ترامب يريد موظفاً مطيعاً وليس مديراً مستقلاً لأجهزة المخابرات.. هل تستفيد إيران؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/07/31 الساعة 14:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/07/31 الساعة 14:38 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراراته المفاجئة التي تثير القلق داخل أروقة صنع السياسة، لكنه هذه المرة أثار حالة من الفزع بقراره تعيين نائب جمهوري يفتقد الخبرة لإدارة أجهزة المخابرات، فما أسباب تلك الحالة من الرفض؟ وما علاقتها بالأزمة المشتعلة في منطقة الخليج مع إيران؟

اختيار ترامب للنائب الجمهوري جون راتكليف من تكساس، ليكون المدير المقبل للمخابرات الوطنية، قوبل بفتور من زملائه الجمهوريين، واتهامات من مسؤولين سابقين بالمخابرات والديمقراطيين بأن راتكليف غير مؤهل وسيصوغ معلومات المخابرات بشكل يناسب الرئيس.

جون راتكليف – بيزنيس انسايدر

وسيحل راتكليف، وهو عضو في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب لمدة 6 أشهر، محل دان كوتس، الذي تعارضت تقييماته بشأن إيران وكوريا الشمالية وتدخل روسيا في انتخابات عام 2016، مع وجهات نظر ترامب، ما جلب عليه غضب الرئيس.

الدولة العميقة ونظرية المؤامرة

تتركز أسباب رفض ترشيح راتكليف لمنصب مدير المخابرات الوطنية في افتقاده لأي خبرات حقيقية، إضافة لاتفاقه المعلن مع ترامب في نظرية المؤامرة المتعلقة "بالدولة العميقة" فيما يخصّ المخابرات المركزية CIA ومكتب التحقيقات الفيدرالي FBI.

"هذا الاختيار أثار التساؤلات داخل مكان العمل حول ما يقومون به من الأساس،" قال أحد مديري محطات السي آي إيه لصحيفة واشنطن بوست، مضيفاً أن "المكان أصبح تحت الحصار وسيقول الناس إنه عليهم أن يواصلوا العمل ويبتعدوا عن طريق المدير الجديد حتى لا يتعرضوا للفصل".

وأكد ضابط آخر على نفس المعنى للصحيفة بقوله: "ستكون هناك شكوك لدى المحللين حول كيفية تقديم راتكليف لتقاريرهم إلى البيت الأبيض".

التغيير وسط العاصفة

لكن السبب الأبرز حول القلق من تعيين راتكليف يتعلق بالتوقيت، حيث إنه بحاجة لعام كامل على الأقل حتى يصبح على دراية بتفاصيل الملفات الساخنة وأبرزها بالطبع المواجهة المشتعلة في الخليج مع عدو مثل إيران.

تكثيف الوجود العسكري في مضيق هرمز ينذر بالخطر

وهذا ما حذر منه أحد المسؤولين الكبار، على أساس أن عام كامل هو أقل ما يحتاجه راتكليف كي يفهم النطاق الواسع لعمليات 17 هيئة مخابراتية سيكون عليه الإشراف عليها حال تم تأكيد ترشيحه.

القلق من رد فعل الأجهزة المخابراتية الأخرى

نقطة أخرى أثارت قلق أساتذة المخابرات تتعلق بكيفية استقبال أجهزة المخابرات الحليفة لتعيين راتكليف المثر للجدل، حيث إنه من المتوقع أن يمارس البيت الأبيض ضغوطه على أجهزة المخابرات من خلال راتكليف، وفي هذه الحالة "لن تكون أجهزة المخابرات الحليفة على استعداد لتبادل المعلومات كما هو الحال الآن".

إيران وكوريا الشمالية

يرجع قرار ترامب فصل كوتس وتعيين راتكليف إلى رغبة الرئيس في تعيين مدير لأجهزة المخابرات الوطنية يخبره بما يريد أن يسمعه، حيث إن كوتس في شهادته أمام الكونغرس في يناير الماضي أكد على نقطتين أساسيتين، وهما أن كوريا الشمالية تواصل تطوير أسلحتها النووية وأن إيران ملتزمة بواجباتها طبقاً للاتفاق النووي.

كلا الرأيين كانا عكس ما يردده ترامب، وبالتالي صبّ غضبه على كوتس وقام بفصله، والآن يريد تعيين راتكليف الذي لن يخبر الرئيس بما يجري فعلاً لكنه سيخبره بما يريد أن يسمعه، بحسب مدير محطة السي آي إيه للواشنطن بوست.

المعيار الأساسي في منصب مدير أجهزة المخابرات الوطنية هو استقلاليته وأمانته في تقديم المعلومات وتحليلها دون أي اعتبارات سياسية، وهو ما يفتقده راتكليف بوضوح، بحسب المراقبين، وإن كانت الصورة ستتضح أكثر من خلال تعامله مع جينا هاسبيل مديرة المخابرات المركزية، وسو جوردون نائبة كوتس.

في صالح إيران؟

وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو – رويترز

المعروف الآن في الأوساط المخابراتية الأمريكية أن وزير الخارجية مايك بومبيو -مدير السي آي إيه السابق- هو الشخصية الأكثر نفوذاً في الإدارة فيما يخص أجهزة المخابرات، وبالتالي فإن اختيار راتكليف من جانب ترامب ربما يكون إشارة عن رغبة ساكن البيت الأبيض في وجود شخص يدين له بالولاء في هذا المنصب الحساس وهذا التوقيت الصعب.

ترامب لا يريد الحرب مع إيران وهذه حقيقة، بينما مستشار الأمن القومي جون بولتون يريدها وهذه أيضاً حقيقة، وكان بولتون صاحب قرار إرسال حاملة طائرات إلى الخليج بناءً على تقارير مخابراتية شكك البعض في مدى مصداقيتها وقتها.

في هذا السياق، ربما يكون اختيار راتكليف بمثابة صمام الأمان حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة، خصوصاً في منطقة الخليج وفي عام يسعى فيه ترامب لإعادة انتخابه، السؤال هو: كيف ستستقبل إيران مثل هذا الأمر؟

تحميل المزيد