العلوم العصبية تخبرك بكيفية الاستفادة من «تأثير المقهى»

يُعتقد منذ فترة طويلة أن العمل خارج مكتب العمل أو حتى المكتب المنزلي والذهاب إلى المقهى المحلي وقضاء نصف يوم عملك فيه يفيد الإنتاجية وهو ما يدعى تأثير المقهى

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/07/27 الساعة 08:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/07/27 الساعة 10:48 بتوقيت غرينتش
تأثير المقهى

يُعتقد منذ فترة طويلة أن التسلل خارج مكتب العمل "أو حتى المكتب المنزلي" والذهاب لتجربة تأثير المقهى وقضاء نصف يوم عملك فيه يفيد الإنتاجية كثيراً. إذ إن الجلوس في المقهى، حيث لا أشخاص يقاطعونك، ولا رؤساء، ولا شيء سوى جهاز كمبيوتر محمول وكوب لاتيه أمامك، يعطيك دفعة قوية.

وهذا ما يُعرف باسم "تأثير المقهى" وأونو فان دير غروين، وهو باحث في علم النفس العصبي من جامعة إديث كوان الأسترالية، أكد هذا الاعتقاد، ولكن ليس بالطريقة التي تتوقعها.

فما يظهره بحثه هو أن المقهى "من بين أماكن أخرى" يموج بعنصر يعزز الإنتاجية، وهو ما يسميه العلماء "الرنين العشوائي"، أو ضجيج الخلفية، بحسب ما نشره موقع مجلة Inc الأمريكية.

ضجيج الخلفية يساعد عقلك على التركيز ويحسِّن أداءه

أمضى فان دير غروين بعض الوقت في دراسة هذه الظاهرة. ووجد أن ضجيج الخلفية يحفز إشارات حسية في الدماغ، ومثلما يوضح بحثه الذي أجراه عام 2016، تُحسِّن تلك الإشارات الدماغية الحالة المزاجية وتحسن قدرتك على الرؤية والسمع والشعور، وتعطي دفعة مذهلة للإدراك البشري والقدرة على اتخاذ القرارات.

وأظهر بحث أحدث أجراه فان دير غروين، نُشر في مارس/آذار عام 2019، أن الإشارات الحسية التي يحفزها ضجيج الخلفية تساعد الدماغ على التحرر من طريقة التفكير الذهني الروتينية ورؤية الأشياء من منظور جديد.

وكل هذه العناصر هي عوامل محسِّنة تفضي مباشرة إلى تحسين الإنتاجية. ولذا أصبح لديك المبرر الآن لارتداء تلك السماعات الصغيرة للتخلص من زميلك المزعج أو لقضاء بضع ساعات في ستاربكس أو كليهما.

ولكن الفكرة الرئيسية هي توفير المستوى المناسب من هذا الضجيج، إذ يشير مبدأ "الرنين العشوائي" إلى أن الأداء ينخفض حين تكون الموسيقى التي تنساب إلى أذنيك شديدة الصخب أو حين يبدأ المقهى الذي تجلس فيه في تشغيل موسيقى كاريوكي.

 تأثير المقهى

ولكن من المثير للاهتمام أن مبدأ الرنين العشوائي ينص على أن وجود قدر من ضجيج الخلفية أفضل من العمل في صمت "الذي لا يحفز الإشارات الحسية الدماغية". لذا، فالأمر يتعلق بالتوصل إلى المستوى المناسب من الضجيج بحيث لا يكون شديد الصخب ولا شديد الانخفاض بدرجة تجعلك لا تلاحظه.

الاستفادة القصوى من تأثير المقهى

بالمناسبة، يوضح لنا العلم أن اللجوء إلى موسيقى الخلفية لزيادة الإنتاجية لا يتطلب أن تكون بالمستوى المناسب فحسب، بل يجب أن تكون مألوفة أيضاً "أي تلك التي لا تحاول معرفة نوعها"، وينبغي أن تكون موسيقى لا تصحبها كلمات.

وجرب استخدام طريقة البومودورو لإدارة الوقت جنباً إلى جنب مع ضجيج الخلفية لتعزيز الإنتاجية بدرجة أكبر. اضبط مؤقت هاتفك المحمول أو ساعتك على 25 دقيقة وابدأ في العمل دون توقف.

إن فكرة ضبط المؤقت تهدف إلى توليد الشعور بضرورة إنجاز العمل لمساعدتك على التركيز. ثم، انهض وافرد ذراعيك عن آخرهما وصفِّ ذهنك لمدة 5 دقائق. ثم عُد إلى العمل لمدة 25 دقيقة أخرى، ثم استرح لمدة 5 دقائق أخرى، وهكذا دواليك. وبعد فترة "بومودورو" الرابعة، يمكنك أخذ استراحة لمدة 15 دقيقة.

والنتيجة هي أنك ستشعر بأنك أقل إجهاداً وتوتراً مما لو عملت لمدة أربع إلى خمس ساعات أو نحو ذلك دون توقف.

والخلاصة، ضجيج الخلفية إلى جانب الشعور بضرورة إنجاز العمل أو الانضباط يحققان أفضل أداء وأعلى إنتاجية.

ولذا، استمتع بقضاء بعض الوقت في أحد المقاهي المحلية المريحة، أو ارتدِ سماعات الأذن للاستفادة من تأثير المقهى؛ وهي نصيحة يمكنك الاستفادة منها لزيادة الإنتاجية.

تحميل المزيد