فيما تستعد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى بدء عطلتها الصيفية، نهاية هذا الأسبوع، تحتفل الأربعاء 17 يوليو/تموز 2019، بعيد ميلادها الخامس والستين، في وقت تحوَّلت فيه أنظار الصحافة العالمية نحوها، بانتظار ما سيحدث لها هذه المرة: هل ستعيش نوبة ارتعاش جديدة على الملأ، أم ستمرّ الإطلالة بهدوء؟
عندما سُئلت عن عيد ميلادها قبل أيام، أجابت ميركل: "لا يعني هذا التقدم في السن، لكن ربما اكتساب مزيد من الخبرة".
كان جوابها -الذي لم يتطرَّق بتاتاً إلى حالتها الصحية- مناسباً تماماً للقب المرأة الحديدية الذي يُطلق عليها.
فهي تقود أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، ومن المعروف عنها أخلاقياتها في العمل وتفوقها على قادة آخرين في قمم الاتحاد الأوروبي، بقدرتها على التركيز على تفاصيل المناقشات المعقدة التي تستمر حتى الليل.
ومنذ 2005، تقود ميركل ألمانيا، مما يجعل سنوات خدمتها الأطول بين الزعماء السياسيين للديمقراطيات الغربية الكبرى.
لكن المستشارة ميركل، عاشت 3 وقائع ارتجاف علنية خلال 3 أسابيع ماضية، هزَّت صورتها أمام العامة، وطرحت تساؤلات حول قدرتها على أداء مهامها.
كان آخرها الأسبوع الماضي، خلال مراسم استقبال رئيس وزراء فنلندا.
وفيما تقول وكالة رويترز إنَّ تلك النوبات أثارت قلق الكثير من الألمان الذين ينظرون إلى ميركل على أنها رمز للصلابة في عالم مضطرب، كشف استطلاع للرأي أن غالبية الألمان يرون الأمر شأناً شخصياً، وأن المستشارة ليست مضطرة إلى الكشف عن وضعها الصحي.
ميركل تقول إنها نجحت في تجاوز نوبة الارتعاش التي حدثت لها لأول مرة، في منتصف يونيو/حزيران 2019، مشددة على أنها بخير، وأن هذه النوبة "مثلما حدثت في يوم ما، فستختفي بنفس الطريقة أيضاً".
فهل سيؤثر هذا الأمر على جدول أعمالها المرهق أساساً؟
جاء الجواب على شكل إحصاء بسيط قامت به صحيفة بيلد الألمانية.
فقد أحصت 21 رحلة خارجية قامت بها ميركل، حتى الآن هذا العام، وقالت إن هذا الرقم أعلى بكثير مقارنة بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (41 عاماً)، الذي بلغ عدد جولاته الخارجية 17، ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي (62 عاماً)، التي قامت بـ16 جولة.
وما قصة الكتاب الذي ستصطحبه ميركل خلال عطلتها الصيفية؟
ومع ذلك، تحاول ميركل إيجاد حلٍّ لهذه المشكلة، من خلال اصطحاب كتاب حول الارتجافة، خلال عطلتها الصيفية التي تبدأ نهاية هذا الأسبوع.
وكشفت صحيفة بيلد، في عددها الصادر الإثنين 15 يوليو/تموز 2019، أنَّ المستشارة تنوي أخذ كتاب "المرأة المرتجفة" للناشرة في نيويورك سيري هوستفيدت (64 عاماً)، والتي مرَّت بظروف مماثلة، وبـ4 نوبات ارتجاف مماثلة عند الظهور أمام العامة، أو إلقاء كلمة في عام 2009.
وقارنت مؤلفة هذا الكتاب، في مقابلة مع عدد مجلة دير شبيغل لهذا الأسبوع، بين ما جرى معها والمستشارة ميركل، مؤكدةً إمكانية ظهور حالات الارتجاف حتى وإن كان المرء بصحته كاملةً.
وذكرت أن النوبات التي عانتها مشابِهة جداً لما جرى مع المستشارة، وأن الأمر كان بمنزلة أحجية، حيث لم تحصل على تشخيص للحالة، رغم أنها زارت العديد من الأطباء والمختصين بطبِّ الأعصاب والطب النفسي، لكنهم لم يستطيعوا إيجاد أي عامل نفسي أو جسدي واضح مسبِّب للارتجاف.
وكانت الكاتبة قد ألَّفت كتاباً عن كيفية فقدانها السيطرة على جسدها، وكيف باتت تعاني نوبات ارتجاف، بدأت خلال كلمة عن والدها بعد عامين من وفاته.
وكانت والدة ميركل قد توفيت في شهر أبريل/نيسان الماضي، عن عمر ناهز 90 عاماً.
وعمَّا إذا كانت وفاة والدة ميركل هذا العام وراء هذه الظاهرة، أو لكونها متأثرة بمقتل سياسي صديق من حزبها مؤخراً، قالت هوستفيدت في حديثها مع "شبيغل"، إن ذلك يبقى مجرد تخمين، لكن قد تكون هناك صلة بينها، وقد يلعب الجانب النفسي دوراً في ذلك.