أدى المشيعون، السبت، 27 يوليو/تموز صلاة الجنازة على الرئيس التونسي الراحل، الباجي قائد السبسي، في مقام "سيدي بلحسن الشاذلي"، بمقبرة الجلاز.
الانتهاء من دفن جثمان الرئيس التونسي السبسي
حيث أَمَّ المصلين مفتي تونس، عثمان بطيخ، في الضريح الموجود على أعلى تلّة تشرف على العاصمة تونس.
وانتهى المشيعون من دفن جثمان الباجي قائد السبسي، في تربة "آل السّبسي" بمقبرة الجلاز، بالعاصمة تونس.
وشارك تونسيون بالآلاف، في إلقاء نظرة أخيرة على جثمان السبسي، الذي وافته المنية، الخميس الماضي عن 92 عاماً، في ذكرى إعلان الجمهوريّة (25 يوليو/تموز 1957).
وشهدت العاصمة مراسم تأبين للرئيس الراحل (2014: 2019)، حيث تم نقل جثمانه من دار السلام، مقر الإقامة الرئاسية، إلى قصر قرطاج الرئاسي، قبيل مواراته الثرى.
وحضر التأبين الرسمي قادة دول وسفراء أجانب والرئيس التونسي المؤقت، محمد الناصر، ورئيس الحكومة التونسي، يوسف الشاهد، وكبار مسؤولي الدولة، ورؤساء الأحزاب.
وقد تجمع الآلاف على جوانب الطرقات يودعون رئيسهم
وعلى جنبات الطرقات التي تربط ضاحية قرطاج بتونس العاصمة وقف عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال يبكون رحيل السبسي رافعين صوره وأعلام تونس ومرددين النشيد الوطني. وألقى كثير منهم الورود بينما أدى آخرون التحية العسكرية للموكب.
وصاح البعض "الوداع يا رئيس.. الوداع يا بجبوج"، في إشارة لاسم تعود التونسيون إطلاقه على رئيسهم.
وعند قصر قرطاج وضع جثمان الرئيس الراحل المغطى بعلم تونس الأحمر والأبيض في شاحنة عسكرية حيث بدأت مراسم رسمية قبل أن يبدأ الموكب الذي ترافقه فرق من الخيالة طريقه باتجاه المقبرة.
وفي كلمة مؤثرة قال الرئيس المؤقت محمد الناصر "قضى حياته في خدمة تونس والحفاظ على مكاسبها والدفاع عن قيمها، ومات في يوم عيد الجمهورية". وأضاف ودموعه تغالبه أن السبسي كان خلال فترة حكمه صانعاً للوفاق ومناصراً للوحدة الوطنية والحوار.
وفي شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي بالعاصمة، وهو نقطة محورية في الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي، احتشد عدد غفير من التونسيين لتوديع جثمان السبسي.
وقالت نبيلة التي كانت ضمن المحتشدين "إنه يوم حزين لتونس. فقدنا رجل دولة كبيراً كان له دور هام بعد الثورة وساهم في توحيد التونسيين وتخفيف حدة الخلافات التاريخية مع الإسلاميين".
وتولى السبسي رئاسة البلاد في 2014
وقال الرئيس الفرنسي في خطابه إن السبسي "كان داعماً لاستقرار الدستور والالتزام بالحرية والانفتاح والمكانة غير المسبوقة للمرأة والمساواة بين الرجل والمرأة".
وشددت السلطات إجراءاتها الأمنية وأغلقت طرقاً كثيرة يمر عبرها موكب جنازة الرئيس الراحل أو بالقرب منها، وانتشرت قوات الأمن في أغلب مناطق العاصمة وقرب مقبرة الجلاز حيث سيدفن السبسي.
كان السبسي شخصية بارزة في تونس منذ الإطاحة بزين العابدين بن علي عام 2011 في انتفاضة أعقبتها انتفاضات في أرجاء الشرق الأوسط، بما في ذلك مصر وليبيا وسوريا. وبعد توليه منصب رئيس الوزراء في عام 2011 انتُخب السبسي رئيساً بعد ثلاث سنوات، ليصبح أول رئيس للبلاد يتم اختياره عبر الاقتراع المباشر بعد انتفاضة الربيع العربي. وأسس حزب نداء تونس الذي يشارك في الحكومة الائتلافية.
وبعد بضع ساعات من وفاة السبسي يوم الخميس أدى رئيس البرلمان محمد الناصر اليمين رئيساً مؤقتاً للبلاد في انتقال سلس للسلطة. وبعد ذلك بقليل قالت الهيئة المستقلة للانتخابات إن انتخابات الرئاسة ستجري في 15 سبتمبر/أيلول بعد أن كانت مقررة في 17 نوفمبر/تشرين الثاني.