تحويل جزء من مقام النبي موسى في القدس لفندق ومطاعم

انتهى ترميم وتطوير مقام النبي موسى في القدس، الذي مضى على إنشائه نحو 800 عام، والذي يحظى بشهرة إقليمية، وتقام حوله احتفالات سنوية.

عربي بوست
تم النشر: 2019/07/18 الساعة 14:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/07/18 الساعة 14:04 بتوقيت غرينتش
مقام النبي موسى/الشبكات الاجتماعية

انتهى ترميم وتطوير مقام النبي موسى في القدس، الذي مضى على إنشائه نحو 800 عام، والذي يحظى بشهرة إقليمية، وتقام حوله احتفالات سنوية.

وفي احتفال شعبي ورسمي، أقيم مساء الأربعاء 17 يوليو/تموز 2019، أُعيد فتح المكان بعد أعمال ترميم وتطوير استغرقت عامين بدعم من الاتحاد الأوروبي، عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في كلمة بحفل الافتتاح: "اليوم يتم إعادة ولادة مقام النبي موسى بثوب جديد، بعد أن تم ترميمه بالكامل".

وأضاف: "عَمَلنا في مقام النبي موسى يمثل بالنسبة لنا الحفاظ على التاريخ والتراث الديني والروحي".

وتتعاون السلطات الفلسطينية مع القطاع الخاص في مشروع إحياء المقام، إذ تتولَّى شركة خاصة إدارة الموقع، الذي تم تحويل جزء منه إلى نزل فندقي من 20 غرفة، إضافة للمطاعم والقاعات.

وقال اشتية: "سوف يُدار (الموقع) من شركة فلسطينية، تمثل القطاع الخاص الفلسطيني، وأوجّه الشكر لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي على روح الشراكة مع الحكومة، وعلى سخاء الاتحاد الأوروبي على ما يقدمه من مساعدة لفلسطين".

عامان لترميم المقام التاريخي

استغرقت عملية ترميم وتطوير المقام نحو عامين، شمِلا إعداد الدراسات التاريخية والهندسية.

وقال جهاد ياسين، مدير عام المتاحف والتنقيبات الأثرية في وزارة السياحة والآثار لرويترز: "جرى ترميم الموقع بما لا يتعارض مع قيمة الموقع الدينية والعالمية، حيث إنه مُدرَج على اللوائح التمهيدية للائحة التراث العالمي".

وأضاف: "فلسفة الترميم قامت على الحدِّ الأدنى من التدخل، وعدم تغيير الطابع المعماري للمكان، والالتزام بالمعايير الدولية للترميم".

ويرتبط موقع المقام لدى الفلسطينيين بإحياء "موسم النبي موسى"، في شهر أبريل/نيسان من كل عام، حيث تقام احتفالات دينية على مدى أيام، ويتوافد الزوار من كل مكان.

ويتطلَّع الفلسطينيون أن يكون الموقع إضافة، لكونه وجهة للسياحة الداخلية، ومقصداً للسياحة الدينية، مع ازدياد عدد السياح من دول مثل تركيا وماليزيا وإندونيسيا إلى مدينة القدس والخليل.

وقالت رولا معايعة، وزيرة السياحة والآثار: "هذا مكان تاريخي مهم جداً من عهد المماليك، قمنا بترميمه بشكل مجمّع سياحي، لاستقطاب السياحة من كل دول العالم، وبالأخص السياحة الإسلامية".

وتابعت قائلة: "بالإضافة إلى القدس والخليل سوف يكون هذا الموقع هو من أهم الأماكن التي يتم زيارتها من قبل السائح".

وقال روبيرتو فالنت، ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالأراضي الفلسطينية في كلمة بحفل الافتتاح: "هذا المقام.. الأيقونة التاريخية الذي جرى ترميمه بالشراكة بين قطاعات مختلفة، أصبح اليوم حقيقة".

الترميم بمنحة أوروبية بالملايين 

جاءت أعمال ترميم وتطوير المقام في إطار منحة أوروبية بقيمة خمسة ملايين يورو، خُصصت للقطاع السياحي، شملت أيضاً ترميم مبنى قديم في نابلس (خان الوكالة)، الذي تم تحويله إلى فندق.

وقال رالف تراف، ممثل الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية: "المباني التاريخية هي انعكاس لتاريخنا، ووجه تراثنا، تعكس حروب الماضي، وتعكس أيام السلام والازدهار، الحفاظ عليها يساعدنا على فهم المجتمعات واحترامها وتنميتها".

وأضاف: "هذا المقام كان وما زال أحدَ أكبرِ المواقع التاريخية في فلسطين، وارتبط تاريخه بالطرق الصوفية من غناء روحي وإنساني، لقد كان المقام منارةً ثقافيةً ودينيةً".

وتابع قائلاً: "مقام النبي موسى سيوفر 70 وظيفة مباشرة، و200 فرصة عمل بشكل غير مباشر، ويستعيد الحياة".

تاريخ مقام النبي موسى

يقع المقام فوق تل شرقي بمدينة القدس، مطل على البحر الميت، ويرجع تاريخ تأسيسه لعهد الظاهر بيبرس في القرن الثالث عشر.

ويتألف المقام من ثلاثة طوابق بمساحة 4500 متر مربع، ويضم 144 غرفة متعددة الاستخدامات، ومحاط بسور على ارتفاع ما بين ثلاثة وأربعة أمتار.

تحميل المزيد