مسيرة «مليونية» للمطالبة بـ«القصاص العادل» لقتلى مدينة الأبيض السودانية

تظاهر مئات آلاف السودانيين، الخميس 1 أغسطس/آب 2019، بالعاصمة الخرطوم وعددٍ من مدن البلاد، في إطار مسيرات "القصاص العادل" المستمرة منذ الصباح، تنديداً بمقتل محتجّين سلميّين بمدينة الأُبيض.

عربي بوست
تم النشر: 2019/08/01 الساعة 15:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/08/01 الساعة 15:45 بتوقيت غرينتش
آلاف السودانيين خرجوا في مسيرات للمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين/ رويترز

تظاهر مئات آلاف السودانيين، الخميس 1 أغسطس/آب 2019، بالعاصمة الخرطوم وعددٍ من مدن البلاد، في إطار مسيرات "القصاص العادل" المستمرة منذ الصباح، تنديداً بمقتل محتجّين سلميّين بمدينة الأُبيض (جنوب) قبل أيام، وللمطالبة بتسليم السلطة لحكومة مدنية.

ونشر "تجمّع المهنيين السودانيين"، أبرز مكونات قوى "إعلان الحرية والتغيير" بالسودان، عبر صحفته الرسمية بموقع "فيسبوك"، فيديوهات لمظاهرات حاشدة بمدن: نيالا، وزالنجي (غرب)، وكسلا، والقضارف (شرق)، وسنار (وسط)، ومدني (وسط)، وكوستي، والأُبيض، وكادقلي (جنوب).

مسيرات "مليونية" تطالب بالقصاص للقتلى

كما نشر التجمع فيديوهات أخرى لمسيرات وصفها بـ "المليونية"، في جميع أحياء الخرطوم، وأم درمان وبحري، تطالب بالقصاص للمتظاهرين القتلى.

وفي وقت سابق، الخميس، قال شهود عيان للأناضول، إن آلافاً خرجوا في أحياء الكلاكلة، وجبرة، والحاج يوسف، بالخرطوم، وأحياء أم درمان غربي العاصمة، ومدن: الأبيض، وعبري (شمال)، وحلفا الجديدة (شرق)، والدويم (جنوب).

المحتجون يطالبون بالقصاص لقتلى المظاهرات السلمية/ رويترز
المحتجون يطالبون بالقصاص لقتلى المظاهرات السلمية/ رويترز

وردَّد المتظاهرون شعارات من قبيل: "حرية.. سلام وعدالة.. والثورة خيار الشعب"، "الدم قصاد (مقابل) الدم.. ما بنقبل (لا نقبل) الدية".

وقبيل انطلاق المظاهرات، شهدت الخرطوم انتشاراً أمنياً كثيفاً، كما أغلقت قوات الدعم السريع (تتبع الجيش) الشوارع الرئيسية المؤدية إلى القصر الرئاسي، والقيادة العامة للجيش، وفق مراسل الأناضول.

والإثنين، قتل 6 محتجين، بينهم 4 طلاب، وأصيب 62 آخرون، خلال فضِّ مسيرة طلابية في الأُبيض؛ احتجاجاً على تقرير لجنة تقصِّي الحقائق حول فضّ الاعتصام، وفق اللجنة المركزية لأطباء السودان (معارضة).

المجلس العسكري يحمل المسؤولية لـ "قوة أمنية"

نقلت وكالة السودان للأنباء، الخميس 1 أغسطس/آب 2019، عن قائد كبير بالجيش قوله إن قوة أمنية كانت تحرس بنكاً في الأبيض، هي المسؤولة عن قتل الطلاب المحتجين في المدينة، يوم الإثنين 29 يوليو/تموز 2019.

وقُتل ستة على الأقل خلال مسيرة احتجاجية في الأبيض، الواقعة على بعد 400 كيلومتر جنوب غربي الخرطوم، بينهم أربعة قصَّر على الأقل.

وذكر أطباء على صلة بالمعارضة، أنَّ القتلى سقطوا أثناء فضِّ قوات الأمن احتجاجاً طلابياً في المدينة. وأفاد سكان بأن الطلاب كانوا يحتجون على نقص الوقود والخبز.

المجلس العسكري متهم بقتل متظاهرين سلميين/ رويترز
المجلس العسكري متهم بقتل متظاهرين سلميين/ رويترز

ونقلت الوكالة عن الفريق أول ركن جمال الدين عمر محمد إبراهيم، رئيس لجنة الأمن بالمجلس العسكري الانتقالي قوله "القوة التي كانت تحرس البنك السوداني الفرنسي هي التي قامت بإطلاق الرصاص الحي، مما أدى إلى الخسائر المؤسفة بولاية شمال كردفان".

وذكرت الوكالة أنَّ إبراهيم كان يتلو بياناً أمام مسؤولين في الأبيض. وينتمي حراس البنك لقوات أمن حكومية.

بينما قوى الحرية والتغيير تتهم الجيش

واتَّهمت قوى الحرية والتغيير، وهي تحالف لجماعات معارضة، الجيش وقوات شبه عسكرية بإطلاق النار على طلاب المرحلة الثانوية.

لكن حاكماً إقليمياً قال إن "مندسّين" أبعدوا المظاهرات السلمية عن مسارها، وهاجموا فرعاً لبنك، وحاولوا مهاجمة آخر.

وألقى إبراهيم باللوم أيضاً على لجنة معلمين مرتبطة بتجمع المهنيين السودانيين، الذي يمثل جزءاً مهماً من قوى الحرية والتغيير، في سقوط قتلى في الأبيض. ونقلت الوكالة عنه قوله إنَّ بعض أعضاء اللجنة حرَّضوا الطلاب على ترك مدارسهم والمشاركة في الاحتجاجات.

ودعا وسيط من الاتحاد الإفريقي، أمس الأربعاء، إلى تقديم الجناة في مقتل الطلاب إلى المحاكمة سريعاً.

وأدان تجمُّع المهنيين السودانيين، الذي قاد حركة الاحتجاج التي أدَّت للإطاحة بالبشير، الواقعة، ودعا إلى احتجاجات على مستوى البلاد، الخميس.

وأدى سقوط القتلى يوم الإثنين إلى توقف المحادثات بين المجلس العسكري والمعارضة بشأن كيفية إدارة البلاد.

ومع ذلك، قال قيادي بالمعارضة، أمس الأربعاء، إنَّ مفاوضين من الجانبين حقَّقوا تقدّماً في النقاط الشائكة في المحادثات، بشأن الانتقال من الحكم العسكري، وإنهم سيجرون محادثات مباشرة خلال 48 ساعة.

تحميل المزيد