الحرب التي لا يريدها أحد تقترب.. إسقاط طائرة لإيران وبحار أمريكي مفقود وموسكو تحذر ترامب

عربي بوست
تم النشر: 2019/07/19 الساعة 09:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/07/19 الساعة 11:08 بتوقيت غرينتش
حاملة الطائرات أبراهام لينكولن التي فقدت أحد بحارتها - نيفي تايمز

تشهد منطقة الخليج أحداثاً متلاحقة تقرب العالم كل لحظة من الحرب التي لا يريدها أحد، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إسقاط طائرة إيرانية مسيرة وهو ما نفته طهران، بينما تبحث البحرية الأمريكية عن بحار مفقود في بحر العرب، وسط تحذيرات روسية من اندلاع الشرارة الأولى وتحميل واشنطن المسؤولية، فما هي القصة؟

هل أسقطوا طائرة بالفعل؟

السفينة الحربية بوكسر

ترامب أعلن اليوم الجمعة 19 يوليو/تموز أن سفينة الإنزال الأمريكية "بوكسر" دمرت طائرة مسيرة إيرانية اقتربت منها على مسافة ألف ياردة في مضيق هرمز، مضيفاً أن الطائرة كانت تمثل خطراً على السفينة "وتم إسقاطها في الحال".

إيران نفت كلام ترامب: وزير الخارجية جواد ظريف أعلن أن طهران ليس لديها أي معلومات حول فقدان طائرة مسيرة في منطقة الخليج.

كما أكد نائبه عباس عراقجي نفس المعنى في تغريدة له على تويتر جاء فيها: "لم نفقد أي طائرة مسيرة فوق الخليج أو في أي مكان آخر. أخشى أن تكون السفينة الأمريكية "بوكسر" قد أسقطت واحدة من الطائرات التي ترافقها!"

بحار مفقود في بحر العرب

تزامن ذلك مع إعلان الأسطول الأمريكي الخامس أن البحرية الأمريكية وسفناً أخرى تقوم بعمليات بحث عن بحار أمريكي مفقود في بحر العرب.

وفي بيان للأسطول المتمركز في البحرين تم إدراج البحار الذي لم يتم ذكر اسمه على أن مكانه غير معلوم "بعد الإبلاغ عن حادث سقوط رجل من على متن حاملة الطائرات أبراهام لينكولن" أثناء عمليات في بحر العرب يوم الأربعاء 17 يوليو/تموز.

إيران تحتجز ناقلة نفط

تزامن ذلك مع إعلان طهران احتجازها لناقلة نفط أجنبية في مضيق هرمز قالت إنها تقوم بتهريب النفط الإيراني وأن طاقمها المكون من 12 شخصاً يواجهون اتهامات بالتهريب.

ناقلة نفط فيديو لناقلة النفط المحتجزة
ناقلة نفط في مياه الخليج/رويترز

الواضح أن الناقلة هي "رياح" التي اختفت يوم 14 يوليو/تموز الجاري من خرائط تتبع حركة السفن بينما كان جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بها مغلقاً في مضيق هرمز، وقال المسؤولون الأمريكيون إنهم لا يعرفون على وجه اليقين ما إذا كانت إيران قد احتجزت الناقلة أم أنها أنقذتها بعدما واجهت أعطالاً فنية كما يؤكد الجانب الإيراني.

وكانت إيران قد هددت بالرد على احتجاز بريطانيا لناقلة نفط إيرانية للاشتباه بانتهاكها العقوبات المفروضة على سوريا، ووصف المرشد الإيراني علي خامنئي الخطوة البريطانية بأنها "قرصنة".

خطة أمريكية لتأمين السفن في مضيق هرمز

في ذات السياق، كشفت وزارة الخارجية الأمريكية أن مسؤولين من إدارة ترامب سيطلعون أعضاء السلك الدبلوماسي في واشنطن اليوم الجمعة على مبادرة جديدة لتعزيز حرية الملاحة والأمن البحري حول مضيق هرمز.

تكثيف الوجود العسكري في مضيق هرمز ينذر بالخطر

وقالت الوزارة في بيان لها: "الأمر يتطلب مسعى دولياً للتعامل مع هذا التحدي العالمي وضمان مرور السفن بسلام"، وأكدت أن الإفادة سيقدمها مسؤولون بوزارتي الدفاع والخارجية، ولن يسمح لوسائل الإعلام بحضورها.

تغريدة غامضة لظريف

جواد ظريف نشر اليوم خريطة للعالم بها تظليل لإيران ونقطة حمراء حول مضيق هرمز وتظليل للولايات المتحدة وفوقها كلمة واحدة "تذكير" باللغة الإنجليزية، في إشارة لما تردده إيران دائماً من أن الولايات المتحدة هي الطرف المعتدي، فماذا يعني ذلك ولماذا اليوم تحديداً بعد الإعلان عن خطة التأمين الأمريكية؟

كل الطرق تؤدي للحرب

لا يوجد تفسير لتلك التطورات المتلاحقة سوى أن الحلول الدبلوماسية للأزمة بين إيران والولايات المتحدة تبتعد أكثر بينما الحرب التي لا يريدها أحد تقترب أكثر وأكثر، وهذا تحديداً ما حذر منه وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف.

"الارتفاع الحالي لدرجة التوتر في المنطقة يمثل ناتجاً مباشراً للنهج المتشدد ضد إيران، والذي تتبعه واشنطن مع بعض حلفائها. الولايات المتحدة تلعب بعضلاتها، وهي تشن حملة لتشويه صورة طهران، وتتهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية بكل الذنوب".

لافروف

"هذا الأمر يخلق وضعاً خطيراً، وشرارة واحدة فقط قد تكون كافية لاشتعاله. والمسؤولية عن التبعات الكارثية المحتملة ستتحملها الولايات المتحدة،" قال لافروف في حديث لصحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" نشر نصه على موقع الخارجية الروسية.

الأمر الآن في المنطقة يبدو أقرب لكرة الجليد المنحدرة من قمة جبل وهي تزداد سمكاً وحجماً وسرعة اندفاع مع كل خطوة لأسفل، والسؤال الآن هل يمكن اتخاذ خطوات لتخفيف حدة التصعيد العسكري قبل أن تشتعل تلك الشرارة الأولى وتقع الكارثة؟

تحميل المزيد