جراحٌ مالية تحكمها الندرة والوفرة والشريك.. علاقتك بالمال تكشف شخصيتك

علاقتك بالمال تكشف شخصيتك وتكشف تاريخك المعفد معها، فموضوع المال موضوع معقد؛ إذ يميل أغلبنا إلى الشعور بعدم الراحة عند التحدث عنه، حتى أننا قد نفضل البوح ببعض جوانب حياتنا الجنسية على الكشف عن دخلنا المالي!

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/07/19 الساعة 04:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/07/19 الساعة 09:43 بتوقيت غرينتش
هل ترى المال في هذه الصورة يطير أم ينهمر كالمطر؟/ istock

علاقتك بالمال تكشف شخصيتك وتكشف تاريخك المعفد معها، فموضوع المال موضوع معقد؛ إذ يميل أغلبنا إلى الشعور بعدم الراحة عند التحدث عنه، حتى أننا قد نفضل البوح ببعض جوانب حياتنا الجنسية على الكشف عن دخلنا المالي!

وحتى إن أمضينا ساعات لا حصر لها في التفكير في طُرق لجني المزيد من المال، فقد لا نُمضي مثل هذا الوقت في التفكير في طبيعة ارتباطنا بالمال؛ لكنك إن انتبهت لعلاقتك بالمال، فستكتسب على الأرجح معرفةً هامةً عن نفسك.

  1. عقليتك

هل تشعر دائماً أن المال غير كافٍ؟ وأن المصاريف أكثر من أن توفيها؟ هل يحزنك إنفاق المال؟ قد يكون ذلك مؤشراً على "عقلية الندرة"، كما يصفها ستيفين كوفي في كتابه الأكثر مبيعاً The Seven Habits of Highly Effective People

بهذه العقلية، ترى المال وغيره من الموارد، كلعبة صفرية. بمعنى أن حصول غيرك على نصيب أكبر يعني حصولك على نصيب أقل، والعكس صحيح. 

قد تُشعرك عقلية الندرة بشعور سيّئ سواء زاد المال أو قلَّ. فدفع المال للآخرين يسبب الضيق؛ ﻷنك تراه نقصاً في أموالك، وقد يمنحك تلقي الأموال إحساساً بالذنب؛ ﻷنك "تأخذ المال من يد الآخرين".

وقال كين هوندا، مؤلف كتاب Happy Money لمدونة Think Act Be الصوتية: "نخشى من أننا إن منحنا شيئاً، سنخسر شيئاً آخر في المقابل". 

بينما في واقع الأمر، إن إنفاق المال وتلقيه جزآن من دورة المال. 

وتابع كين: "إذا أنفقت 100 دولار، فهي تذهب إلى يد شخص آخر، وهذا الشخص سينفقها في مكان آخر. وفي النهاية، ستعود إليك الـ100 دولار؛ فهذه هي طريقة عمل النظام الاقتصادي".

وتابع: "إذا وجدت نفسك خارج هذه الدورة، فأنت لست على قيد الحياة؛ فالحياة نفسها موجودة في هذه الدورة". 

إنّ تقبل دورة الإعطاء والتلقي هي عقلية الوفرة.

2.  ماضيك

تكلم هوندا عما سمّاه "جروح المال" التي نحملها من حياتنا المبكرة، حيث قال: "جُرح أغلبنا في ما يتعلق بالمال عندما كنا صغاراً". 

وتابع: "ربما رفض والدانا طلبنا بأخذ دروس باليه أو كرة قدم؛ لأنهم لا يستطيعون تحمّل تكلفتها. لقد كان أمراً لا يملكون حلّه؛ لكن لا زلنا نشعر بجرح منعنا من بعض الأشياء".

اختبر معظمنا مثل هذه الخيبات، إذ تُفرض على الآباء حدوداً مالية حقيقية. 

وبحسب هوندا، قد تلاحقك هذه التجارب الأولية "حتى بعد 20 عاماً" دون أن تعي ذلك. 

فعلى سبيل المثال، إن لم يستطع والداك أن يشتريا لك الملابس التي كان يلبسها الآخرون، قد يزرع ذلك لديك إحساساً بعدم الأهلية.

وقد تستبطن كذلك نفس التوتر الذي كان يشعر به والداك حيال المال، أو قد تلوم نفسك على شعورهما بذلك. 

يُوصي هوندا الجميع بمراجعة التجارب المالية الأولية لاكتشاف الجراح المالية التي مازالت تؤثر علينا.

3.    تطلعاتك

قد تؤثر تجاربنا المالية الأولية أيضاً على ما نعتبر الوصول إليه ممكناً. 

