تخطط عضوتا الكونغرس الأمريكي الديمقراطيتان إلهان عمر ورشيدة طليب لزيارة إسرائيل والضفة الغربية في الأسابيع المقبلة، لكن سيتعين على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يقرر ما إذا كان سيُسمح لهما بدخول البلاد، بسبب دعمهما العلني لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، وفقاً لما نشرته صحيفة Haaretz الإسرائيلية.
وكانت صحيفة Jewish Insider أول من كتب، الأربعاء 17 يوليو/تموز 2019، عن رحلة عضوتي الكونغرس المقررة، مشيرةً إلى أن إلهان قالت إن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية سيكون نقطة محورية في الرحلة: "كل ما أسمعه يشير إلى أن الجانبين يشعران بأنه لا يزال هناك احتلال".
ويسمح القانون الإسرائيلي للسلطات برفض دخول الأفراد إلى البلاد بسبب دعمهم لمقاطعة البلاد.
ومع ذلك، تتمتع وزارة الخارجية بسلطة توصية وزارة الشؤون الاستراتيجية ووزارة الداخلية بإصدار إعفاءات للشخصيات السياسية أو الدبلوماسية، إذا رأت أن منع تلك الشخصيات من الدخول سيضر بالعلاقات الخارجية لإسرائيل.
نتنياهو الشخص الوحيد الذي يتخذ هذا القرار
ونظراً لحساسية الزيارة المقررة لعضوتي الكونغرس وتداعياتها المحتملة على العلاقات الإسرائيلية – الأمريكية، علمت صحيفة Haaretz الإسرائيلية أنه سيُطلب من نتنياهو أن يكون هو الشخص الذي يتخذ القرار في هذه المسألة.
وكسرت إلهان ورشيدة الحواجز عندما انتُخبتا لتكونا أول عضوتين مسلمتين بالكونغرس في نوفمبر/تشرين الثاني. وكانت كل من إلهان التي وُلدت في الصومال وهاجرت في سن مبكرة إلى مينيسوتا، وطليب التي وُلدت في ميشيغان لأبوين فلسطينيين، صريحتين في آرائهما بشأن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، ما أثار اتهامات بمعاداة السامية بسبب تصريحاتهما ودعم حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات.
وقدمت إلهان، الثلاثاء الماضي 16 يوليو/تمّوز، مشروع قرار لمجلس النواب "يعارض الجهود التشريعية غير الدستورية للحد من استخدام المقاطعة لتحقيق مزيد من الحقوق المدنية في الداخل والخارج"، وتؤكد حق الأمريكيين في متابعة المقاطعة "سعياً لتحقيق الحقوق المدنية والإنسانية في الداخل والخارج".
إلهان تُتهم بمعاداة السامية
في عام 2012، غرّدت إلهان قائلة إن إسرائيل "تنوَّم العالم مغناطيسياً" لتقدم على فعل "الشر"، وهو تصريح جلب عليها اتهامات كثيرة بمعاداة السامية بعد تسليط الضوء عليه.
وفي وقت سابق من هذا العام، خاضت إلهان خلافين منفصلين مثيرين للجدل بشأن معاداة السامية، بعد أن غرّدت في فبراير/شُباط قائلة إن الدعم الأمريكي لإسرائيل "يتعلق كله بالأموال"، ملمّحة إلى أن الإسرائيليين أو اليهود يشترون النفوذ الأمريكي، ومرة أخرى في مارس/آذار، لقولها وإصرارها على أن السياسيين الذين يدعمون إسرائيل "يدفعون نحو الولاء لدولة أجنبية".
حيّرت طليب المؤرخين في شهر مايو/أيّار بعد أن أجرت مقابلة قالت فيها إن أجدادها الفلسطينيين كانوا جزءاً من محاولة "إنشاء ملاذ آمن لليهود" بعد الهولوكوست، على الرغم من أن الدور "فُرِّض عليهم" وحدث "بطريقة سلبت كرامتهم"، وهي النائبة الديمقراطية الوحيدة التي رفضت علناً حل الدولتين، ودعمت حل الدولة الواحدة بدلاً من ذلك.
طليب تُعارض نفوذ "اللوبي الإسرائيلي على الكونغرس"
فيما طرحت طليب فكرة رحلتها إلى الضفة الغربية العام الماضي، واقترحتها لتكون بديلاً عن الرحلات التي تنظمها لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) إلى إسرائيل.
وأخبرت طليب موقع The Intercept الإخباري بأنها كانت "تعارض نفوذ اللوبي الإسرائيلي على الكونغرس"، وأن خطتها كانت "اعتراضاً على تقليد استمر عقوداً للعضوات المنتخبات حديثاً: رحلة إلى إسرائيل برعاية الذراع التعليمية" لأيباك.
ونقل The Intercept عن طليب قولها: "أريد أن نرى هذا التمييز وكيف أضر فعلاً بقدرتنا على تحقيق سلام حقيقي في تلك المنطقة".
وأفادت تقاريرُ، يوم الأحد 14 يوليو/تموز، بأن الرحلة مهددة بعد انسحاب المجموعة المنظمة، وهي معهد Humpty Dumpty Institute، الذي يصف نفسه على موقعه على الإنترنت بأنه "مخصص لمعالجة القضايا العالمية والمحلية الصعبة"، من الرحلة بسبب تضارب المواعيد.
ورغم ذلك، قالت متحدثة باسم طليب، أول فلسطينية أمريكية منتخبة بالكونغرس، لصحيفة Daily News إنها "متأكدة تماماً" من إجراء الرحلة في أغسطس/آب.
ووفقاً لصحيفة Jewish Insider، قالت طليب: "مدينتي (بيت عور الفوقا) متحمسة للغاية لأنني قادمة لرؤيتها الشهر المقبل، إنها سعيدة للغاية، وسوف أصطحب معي أبنائي الاثنين الرائعين.. وسيلتقيان بجدتهما الكبرى، لذلك أنا متحمسة حقاً لذلك".