازت في برنامج Strictly Come Dancing لمسابقات الرقص، وهي تتحدث مع عدد من النساء اللائي يقفن خلف سياج.
وبعد التحدث معهن لفترة، تظهر اللقطة امرأتين ترفعان إصبعيهما السبابة إلى السماء فيما تبتعدان مشياً.
ويأتي صوت ستايسي في الخلفية حينها ليقول: "فيما كنا نغادر المخيم، رأينا نساءً يرفعن سبابتهن في تحية خاصة بداعش".
وقد انتقد كثيرون تعليق ستايسي عبر تويتر وأوضحوا أن المسلمين عادة يستخدمون هذه الإشارة في الصلاة.
توضيح من BBC
وغرَّدت أنيسة سوبدار، الصحفية في شبكة BBC: "يجب أن تُعالج القضية التي أثارها أوز كاترجي وغيره قبل عرض حلقة Panorama على الهواء الليلة. رفع الإصبع ليس تحية خاصة بداعش".
وكتب مغردون: "هل تعرف ستايسي دولي أننا نحن المسلمين نرفعه كلما صلينا (أي خمس مرات يومياً) ليذكرنا بوحدانية الله؟"
وقال الصحفي أوز كاترجي إنه سوف يرفع شكوى إلى هيئة تنظيم الاتصالات البريطانية حول الواقعة، التي دعاها بـ"الخطأ الجاهل" في إحدى تغريداته.
وفي تغريدة أخرى قال: "لم تكن مشاكل مثل هذه لتظهر لو أن BBC تعين منتجين أكثر تنوعاً".
فيما قال الكاتب ستيف روز: "اقفز إلى الدقيقة 1:35 لترى ستايسي دولي وهي ترسخ هذا الخطأ الجاهل، الذي تشير فيه إلى الأصابع المرفوعة للتوحيد بـأنها "تحية لداعش".
وقالت شبكة BBC البريطانية لصحيفة The Daily Mail البريطانية، إنهم عدَّلوا هذا المقطع على الإنترنت، وإن هذا الوصف لن يظهر في حلقة برنامج Panorama التي ستذاع الليلة.
وأوضحوا: "لقد وصفنا خطأً الإشارة التي أشارت بها النساء المصوَّرات في معسكر الاحتجاز الذي يسيطر عليه الأكراد في شمال سوريا بـ"تحية لداعش".
وتابعت الشبكة: "فيما حاولت داعش تبني هذه الإشارة لأغراض الدعاية الخاصة بها، يجب من باب الدقة أن نكون واضحين أن الكثير ممن يؤمنون بالإسلام يستخدمون هذه الإشارة للدلالة على وحدانية الله"، مضيفة: "نعتذر عن هذا الخطأ، وقد أزلنا هذا الوصف من المقطع".
أنصار داعش في الهول
ويعرض أحدث وثائقيات ستايسي زيارتها لمعسكر الهول في سوريا، الذي أقامت فيه البريطانية شيماء بيجوم من قبل والتي انضمت سابقاً لتنظيم "داعش".
وخلال حوارها مع النساء، سألتهن ستايسي عن دعمهن لـ"داعش"، وعن رأيهن في ما "يستحقون في المستقبل".
فأجابت إحدى النساء بسرعة بسؤال ستايسي عن سبب اعتقادها بأنها "تستحق العيش في أوروبا"، وهو ما أجابت عليه المقدمة قائلةً: "لم أدر ظهري للديموقراطية".
ويظهر أن اثنتين من أولئك النسوة قد أصبحن مهتاجات، حيث أجابت إحداهن "من الذي أدار ظهره؟"، وأضافت الأخرى: "لم نتورط في قطع الرؤوس أو شيء مثل هذا".
وعندما قالت ستايسي إنهن انضممن لـ"داعش"، رفضت النساء إدانة التنظيم، وقلن للكاميرات "أنا أؤيد الإسلام".
وناقشت ستايسي أيضاً كيف أن إحدى الحارسات قد تعرضت في المعسكر للطعن حتى الموت قبل وصول فريق التصوير، وقالت في إحدى المقاطع إن "داعش لا تزال تسيطر على حياة النساء والفتيات اللاتي يُضربن لإجبارهن على ارتداء النقاب".