فعلى سبيل المثال، إذا كنا نحلم بامتلاك لعبة غالية لكن لم نستطع تحمل ثمنها، قد نؤمن بأن الأشياء التي نريدها بشدة في الحياة ستظل بعيدة المنال.

وقال هوندا: "قد تحدّنا هذه التجارب وتُعرف من نكون". وأضاف: "بما أننا حُرمنا مما نحلم به، فإننا نشعر باستحالة تحقيق أحلامنا". 

ونتيجةً لذلك، نتخلى عن الأحلام التي كنا نتطلع إليها، حتى وإن كنا قادرين على تحقيقها.

إن كنت تشعر بأنك تشكّ دائماً فيما إن كنت مؤهلاً للوصول إلى أكبر الأهداف، فعليك أن تفكر في أصول هذا التوقع.

4.    مخاوفك

يرتبط المال عند معظمنا بالبقاء. فمثلما أشار هوندا إن لم تكن تعتمد في بقائك على الموارد التي تمنحها لك الأرض، فستحتاج إلى المال لتوفير الأشياء الأساسية، كالطعام والمأوى. 

ولذلك نربط غالباً بين المال والخوف. 

وقال هوندا: "أطلب من عملائي كتابة أسوأ السيناريوهات بالنسبة إليهم. وعادةً ما يكون إصدار من سيناريو (الحياة دون امتلاك أي مال). وبذلك لن يتمكنوا من دفع الإيجار أو الرهن العقاري، أو سيفقدوا منازلهم، أو سيعجزوا عن دفع أقساط أولادهم الدراسية، وهلم جراً".

ويكمن خلف الخوف من الإفلاس، خوف أعمق. فما تتخيله يكشف ما تخشاه. 

هل يعني نفاد المال بالنسبة إليك أنك ستجوع؟ أم أنك ستشعر بالإحراج؟ أم ستكون خيبة أمل بالنسبة لمن حولك؟ هل ستبدو غير مسؤول؟ 

فيما تنظر إلى مصادر مخاوفك المالية، يمكنك اكتشاف مكامن انعدام الثقة القابعة وراءها.

5.    تصوّرك لنفسك

وأخيراً، قد تُظهر لك علاقتك بالمال كيف ترى نفسك. فإذا كنت واثقاً من نفسك في الشؤون المالية، فعلى الأرجح ترى نفسك كُفئاً وقادراً على مواجهة تحديات الحياة.

من ناحية أخرى، إن كنت تخشى كثيراً من نفاد أموالك والفشل في الإيفاء بأعبائك المالية، فربما تخفي بداخلك اعتقاد فحواه "أنا لست كافياً". 

ويتعلق ذلك بما هو أعمق من المال؛ فهو يعبر عن رؤيتك لقدراتك ومواردك الداخلية للتعامل مع ما يقف في طريقك.

ابدأ في ملاحظة الرسائل التي يغذيك بها عقلك حول المال. ماذا تكشف عن نظرتك لنفسك وقدراتك؟

علاقتك بالمال والشريك

نظراً لتعقيد الأمور المالية، فليس من المستغرب أن يكون أحد أكبر أسباب النزاعات الزوجية، خاصةً عندما تتدخل مخاوفنا الخفيَّة حول المال.

فعلى سبيل المثال، قد تخاف أنت من نفاد المال، ويدفعك ذلك للاتجاه نحو الادخار؛ بينما يخاف شريكك من أن يبدو غير ناجح، ولذا يرغب في إنفاق الكثير من الأموال للحفاظ على مظهره أمام الآخرين. 

فحسبما لاحظ هوندا، لا يرتبط الأشخاص الذي يمتلكون رؤى متضادة حول المال بمحض الصدفة. 

ويقول: "فبالنسبة لمن يميل إلى الادخار، يُعد مَن يميل إلى الإنفاق شخصاً جذاباً؛ لأنهم يعرفون كيف يستمتعون بالحياة. وينجذب مَن يميل إلى الإنفاق إلى المُدَّخر لأنه يوفر الأمان". 

ومن الوارد أن تجذب هذه الجوانب الأزواج إلى بعضهم البعض؛ إلا أنها بعد فترة قد تشكِّل هي نفسها مصدراً للسخط.

لكن بمجرد تعرفك أنت وشريكك على الديناميكيات الخفية، تصبحان في موقع أفضل للعمل على حل المشاكل الحقيقية؛ بدلاً من تكرار الخلافات السطحية مرة بعد مرة.

تحميل المزيد